100 مليون دولار لدعم الأشقّاء في غزّة.. وللمرأة نصيب من البرنامج
الجانب الصّحي والطبي.. أولوية قصوى في خطط الإغاثة
لعل أهم ميزة لليوم الثالث من فعاليات الجلسات السنوية للبنك الإسلامي للتنمية، هو العدد الكبير لاتفاقيات الشراكة التي تم إبرامها بين مختلف الهيئات والمؤسّسات التابعة للدول الأعضاء، إلاّ أنّ أهمها كانت تلك المبرمة بين البنك الإسلامي للتنمية ومركز الإغاثة الإسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية، لإنشاء صندوق وقفي بقيمة 120 مليون دولار موجّه خصّيصا لدعم اللاجئين والمشرّدين في الدول الأعضاء بمجموعة البنك. كما تمكّن المركز من جمع 100 مليون دولار لدعم الأشقاء بغزّة.
ثمّن المدير التنفيذي للإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية أحمد شحاتة، حسن التنظيم الذي طبع الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، مؤكّدا أنّ الجزائر قدّمت نموذجا متميّزا في احتضان هذا الحدث الدولي، سواء من حيث الاستضافة أو من حيث النقاشات والاتفاقيات التي تم التوصل إليها، والتي وصفها بأنها «من الأفضل التي حضرناها منذ سنوات».
وفي هذا الإطار، كشف شحاتة في تصريح حصري لـ»الشّعب» على هامش الاجتماعات، عن توقيع اتفاقية وقفية جديدة، بشراكة بين الإغاثة الإسلامية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والبنك الإسلامي للتنمية، إلى جانب مؤسّسة الملك سلمان، لإنشاء صندوق وقفي بقيمة 120 مليون دولار موجه خصّيصا لدعم اللاجئين والمشرّدين في الدول الأعضاء بمجموعة البنك.
وينتظر، حسب شحاتة، أن يشمل هذا المشروع فئات مستضعفة من أصل أكثر من 122 مليون لاجئ ومشرّد حول العالم، 60% منهم في دول أعضاء في البنك الإسلامي للتنمية. موضّحا أنّ الاتفاق يركّز على ثلاثة محاور أساسية، أولها دعم التعليم، أين أكّد أنّ الكثير من أطفال اللاجئين يعانون من اضطرابات تعليمية بسبب اختلاف المناهج الدراسية بين بلدانهم الأصلية والبلدان المستضيفة، ما يهدد مستقبلهم الدراسي.
أما المحور الثاني، يقول شحاتة، فيخص تمكين المرأة، لا سيما الأرامل والمطلّقات، من خلال توفير التعليم والرعاية الصحية وإطلاق مشاريع صغيرة. في حين يتمثل المحور الثالث، في دعم العودة الطوعية للاجئين إلى أوطانهم، أين سيكون المشروع الأول موجها لعودة اللّاجئين السوريين من لبنان وتركيا، بالإضافة إلى مشاريع موجهة للاجئين السودانيّين في تشاد.
وفي رده على سؤال حول مشروع بناء مستشفى لعلاج السرطان في فلسطين، أكّد شحاتة أنّ الإغاثة الإسلامية الأمريكية تعد من أبرز الجهات الإنسانية الفاعلة في فلسطين، خاصة في قطاع غزّة، مشيرا إلى أنّ الهيئة تمكّنت من جمع 100 مليون دولار منذ اندلاع الحرب على غزّة في أكتوبر الماضي، وصرفت منها ما يقارب 40 مليون دولار على برامج الإغاثة العاجلة، أبرزها توفير الغذاء والمأوى للمتضرّرين.
وشدّد المتحدث، على أن الجانب الصحي والطبي يحتل أولوية قصوى في خطط الإغاثة طويلة الأمد، مع التركيز على الشراكات الممكنة لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزّة، بالتنسيق مع الحكومة الأمريكية. غير أنّ تنفيذ هذه الخطط، يؤكّد شحاتة، يظل رهينا بوقف إطلاق النار وفتح المعابر المغلقة منذ مارس الماضي، ما يعقد إدخال المساعدات ويؤخّر المشاريع الإنسانية الحيوية.