15 هيئة حقوقية وسياسية مغربية بأوروبا تدين زيارة العار

هكذا يـبرر المخزن شراكته مع آلة القتل الصهيونيـة!

علي مجالدي

لا تكف آلة المخزن عن محاولة تزيين القبيح، حتى بات التطبيع مع الكيان الصهيوني فنًّا لا يتقنه سوى من استساغ لعبة الأقنعة وتبديل الجلود في سوق السياسة المأزومة. ولعل زيارة من يسمون أنفسهم «أئمّة» مغاربة إلى الكيان الغاصب، كانت آخر صيحة في سلسلة الابتذال التي لم يعد معها للمروءة مكان، ولا للدين والدماء حرمة.

أصدرت أزيد من 15 هيئة حقوقية وسياسية مغربية بأوروبا بياناً شديد اللهجة أدانت فيه ما أسمته «زيارة العار» التي أقدم عليها هؤلاء الأفراد، مؤكدة أن الخطوة تمثل حلقة جديدة في مسلسل تبييض التطبيع وخدمة الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، في وقت يتعرض فيها الشعب الفلسطيني لأبشع صور الإبادة الجماعية منذ أكتوبر 2023.
بالإضافة إلى ذلك، اعتبرت هذه الهيئات أن زيارة هؤلاء «الأئمة» في هذا التوقيت بالذات، ليست إلا استفزازاً سافراً لمشاعر الجاليات المسلمة في أوروبا، وإساءة بالغة لنضال الفلسطينيين وتضحياتهم. ويزداد وقع الصدمة حين يُستعمل الخطاب الديني- الذي من المفترض أن يكون في صف المستضعفين- لتبرير التطبيع والتغطية على المجازر. وفي نفس السياق، أشار البيان إلى أن استجابة إدارة مسجد «بلال» في هولندا، بفصل أحد المشاركين المغاربة في هذه الزيارة كان خطوة في الاتجاه الصحيح، ما يؤكد وعي الجالية ورفضها الواضح لأي شكل من أشكال الخيانة.
علاوة على ذلك، لم تتوقف سياسات المخزن عند حدود الرمزية الدينية بل تجاوزتها إلى سياسات عملية على الأرض، إذ تشير عدة تقارير إلى استقبال ميناء طنجة عدة مرات لسفن محملة بالسلاح متجهة إلى الكيان الصهيوني، في وقت رفضت فيه موانئ إسبانيا استقبال نفس الشحنات.
هذه الأسلحة، التي يعلم الجميع أين ينتهي بها المطاف، ما هي إلا شراكة مباشرة في حرب الإبادة التي تطال أهل غزة وأطفالها.
في سياق متصل، لم يكن مستغربا أن يشهد المغرب زيارات متكررة لضباط صهاينة بعضهم شاركوا في حرب غزة وتم تدريبهم داخل الأراضي المغربية على تقنيات الحرب داخل الأنفاق، وهو ما يشكل، بحسب مراقبين، تطوراً خطيراً في مستوى التعاون الأمني والعسكري بين الرباط وتل أبيب.
كذلك، تتضاعف خطورة هذه السياسات حين تقابلها موجة رفض شعبية عارمة. فقد شهدت أكثر من 58 مدينة مغربية، مؤخراً، مظاهرات واسعة تطالب بإلغاء اتفاقيات التطبيع، وتندد بشدة بأي تعاون مع «القتلة والمجرمين». هذه التحركات الشعبية تؤكد أن الشعب المغربي لايزال متمسكاً بقيمه ورافضاً لمحاولات المخزن فرض التطبيع كأمر واقع.
في ذات السياق، عبّر العديد من المتابعين عن استغرابهم الكبير لغياب المغرب عن كل المبادرات الداعمة لفلسطين، متسائلين عن جدوى ادعاءات المخزن حول التضامن مع القضية الفلسطينية، في الوقت الذي يواصل فيه تغليب مصالحه الضيقة على حساب دماء الأبرياء.
بالإضافة إلى ما سبق، شددت الهيئات الحقوقية على ضرورة التصدي لمحاولات اختراق الجاليات المسلمة في أوروبا عبر أدوات دينية تُسخّر لتضليل الرأي العام وخدمة أجندات الاحتلال. وطالبت هذه الهيئات باتخاذ مواقف واضحة وصارمة لفضح ومحاسبة كل من يبيع القضية الفلسطينية، تحت أي ذريعة كانت.
وفي المحصلة، يتأكد يوماً بعد يوم أن تطبيع المخزن مع الكيان الصهيوني لم يعد مجرد خيار سياسي، بل تحول إلى منظومة متكاملة من السياسات والممارسات التي توظف كل الأدوات، من السفينة إلى المسجد، ومن الميناء إلى المنبر، لتبرير الاحتلال وتلميع صورته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19822

العدد 19822

الإثنين 14 جويلية 2025
العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025