شددت الطبقة السياسية، على ضرورة تشكيل جبهة وطنية ‘’موحدة وصادقة في إطار التعبئة الشاملة لمواجهة التحديات الخارجية، من شأنها أن تعزز مناعة الوطن ومرافقة الإصلاحات التي تعرفها الجزائر وتدعم مؤسسات الجمهورية باعتبارها صمام أمان. كما رافع قادة الأحزاب للحفاظ على الذاكرة الوطنية لصون رسالة الشهداء وبناء دولة قوية.
في السياق، دعا رئيس جبهة المستقبل فاتح بوطبيق، أمس، إلى تشكيل جبهة وطنية موحدة لمواجهة التحديات الخارجية، منددا في ذات الوقت بالمحاولات الرامية إلى ضرب مرجعية الشعب الجزائري.
وأبرز بوطبيق، في افتتاح ملتقى جهوي لإطارات تشكيلته السياسية لولايات الجنوب الشرقي ببلدية جامعة، ولاية المغير، على أهمية تشكيل جبهة وطنية ‘’موحدة وصادقة في إطار التعبئة الشاملة لمواجهة التحديات الخارجية»، منددا في نفس الوقت بـ’’التكالب الخارجي الذي يسعى إلى ضرب مرجعية الشعب الجزائري’’.
وأضاف، أن الجبهة الوطنية الموحدة من شأنها أن «تعزز مناعة الوطن ومرافقة الإصلاحات التي تعرفها الجزائر وتدعم مؤسسات الجمهورية، باعتبارها صمام أمان، وذلك في إطار مبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة». داعيا الطبقة السياسية إلى «فتح نقاش وطني تشارك فيه مختلف النخب والفاعلين والمهتمين بالتاريخ لمواجهة التحديات الخارجية’’. وذكر أن الجزائر «تعيش اليوم ورشات إصلاح متعددة في مختلف المجالات، أطلقها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون»، داعيا في ذات الشأن جميع فئات المجتمع إلى الانخراط فيها.
من جهة أخرى، ثمن بوطبيق «الحركية النشطة التي تشهدها الدبلوماسية الجزائرية ومواقفها الثابتة والمشرفة إزاء القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية».
من جانبه، أبرز رئيس حزب صوت الشعب، لمين عصماني، أمس، من قالمة، أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية لصون رسالة الشهداء وبناء دولة قوية. وقال عصماني، خلال لقاء تنظيمي لهياكل حزبه بالولاية، إن إحياء الذكرى 80 لمجازر 8 ماي 1945 يعد «فرصة للتذكير بالتضحيات التي قدمها أسلافنا خلال تلك المجازر الاستعمارية التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا».
وأوضح عصماني أن الجزائريين «قدموا خلال تلك المجازر درسا في الوعي السياسي والحس المدني»، وهو الدرس الذي يتعين على الأجيال الحالية -كما قال- أن «تقتدي به للتكيف مع متطلبات المرحلة والانخراط في مسعى بناء الوطن بشكل عصري يرتكز على الاقتصاد الرقمي والإدارة الإلكترونية». مضيفا، أن «كل الجزائريين مجندون لتحصين الجبهة الداخلية والتصدي لكل المحاولات الرامية إلى ضرب أمن واستقرار البلاد».
من جانبها، أبرزت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، أمس، بسطيف، أن مجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبها المستعمر الفرنسي الغاشم في حق الشعب الجزائري الأعزل وراح ضحيتها أزيد من 45 ألف شهيد، تعد «محطة تحول في تاريخ الجزائر’’.
وقالت حنون، خلال تجمع شعبي نشطته بقاعة المحاضرات لدار الثقافة هواري بومدين بمدينة سطيف، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للذاكرة والذكرى 80 لمجازر الثامن ماي 1945، إن ‘’هذه الأخيرة تعد منعطفا مصيريا في تاريخ الجزائر ونضالها وكفاحها من أجل الحرية والاستقلال’’. وأضافت، أن ‘’تلك المجازر شكلت كذلك منعرجا نحو الكفاح المسلح كسبيل لنيل الاستقلال وكسر شوكة الاستعمار الفرنسي’’. مشبهة ذلك ‘’بما يحدث حاليا في فلسطين المحتلة وبغزة على وجه الخصوص من إبادة جماعية وتقتيل ممارس من طرف العدو الصهيوني والذي تجابهه مقاومة فلسطينية مستميتة ومتمسكة بأرضها’’.
ودعت حنون إلى ‘’حشد المزيد من الدعم الداخلي والخارجي للمقاومة الفلسطينية لأجل وقف الإبادة الجماعية المنتهجة من قبل العدو الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني’’.
من جهة أخرى، أكد رئيس حركة مجتمع السلم (حمس) عبد العالي حساني شريف، الجمعة، بسطيف، أن تشكيلته السياسية «تدعم كل الجهود المطالبة بتجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر».
وأبرز ذات المسؤول السياسي، خلال تجمع شعبي موسوم بـ «لقاء الذاكرة»، احتضنه مركز الترفيه العلمي «الباز» بمدينة سطيف إحياء للذكرى 80 لمجازر الثامن ماي 1945 التي ارتكبها المستعمر في حق الشعب الجزائري الأعزل وراح ضحيتها أزيد من 45 ألف شهيد، بأن حركة مجتمع السلم «تدعم الجهود الرامية إلى تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر».
وأضاف، أن الخطاب الذي يتباهى به بعض الفرنسيين، في محاولة منهم نسيان تلك الجرائم، لا يمكن أن يجابه إلا بتجريم الاستعمار الذي يعد «مطلب الحركة الثابت»، مستدلا بالقول إن أحداث الثامن مايو 1945 هي «جريمة حرب وإبادة جماعية مكتملة الأركان، مدعمة بالمجازر التي اقترفها المستعمر في حق الشعب الجزائري من حرب كيميائية وتفجيرات نووية وإبادة جماعية وتهجير قسري للسكان».
وفي سياق ارتباط الشعب الجزائري بالقضية الفلسطينية، أكد السيد حساني شريف أن ذلك نابع مما تعرض له من جرائم وقمع ووحشية خلال الفترة الاستعمارية.