كلمة الفريق أول رسمت الثوابت والمقاربات.. عربي لادمي لـ “الشعب”:

المزاعم المغرضة للمشوّشين والمتربّصين تسقط في المـاء

علي عويش

الجزائـر الجديدة ماضيـة فـي ترسيخ الحوار وتعزيـــز الحلــول التنمويـة المستدامــة

أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تمنراست، الدكتور عربي لادمي محمد، أن الكلمة التي ألقاها الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، تضمّنت رسائل سياسية وأمنية واضحة، تعكس ثبات العقيدة الدبلوماسية والعسكرية للجزائر، وتجدّد التأكيد على تمسّك الجمهورية الجزائرية بجملة المبادئ والثوابت التي لطالما شكّلت محرّك السياسة الخارجية منذ الاستقلال.

قال عربي لادمي، إن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي حرص على التأكيد على أن السياسة الخارجية للجزائر تأسّست على مبادئ ثابتة وراسخة، متجذّرة في مختلف الدساتير الوطنية، أبرزها احترام سيادة الدول، عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، الحرص على مبدإ حسن الجوار والتعاون المتبادل.
وأشار عربي لادمي، إلى أن رد الفريق أول كان واضحاً على ما تشهده منطقة الساحل من اضطرابات إقليمية وتوتّر متزايد، مشيرا إلى أن رد السيد الفريق أول يعكس تمسّك الجزائر بمبدإ سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية، في ظل دعوة الجزائر لدول الجوار للالتزام بالمبادئ نفسها التي تحترمها الجزائر على الدّوام.
وأضاف الدكتور لادمي قائلاً، إن إشارات الفريق أول حول التدخّلات الخارجية، يمكن فهمها ضمنياً على أنها رفضٌ جزائري قاطع لأي تدخّل أجنبي في الساحل، من أيّ طرف كان.
الأستاذ وهو يعدّد تبعات العبث الأجنبي بأمن واستقرار المنطقة، شدّد على أن رد الجزائر على الاستفزازات المالية وتعاطيها مع تطاول الطغمة الإنقلابية في مالي على سيادة الجزائر، كان ردّاً حكيماً لا غبار عليه، اتسم بالفطنة والوعي، وبقدر عالٍ من الديبلوماسية وضبط النفس، حيث فضّلت الجزائر حينها -يقول المتحدّث- عدم الانجراف وراء هذه الأعمال الاستفزازية حفاظاً على علاقاتها التاريخية مع الشعب المالي والتمييز بين الأنظمة العابرة والشعوب الدائمة، على حد تعبيره.
وأبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تمنراست، أن كلمة الفريق أول السعيد شنقريحة، جاءت لتفنّد المزاعم المغرضة للمشوشين والمتربّصين والمتآمرين والحاسدين، حيث تضمّنت تأكيداً على أن الجزائر ترفض جملةً وتفصيلا منطق التصعيد والتصادم كوسيلة لحل النزاعات الداخلية والأزمات الدولية، وتؤمن بأن الحلول السلمية والحوار السياسي هما السبيل الأمثل لحل الخلافات، وهو ما دعت إليه الجزائر في العديد من المناسبات، خاصة فيما يخص مالي.وذكّر لادمي بالدور الكبير الذي أدته الجزائر في إنشاء لجنة الأركان العملياتية المشتركة مع دول الساحل، حيث كانت الجزائر سبّاقة في نقل خبراتها في مكافحة الإرهاب إلى جيرانها، إلى جانب الإشراف على التكوين في إطار برامج التعاون العسكري الثنائية، ودعوتها بشكل دائم لهذه الدول إلى الاعتماد على قدراتها الوطنية، ورفض التدخّلات الأجنبية التي غالباً ما تتّخذ من محاربة الإرهاب حجةً لبسط نفوذ بعض الدول وفرض أجنداتها السياسية والاقتصادية المشبوهة.
ونوّه لادمي بانتصارات الجزائر خلال العشرية السوداء، بفضل جيشها المغوار وقواتها الأمنية الباسلة ووعي شعبها الأبيّ، أين تمكّنت من تجاوز الأزمة وهزيمة الإرهاب منتصرة بإمكاناتها الذاتية، دون الارتماء في أحضان تحالفات خارجية مشبوهة، وهو ما جعل من تجربتها في مكافحة الإرهاب نموذجاً يُحتذى به في المنطقة والعالم.
ولَفَتَ لادمي إلى أن إشارات الفريق أول، حول محاولات التشويش على الدور الجزائري في الساحل، تُعدُّ ردّاً حاسماً على محاولات البعض تشويه صورة بلادنا، مؤكداً على أن دور الجزائر محوري في معادلة السلم والأمن في إفريقيا وحوض المتوسّط، مشيراً إلى أن الفريق أول شنقريحة، أكّد في كلمته على أن الجزائر، تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ماضيةٌ في ترسيخ مقاربات الحوار وتعزيز الحلول التنموية المستدامة، وتشجيع تبنّي الدول للتجربة الجزائرية في مكافحة الارهاب واعتمادها كمرجعية لاجتثاث الظاهرة من إفريقيا، تحقيقاً للأمن والسلم الإقليمي الذي تطمح إليه شعوب المنطقة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025
العدد 19787

العدد 19787

الأحد 01 جوان 2025
العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025
العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025