مكانـة محورية للجزائر في مجمـوعـة بنك التنمية.. وزير الماليـة:

منصة دولية جامعة لشخصيات ومؤسسات نموذجية وصنّاع قرار باحثين

فايزة. ب

نجاح تنظيمي و70 اتفاقية بقيمة إجمالية تناهز 5 ملايير دولار أمريكي

عبر وزير المالية عبد الكريم بوالزرد، بصفته رئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية لهذه الدورة، في كلمة له لدى إشرافه على اختتام فعاليات الجلسات السنوية للبنك لدورة 2025، عن امتنانه العميق لكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث البارز، سواء من داخل المجموعة أو من خارجها، مؤكدا أن الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك تعقد وفق قواعد واضحة تحت إشراف مجلس المحافظين، الذي يعد الهيئة العليا لاتخاذ القرار داخل المجموعة.

وأشار بوالزرد إلى أنها تتضمن اجتماعات لمجالس إدارات المؤسسات التابعة للمجموعة، وتشكل مناسبة سنوية لتقييم الأداء، ومراجعة النتائج المالية، والمصادقة على التقارير والحسابات السنوية.
في سياق متصل، أكد بوالزرد أن هذه الاجتماعات تجاوزت منذ سنوات طابعها التقني، ولم تعد تقتصر على الجوانب الإدارية أو الحسابية، بل تحولت إلى منصة دولية جامعة لشخصيات ومؤسسات وصناع قرار وباحثين وممارسين في قضايا التنمية والتمويل بالعالم الإسلامي وخارجه، مبرزا أنها باتت تشكل فرصة سنوية لتنظيم ورشات ولقاءات تفاعلية بين الفاعلين من داخل المجموعة وشركائها في التنمية، وهو ما يرسخ أهمية هذه التظاهرة سنويا، ويزيد من زخمها وتأثيرها.


4 آلاف مشارك
من جانب آخر، عرج الوزير في حديثه على رمزية احتضان الجزائر لهذه الاجتماعات للمرة الثالثة بعد سنتي 199٠ و20٠1، مؤكدا أن المقارنة بين طبعة ٠991 وطبعة 2025 تظهر حجم التحول الذي شهدته هذه اللقاءات من حيث التنظيم والمشاركة الدولية. وأشار إلى أن عدد المشاركين هذا العام تجاوز 4 آلاف مشارك، ما يعكس اهتماما إقليميا ودوليا متزايدا، ويؤكد مكانة الجزائر المحورية داخل مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.
 بالمقابل، جدد الوزير الشكر لكل المساهمين في نجاح الدورة الحالية، متمنيا أن تفضي مخرجات الاجتماعات إلى نتائج تنموية ملموسة. وثمن في السياق، جهود كل الفاعلين من داخل وخارج الجزائر، مجددا استعداد الجزائر الدائم لمواصلة التعاون البناء مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، خدمة للمصالح المشتركة وتعزيزا لروابط الشراكة بين الدول الأعضاء.


تحقيق التوافق المنشود
من جهته، أعرب رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية محمد سليمان الجاسر، لدى اختتام فعاليات الاجتماعات السنوية للمجموعة عن خالص امتنانه لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، على رعايته الكريمة لدورة 2025 لاجتماعات البنك، وحفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، مثمنا القيادة المتميزة لوزير المالية عبد الكريم بوالزرد، خلال فترة رئاسته لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية، ودوره الكبير في توجيه النقاش بحكمة وتحقيق التوافق المنشود.
وأضاف الجاسر: «الجزائر تحظى بمكانة خاصة في تاريخ البنك، فهي ليست عضوا مؤسسا فقط، بل أول دولة عضو غير دولة المقر، تستضيف الاجتماعات السنوية ثلاث مرات في عام 1990، ثم في عام 2001، وها نحن نعود إليها هذه السنة». مؤكدا أن اجتماعات هذه السنة تمثل فصلا جديدا من فصول شراكة طويلة مبنية على الثقة فقد شهدنا التوقيع على اتفاقية إطار التعاون للفترة 2025/ 2027 بين الحكومة الجزائرية ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية، كدليل على توطيد هذا التعاون مع الجزائر بتوافق رؤية البنك مع أهداف الجزائر الإنمائية، وطموحاتها في مجال تعزيز البنى التحتية والنهوض بالقطاع الخاص.


نجاح بامتياز..
وعن شعار اجتماعات هذه الدورة الموسوم بـ»تنويع الاقتصاد إثراء الحياة»، أفاد الجاسر أنه يعبر بصدق عن مهمة مجموعة البنك المتمثلة في تقوية قدرة الاقتصاد على الصمود، وتعزيز التقدم الاجتماعي وتحقيق الازدهار المشترك بالدول الأعضاء، حيث نظم وعلى مدار أسبوع كامل، العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى والفعاليات الرئيسية، من أبرزها منتدى القطاع الخاص، إضافة إلى أكثر من عشر فعاليات جانبية، شاركت فيها نخبة بارزة من قادة الفكرة والأكاديميين والمختصين بالتنمية واستقبال أكثر من 4 آلاف مشارك يمثلون 89 بلدا و70 مؤسسة.
وأضاف الجاسر، أن الفعاليات شكلت إطارا هاما لإجراء حوار مفتوح، وعقد شراكات استراتيجية، وإرساء ركائز تعاون بيني، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، كما تم الإعلان عن توقيع أكثر من 70 اتفاقية بقيمة إجمالية تناهز 5 ملايير دولار أمريكي، مع 26 دولة عضو وعدة مؤسسات إقليمية وتشمل هذه الاتفاقيات قطاعات بالغة الأهمية، ما يؤكد حرص مجموعة البنك على تقديم حلول إنمائية ملموسة. وأشار رئيس مجموعة البنك، إلى أن هذه الدورة شهدت محطة تاريخية أخرى من المحطات البارزة في مسيرة البنك، تصادف عقد الاجتماع السنوي 50 لمجلس المحافظين وإطلاق الإطار الاستراتيجي الجديد لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية للسنوات 2026-2035.


بنك إنمائي.. من الجنوب
بالمناسبة، ذكر الجاسر أن البنك الإسلامي للتنمية، منذ تأسيسه في عام 1974، تطور إلى منظومة إنمائية فريدة. تضم 5 مؤسسات مترابطة، هي: البنك الإسلامي لتنمية المؤسسة الإسلامية لتأمين الاستثمار وائتمان الصادرات، المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص، معهد البنك الإسلامي للتنمية، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، تقدم خدماتها لـ57 بلدا عضوا وجاليات إسلامية في العالم أجمع، وتساهم في إثراء حياة ما يناهز ربع سكان هذا الكوكب، ما يميز هويته، ويجعل منه بنكا إنمائيا من الجنوب، وفي الجنوب، والجنوب يسترشد بالقيم الإسلامية المتمثلة في التضامن والعدالة والثقة المتبادلة، حيث رسم هذا الإعلان، خلال خمسينية الاجتماعات السنوية التي عقدت في الرياض، السنة الماضية، مساراً واضح المستقبل، وتبلور هذا المسار بصورة أوضح خلال الملتقى التشاوري للمحافظين الذي عقد بالمدينة المنورة في شهر جانفي من السنة الجارية.


نمو اقتصادي مستدام
وكشف رئيس المجموعة، أن مجلس المحافظين كان قد رسم، في اليوم الأخير للجلسات، الإطار الإستراتيجي للفترة 2026-2035 الذي يرتكز على خمس رسائل أساسية هي: أولها ماضي المجموعة التي دأبت طوال السنوات 50 الماضية، على تكييف تدخلاتها باستمرار مع الأولويات المتغيرة للدول الأعضاء، «حيث كانت تبدأ دائما من حيث تنتهي الدول الأعضاء لا قبلها». الرسالة الثانية، تمثلت في الحاضر، «فالمشهد الإنمائي العالمي يشهد تحولات عميقة بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة. والانقسام الاقتصادي، والتطورات الرقمية، وهو ما يستدعي إصلاحات عاجلة تراعي أولويات البلدان النامية التي تستكشف نماذج تمويل بديلة». وبخصوص الرسالة الثالثة المتعلقة بالمستقبل، أفاد الجاسر أن «هذا الإطار الاستراتيجي يجدد اتجاها واضحا لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ورخاء تتوارثه الأجيال، مع إيلاء عناية خاصة للإنتاجية والقدرة على الصمود والاستدامة والشمول. وبخصوص النقطة الرابعة، لاستراتيجية 2025-2035 المتعلقة بمستويات العمل أكد ضيف الجزائر، أن مجموعته ستعمل على ثلاثة مستويات هي: تعزيز القيمة المضافة للمجموعة بدعم الحلول التابعة من البلدان نفسها كمنصة لتبادل المعارف والموارد بين الدول الأعضاء. وعلى المستوى العالمي ستعمل مجموعة البنك على الرقي إلى مكانة مركز فكري رائد في مجال الاقتصاد والمالية الإسلاميين
واختتم الجاسر محاور استراتيجية البنك للمرحلة المقبلة بالرسالة الخامسة والأخيرة، التي اعتبرها أساسية، كونها ركيزة للإطار الإستراتيجي الجديد في ضرورة التحول المؤسسي من شأنها تعزيز نهج مندرج ومتوازن يضمن الاستمرار مع تمكن الابتكار والتحول الرقمي. وسيشكل هذا الإطار الاستراتيجي مرجعا لإعداد استراتيجيتين خماسيتين متتاليتين لكل مؤسسة من مؤسسات مجموعة البنك، بأولويات محددة وأهداف قابلة للقياس ومؤشرات أداء واضحة.
وفضل محمد سليمان الجاسر، أن يكون ختام كلمته خطابا ورسالة إلى الإعلامين، قائلا: «إن دوركم في هذه المرحلة الجديدة من مسيرة مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، يبقى دورا محوريا، فأنتم لستم مجرد ناقلين للأخبار، بل أنتم مؤرخو رحلتنا الإنمائية التي نصنعها معا». وأضاف: «عملكم يساهم في تسليط الضوء على القصص الإنسانية الكامنة وراء الأرقام، أي على كل حياة تغيرت وفرصة وفرت ومستقبل أعيد تشكيله. وكان الختام موعد يتجدد للاجتماعات السنوية المقبلة في دولة أذربيجان، معربا بالمناسبة، عن شكره للإعلاميين على حسن الأداء، والنفس الطويل في تغطية الحدث والتحليلات القيمة على مدار أسبوع كامل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19779

العدد 19779

الخميس 22 ماي 2025
العدد 19778

العدد 19778

الأربعاء 21 ماي 2025
العدد 19777

العدد 19777

الثلاثاء 20 ماي 2025
العدد 19776

العدد 19776

الإثنين 19 ماي 2025