15 ألــف رأس مــن رومانيـا.. والاستــيراد سيتواصـل عـبر 9 موانـئ عــبر الوطـن
حجر صحي من 3 إلى 5 أيام لضمان سلامة الأغنام
بدأت، أمس، فعليا ورسميا عمليات استيراد رؤوس الأغنام، تحسبا لعيد الأضحى المبارك، حيث وصلت أول باخرة محملة بـ15 ألف رأس من رومانيا إلى ميناء الجزائر العاصمة، على أن تصل ثاني باخرة، اليوم، في انتظار استكمال العملية التي تشمل (1) مليون رأس ماشية، وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية.
وصلت، أمس، في حدود الساعة الواحدة والنصف صباحا، أول باخرة محملة بـ15000 رأس غنم مستوردة من رومانيا إلى ميناء الجزائر العاصمة، في انتظار أن تتواصل العملية بمختلف موانئ الوطن، إذ يرتقب وصول شحنة أخرى يوم 24 أفريل تشمل 35 ألف رأس، تليها شحنة إضافية يوم 25 أفريل تتكون من 18 ألف رأس من الماشية، بحسب مسؤولي وزارة الفلاحة.
وتم استقبال، أول باخرة معبأة برؤوس الأغنام، في تنسيق محكم وتحت متابعة الأمين العام لوزارة الفلاحة، حميد بن سعد، الذي أشرف على عملية تفريغ ونقل رؤوس الماشية إلى أماكن الحجر.
وقال بن سعد: “ستستقبل تسعة موانئ وطنية خلال الأسابيع المقبلة، سفنا محملة بالأضاحي”. وأوضح، أن العملية ستتواصل خلال شهري أفريل وماي بهدف استيراد مليون رأس غنم، وستتم على مستوى تسعة موانئ”.
وأكد المتحدث، أن كل الوسائل اللوجستية والتقنية تم تسخيرها. مضيفا، بأن سلسلة من الإجراءات جرى اتخاذها عبر مواقع مخصصة لـ “فحص الحالة الصحية للماشية وبالتالي حماية صحة المستهلك”.
وأضاف الأمين العام لوزارة الفلاحة، أنه وفي مرحلة ثانية سيتم توزيع الماشية عبر مختلف الولايات وهي عملية “سيشرف عليها الولاة من خلال لجان محلية ستتابع كل مراحل التأطير المتعلقة بالبيع وكذا توفير الإمكانات”.
حمايــة صحــة المستهلك
ويعد الجانب الصحي من أولى الاهتمامات، حيث ستخضع الشحنات المستوردة إلى برنامج حجر صحي شامل، يمتد من 3 إلى 5 أيام، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى ضمان سلامة اللحوم وحماية صحة المستهلك، من خلال التأكد من خلو الأضاحي من أي أمراض قبل طرحها في الأسواق وتوزيعها على نقاط البيع.
وتأتي العملية، تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أسداه في اجتماع لمجلس الوزراء، منتصف الشهر الماضي، والقاضي باستيراد مليون رأس غنم تحسبا لعيد الأضحى المبارك، وذلك في إطار جهود الدولة لضمان توفر الأضاحي بأسعار معقولة للمواطنين، مع توفير كافة الشروط اللوجستية والصحية اللازمة لاستقبال المواشي.
وكان رئيس الجمهورية، قد عبر عن استيائه من الارتفاع الجنوني وغير المبرر لأسعار الأضاحي والتي وصلت إلى 200 ألف دج، وقال إنه “أمر غير معقول”، ما جعل الاستيراد خيارا حتميا للتخفيف على الجزائريين المرتبطين جدا بشعيرة عيد الأضحى.
ووصلت، أمس، ثاني باخرة إلى ميناء العاصمة، وتحمل اسم “جرساي”، وعلى متنها شحنة تضم أكثر من 12 ألف رأس من الأغنام. وتم في هذا السياق اتخاذ كافة التدابير اللازمة لاستقبال الأضاحي في ظروف جيدة، حيث خصص الرصيف رقم 22/4 لرسو الباخرة المحملة بالمواشي، وذلك لضمان سهولة عملية التفريغ، كما تم تهيئة رواق خاص لتسهيل مرور الشاحنات المخصصة لنقل المواشي، بما يضمن سرعة وكفاءة في نقلها نحو وجهتها النهائية.
ويمثل التحكم في شحنة من أضاحي العيد المستوردة، “بداية قوية وواعدة”، تؤكد جاهزية معتبرة في إدارة العمليات في جميع مراحلها وعبر مختلف موانئ الوطن، ما يضمن توفير رؤوس الماشية بالعدد الكافي لتوفير ظروف ملائمة للأسر من أجل اقتناء الأضحية، وضبط الأسواق واستقرار الأسعار، ودعم الفلاحين والمربين المحليين، بما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحفيز الاقتصاد الوطني.
تندرج هذه العملية أيضا، ضمن جهود الدولة لدعم الإنتاج المحلي، كما تساهم في إحياء شعيرة عيد الأضحى المبارك، من خلال توفير الأضاحي للمواطنين بصفة منتظمة وآمنة، خاصة في ظل النقص الذي سجل في السنوات الأخيرة، والذي يرجع –بحسب المختصين– إلى تراجع في الثروة الحيوانية.
أما بشأن عدد رؤوس الماشية التي تتوزع على نقاط البيع المعتمدة عبر مختلف مناطق الوطن من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، فتقدر بمليون رأس، وهو ما يعكس جاهزية كبيرة لتلبية احتياجات المواطنين خلال عيد الأضحى.
وبشأن سعر أضحية العيد للمواشي المستوردة، فقد حددها مجلس الوزراء المنعقد، أمس، برئاسة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بـ40 ألف دينار.. وهو سعر وطني موحّد.
وتسهر وزارة الفلاحة على ضمان السير الحسن للعملية من خلال وضع مخطط تنظيمي لتسيير عملية البيع، يشمل توفير فضاءات مهيأة ومراقبة، مع الحرص على احترام شروط النظافة والسلامة وتسهيل وصول المواطنين إلى نقاط البيع، مما يساهم في ضمان سهولة العملية وتفادي أي ممارسات عشوائية قد تؤدي لرفع الأسعار بشكل غير مبرر.