11 ألف و664 مستخدم للتكفّل بالمرضى.. سايحــي:

هكـذا نجحـت الإستراتيجيـة الوطنيـة في الحدّ من الإصابات بالسّرطان

فتيحة كلواز

 أكّد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، عند إشرافه على افتتاح الجلسات الوطنية للوقاية ومكافحة السّرطان، أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات، حِرص الجزائر على تسخير كل إمكاناتها المادية والبشرية لمكافحة هذا المرض، خاصة وأنّ السّرطان تحوّل إلى هاجس عالمي، ما أعطى الأولوية للاستراتيجيات المتبعة للحدّ من تزايد حالات المرض والتكفّل بمرضاه، في وقتٍ تعرف كل المجتمعات ارتفاعا في عدد الإصابات.

قال سايحي، إنّ الجزائر ومنذ 2020، سارعت إلى وضع إستراتيجية وطنية تعتمد على العلاج والوقاية من المرض، ووفّرت الدولة تجهيزات كبيرة في المستشفيات والهياكل الصحية، لتخفيف معاناة المرضى، وفي نفس الوقت اعتمدت على بناء مراكز خاصة لمكافحة السّرطان، بلغ عددها 21 مركز في مختلف مناطق الوطن، بالإضافة إلى توسيع كل العلاجات الكيمائية على الهياكل الصحية لتقريبها من المواطن.
إلى جانب تخصيص 50 بالمائة من ميزانية الصيدلية المركزية للمستشفيات لأدوية السّرطان أي ما يقارب 88 مليار دج، كما خصّص غلاف مالي آخر لاقتناء الأدوية المستوردة تجاوز 25 مليار دج، بالإضافة إلى تجهيز مراكز مكافحة السّرطان خاصة فيما يتعلّق بالطبّ الإشعاعي والمسرعات التي بلغ عددها 62 مسرع، كما ستعزّز بـ 29 مسرعا إضافيا مع بداية السنة المقبلة.
أمّا فيما يتعلق بالمقاييس الدولية، أبرز سايحي وجود مقياسين: المقياس الأول مسرع لكل 500 ساكن وستصل إليه الجزائر نهاية السنة الحالية، والمقياس الثاني مسرع لكل مليون ساكن والجزائر تجاوزت هذا المقياس منذ 9 أشهر. إلى جانب الموارد البشرية، حيث تخصّص الوزارة أكثر من 11 ألف و664 مستخدم في قطاع الصّحة للتكفّل بمرضى السّرطان.
أمها من الجانب الوقائي خصّصت وزارة الصحة حصصا للوقاية على اعتبار أنّ مسبّبات السّرطان مرتبطة بالأكل، المواد الكيميائية والتلوث، الأدوية الكيماوية المستعملة في الزراعة، موضّحا أنّ الدولة تبذل مجهودات كبيرة في هذا المجال، وهو ما يعكسه التنسيق بين مختلف القطاعات وهيئات من أجل الحدّ من تزايد حالات الإصابة.
وأشار إلى أنّ الجلسات ستمكّن الدولة من نظرة استشرافية للتكفل بالمرضى، وأيضا تصوّر مستقبلي للتكفّل بالمرضى يعتمد على التخصّص في الطبّ، من خلال تكوين أطباء عامين في مجالات خاصة، مؤكّدا حرص الدولة على وضع جميع مواردها لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الجلسات مبرزا عزم الدولة على تفعيل التوصيات المنبثقة عنها في كل المسارات.

توفـير الأدويـــة أهـم الأهــداف

 من جانبه، أكّد وزير الصناعة الصيدلانية، وسيم قويدري، حرص الوزارة على «أخذ مخرجات الجلسات الوطنية للوقاية من السّرطان ومكافحته بعين الاعتبار، سيما ما ارتبط بتطوير الأدوية المضادة للسّرطان، وتتبّع توفر الأدوية»، منوّها بالأهمية التي يوليها رئيس الجمهورية لهذا القطاع من خلال استحداثه لقطاع وزاري يهتم بالصناعة الصيدلانية، ما يعكس اهتمام رئيس الجمهورية وحرصه على توفير الأدوية المتطوّرة للمرضى من أجل تكفّل أفضل يضمن الجودة والفعّالية.
بدوره، قال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي فيصل بن طالب، إنّ قطاع العمل يؤدّي دورا محوريا في التكفّل بمرضى السّرطان، من خلال الخدمات التي يقدمها كالآداءات العينية والنقدية المرتبطة التشخيص والعلاج، مذكّرا بتمكين مرضى السّرطان غير المؤمّنين اجتماعيا من بطاقة الشفاء، وبلغ عدد المستفيدين منها 2158 مريضا بتكلفة إجمالية قدرت بـ 57 مليون دج، حيث سمحت للمستفيدين من التغطية المجانية لأدوية السّرطان إلى غاية مارس 2025.
وأشار بن طالب إلى «تقدّم مسار إعداد مرسوم تنفيذي لضبط الاتفاقية المزدوجة بين هيئات الضمان الاجتماعي والعيادات الخاصة للعلاج الإشعاعي لفائدة الأطفال المصابون بالسّرطان، في انتظار نفقات خدمات الإيواء والإطعام والنقل».

تسريع المرور من المخبر إلى السرير أهم الأهداف

 أمّا وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، فأشار إلى إعطاء الجزائر، الأهمية القصوى للوقاية والعلاج والبحث العملي في مجال السّرطان، على اعتبار أنّ الجامعة، بشقّيها البيداغوجي والبحث العملي، أصبحت رافدا مهمّا في الرؤية التنموية 2024-2029، قائلا: إنّ «البحث العلمي يعتبر القوة الدافعة في مجال التشخيص وتطوير الأدوية لمرض السّرطان»، وفي هذا الصدد أعلن الوزير إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من السّرطان ومكافحته، من أجل تعليم عالي وبحث علمي موجّه للوقاية والتشخيص وتطوير الأدوية.
وستعمل كل الهيئات والهياكل الخاصة بالبحث العلمي –حسبه- لتحقيق الأهداف المرجوّة، و»نجد ثلاث مراكز بحثية لتطوير هذه الاتجاهات، 25 مخبر بحث، 15 مشروع وطني للبحث، و12 مشروع وطني للبحث العلمي في مجال تطوير التشخيص وأدوية السّرطان».


16 قسما مدمجا على مستوى المؤسّسات الإستشفائية

 وزارة التربية الوطنية وفي إطار الإستراتيجية الوطنية للوقاية من السّرطان ومكافحته، تُسهم هي الأخرى، إسهاما هاما، من حيث مرافقة التلاميذ نزلاء المؤسّسات الإستشفائية من بينهم مصابون بالسّرطان، وذلك تنفيذا لقرارات رئيس الجمهورية في التكفّل بهؤلاء التلاميذ من خلال المرافقة التربوية.
وقد ساهمت الوزارة بتكييف البرامج وفتح أقسام خاصة مدمجة داخل المستشفيات من أجل إيجاد ظروف تربوية اللازمة لمرافقة إلى جوار المرافقة الصحية، حتى لا تفوت على التلاميذ المصابون من مواصلة تعليمهم، وأحصت وزارة التربية 16 قسما مدمجا على مستوى المؤسّسات الإستشفائية، وتحرص الوزارة على متابعة حالة التلاميذ المصابون سواء المقيمين بالمستشفى أو الذين يتلقّون العلاج بصفة دورية.أمّا فيما يتعلّق بالوقاية، كشف وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، أنه اتفق مع اللجنة الوطنية على الوصول إلى برنامج وقائي يضمن مستقبلا آمنا لأبنائنا، موضّحا أنّ الدرس الافتتاحي للسنة المقبلة سيكون تحت شعار «معا نحو مستقبل آمن صحيا».
من جانبه، أوضح رئيس اللجنة الوطنية للوقاية من السّرطان ومكافحته البروفيسور عدة بونجار، أنّ وضع إستراتيجية وطنية للوقاية ومكافحة السّرطان للفترة 2025-2035، للحدّ من 40 بالمائة من عدد الإصابات ومن 20 إلى 25 بالمائة من عدد الوفيات على مدى خمس سنوات، مع التركيز على التشخيص المبكّر، الذي يساهم في تفادي 75 بالمائة من حالات الإصابة كل خمس سنوات. وقال إنّ الجلسات الوطنية للوقاية ومكافحة السّرطان ستحتضن 7 ورشات منها الوقاية، الكشف المبكّر، التشخيص، مسار المريض، الأدوية والأجهزة الطبية، التمويل والحوكمة وأخيرا التكوين والبحث العملي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19765

العدد 19765

الثلاثاء 06 ماي 2025
العدد 19764

العدد 19764

الإثنين 05 ماي 2025
العدد 19763

العدد 19763

الأحد 04 ماي 2025
العدد 19762

العدد 19762

السبت 03 ماي 2025