يؤكّد رئيس منظّمة الوحدة الجزائرية من أجل الأمن والسّلم المدني، فوزي شابو، في قراءة تحليلية لافتتاحية مجلة الجيش في عددها 743 لشهر جوان 2025، أنّ نصّها يعكس شعورًا قويًّا بالإيمان بالقدرات الوطنية في تحقيق التقدم، الازدهار والدفاع عن المصالح الأمة الجزائرية في وجه التحديات الداخلية والخارجية .
قال فوزي شابو في اتصال مع “الشعب”، إنّ نصّ الافتتاحية عبّر بوضوح عن الموقف الرسمي للدولة الجزائرية الأبية، وتحدث عن جهود الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في نطاقه الجغرافي الإقليمي، ونوّه بفاعلية دبلوماسية بلد الشّهداء النشطة لتحقيق هذا الغرض السامي.
وأبرز شابو في عناصر تحليله لمحتوى افتتاحية مجلة الجيش، أنّ العمل الدؤوب المبذول من طرف السلطات العليا، وتحدّثت عنه بعبارة “الجهود الحثيثة المبذولة لتعزيز مسار النهضة الوطنية الشاملة”، يدل على التزام الدولة القوي بتحقيق الأهداف السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية في الداخل بما يتوافق وتطلعات الشعب الجزائري، وكذا الرقي بالدبلوماسية الخارجة والارتكاز على الحلول السلمية والحوار في التعامل مع الأزمات الإقليمية بعيدًا عن التصعيد أو التدخل في شؤون الدول.
هدف استعادة الاستقرار السياسي والأمني بالجوار الإقليمي والقاري، مثلما أضاف محدّثنا، يعكس بالفعل حرص الدولة الجزائرية على إرساء سكينة وطمأنينة داخلية مستديمة، في ظل اضطرابات تموج بها المنطقة، وهي تستند في هذا على مرجعية الامتثال لعقيدتها النابعة من بيان الفاتح نوفمبر 1954، ومبادئ ثابتة أخرى منها سياسة حسن الجوار، ودعم العلاقات الودية مع دول التماس الحدودي، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادتها وسيادة باقي البلدان وفق القانون الدولي.
إلى ذلك، نبّه النّص بالسّياق الإقليمي والاضطرابات الحاصلة بدول الجوار، ورغبة في التعامل معها بطريقة سلمية ودبلوماسية تتوافق مع المبادئ والمثل العليا للدبلوماسية الجزائرية، ممّا يعكس موقفًا رزينا يرمي إلى الحفاظ على سلامة واستقرار المنطقة، مع الالتزام باحترام المبادئ الدولية في العلاقات بين الدول، وفقًا للمصدر ذاته.
كما أشار شابو إلى أنّ الثقة والاعتزاز المُعبَّر عنهما جليًا في مضمون النص، يُظهران درجة عالية من الإيمان بالقدرات الذاتية للجمهورية، لتجاوز التحديات والرهانات بنجاح، في ظل الجهود المستمرة المبذولة لتعزيز التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة، ورفع مستويات النمو والتطور في مختلف القطاعات لجعل الجزائر قوّة صاعدة في العالم، بالتوازي مع تجهيز وعصرنة المؤسسة العسكرية وتكوين أفرادها على استخدام أحدث تكنولوجيات الحروب، وتنفيذ إستراتيجية تدريب وتمرينات بالذخيرة الحية أثبتت احترافية وكفاءة وجاهزية قصوى للسليل من أجل الدفاع عن الوطن المفدّى، والحفاظ على مصالحه العليا في الداخل والخارج، مع الأخذ بعين الاعتبار نتائج النزاعات والحروب التكتيكية الأخيرة، مثل الحرب بين الهند وباكستان، والحرب الروسية الأوكرانية، بكل ما تحملانه من بيانات مُهِمّة وقراءات عميقة، وتحولات دقيقة خاصة ما تعلق بحروب المسيرات المفخّخة والمسلّحة، والسيبرانية، والتشويش، والدعاية المعنوية المضللة والمغرضة.
علاوة على ذلك، فإنّ مواجهة الأعداء سواء كانوا حاليّين أم تاريخيّين، سيواجهون الخيبة والفشل في مخطّطاتهم ضد الجزائر، خاصة في ضوء وجود رابطة مقدّسة “جيش - أمة”، تعكس مدى التلاحم الفريد من نوعه بين الشعب الجزائري الأبي وجيشه العظيم، إذ استخدمت افتتاحية المجلة في هذه الخصوص كنايةً صوّرت الأعداء وهم “يجرّون أذيال الخيبة” نتيجة إخفاقهم الذريع في مواجهة بلد الشهداء.
الانتصار حتمية تاريخية للجزائر على مرّ العصور، وكان لصيقا بها في كل مساراتها الحضارية، ولابد من ربطه بالراهن لاستعادة أمجاد الأمّة في تحقيق الغلبة والنّجاح على الأعداء، يضيف رئيس منظمة الوحدة الجزائرية من أجل الأمن والسلم المدني، فوزي شابو.
سفيان حشيفة