يواصل وفد الحماية المدنية الجزائري ضمن بعثة الحجّ مهامه الإنسانية والتنظيمية على مدار الساعة، ساهرا على سلامة الحجّاج الجزائريّين ومرافقتهم في كل صغيرة وكبيرة، خصوصا فئة كبار السّن، الذين يتطلّبون رعاية خاصة وتوجيها متواصلا.
يؤكّد رئيس وفد الحماية المدنية، العقيد فؤاد لعلاوي، أنّ الوفد يضم 205 أفراد موزّعين على ثلاثة مراكز رئيسية: مكة المكرمة، المدينة المنورة، وجدّة. وينتشر عناصر الحماية المدنية في نقاط استراتيجية تشمل المطارات، الإقامة، والإعاشة، ويؤدّون مهامهم وفق خطة مدروسة ترتكز على الإرشاد والتوجيه.
ويوضّح العقيد لعلاوي أنّ الفريق قام منذ وصوله يقوم بجولات ميدانية مكّنت من إعداد خرائط دقيقة تشمل 59 فندقا يقيم بها الحجّاج الجزائريّون، مع تحديد الطرق المؤدية إليها، ممّا سهّل كثيرا عمليات التوجيه والإرشاد، خاصة حول مخرج الحرم الملكي حيث تم تثبيت أربع نقاط توجيه تعمل على مدار 24 ساعة.
مرافقة بالكراسي المتحرّكة واستعدادات للمشاعر
ويشير المسؤول إلى أنّ عناصر الحماية يتكفّلون أيضًا بمرافقة الحجّاج المتعبين والعاجزين بواسطة كراسٍ متحركة إلى فنادقهم، لاسيما في أوقات الذروة وبعد أداء المناسك. كما كشف عن خطة ميدانية تخصّ مرافقة الحجّاج إلى المشاعر المقدسة (منى وعرفات ومزدلفة)، تشمل تأمين المخيّمات مسبقا وضمان سلامة التنقلات سواء عبر الحافلات أو سيرا على الأقدام.
وقد قام الوفد بزيارات تفقدية حديثة لمخيمي عرفات ومنى للاطلاع على مدى تقدم التحضيرات، وأكّد المصدر تسجيل تحسينات نوعية في التهيئة، تشمل الأرضيات، الكهرباء والتكييف، مقارنة بالسنة الماضية، ممّا يساهم في توفير بيئة أكثر راحة للحجّاج.
مكتب الإرشاد والتنسيق الميداني
من جهته، يؤكّد رئيس فرع الحماية والإرشاد، الرائد حميدي محمود لـ«الشّعب” أنّ المكتب يعمل بنظام الدوام الكامل (24/24)، لتلقي الإبلاغات عن الحجّاج التائهين والتنسيق مع فرق الحماية الميدانية المنتشرة في النقاط الأربع المحاذية للحرم. يتم التعامل مع كل حالة تائه من خلال نظام دقيق يسجّل البلاغات ويُتابع مع الجهات المعنية حتى التأكّد من عودة الحاجّ إلى مقرّ إقامته.
وأوضح الرائد حميدي أنّ الفريق تمكّن من تسجيل 415 حالة مرافقة من الفندق، و855 حالة توجيه مباشر، و108 عمليات نقل عبر كراسٍ متحركة، منذ انطلاق موسم الحجّ، مؤكّدا أنّ العملية تتم وفق سجلّات مضبوطة توثق كل تدخل وتبلغ ذوي الحجّاج بالمستجدات.
جاهزيـة تامّـة
ويُظهر التقرير الميداني المؤرّخ في 20 ماي الجاري، الذي تحصلت “الشّعب” على نسخة منه، حجم التدخّلات التي نفّذها فرع الحماية والإرشاد، حيث بلغ عدد الحالات المسجّلة إلى غاية ذلك التاريخ فقط 378 تدخّلًا، بين مرافقة وتوجيه وإعادة التائهين، توزّعت بين 175 حالة مرافقة رجال إلى مقرات الإقامة، و116 حالة مرافقة نساء، إلى جانب تسجيل 70 حالة توجيه رجال، و78 حالة توجيه نساء.ليصل العدد الإجمالي منذ بداية المهمة إلى 1378 تدخّلًا، منها 795 حالة تخص الرّجال، و583 تخص النساء. كما تم التعامل مع حالة استثنائية لمرشد ديني أصيب باضطراب نفسي مباشرة بعد نزوله من الحافلة واتجّه إلى الحرم.
ويؤكّد مسؤولو الحماية المدنية أنّ الاستعدادات جارية على أعلى مستوى، وأنّ الفرق الميدانية تواصل العمل بروح وطنية عالية لتقديم المساعدة والإرشاد لحجّاجنا الميامين، مساهمة في إنجاح الموسم وضمان أداء المناسك في أجواء آمنة ومنظمة.
