50 منشــأة شرطيـة منها 36 مصلحة عملياتية حيز الخدمة
محطة للتقييم والوقوف علـى الإنجــازات المحققـة وتحديــد الأهـداف المستقبليـة
`خطـوات كبيرة في المسعى الهادف إلى التطويـــر والعصرنــة
تقليــد رتــب مراقـب عـام عمـداء أوائــل ورتبـــة مراقــب شرطـــة
احتفلت الشرطة الجزائرية، أمس، بعيدها الوطني 63 بحضور مدير ديوان الرئاسة بوعلام بوعلام والطاقم الحكومي وممثلين عن المجتمع المدني والسلطات الوطنية وشخصيات فنية وثقافية، حيث قدمت مختلف تشكيلات مصالح الدرع الأزرق بالمناسبة عدة استعراضات مهنية ورياضية، تجاوزت البعد البصري لتشمل الرمزية التي يجسّدها هذا التاريخ المجيد والفخر الوطني بالأمان والانتماء، وتبعث برسائل قوية عن حب الوطن والتضحية للوطن.
الاحتفالية حملت في معناها القوة والتنظيم والروح الوطنية تجلّى فيها الانضباط في أبهى حلته والإحتراف في كل خطوة وكل حركة، لتجسّد لوحات ليست لاستعراض القوة فحسب بل لتمثل وقفة شاهدة على مسار بناء الدولة الجزائرية، التي تمكّنت بفضل التضحيات الجسام لأبنائها البررة من صنع مجدها العتيد ورسم ملامح مستقبل الجزائر الحرة المستقلة، التي ترفض أن تكون مداسا لمن هبّ ودبّ.وأوضح المدير العام للأمن الوطني علي بداوي بعد قيامه بتفتيش مربعات قوات الشرطة المشاركة في الحفل، أنّ الذكرى 63 لتأسيس الشرطة الجزائرية، تحمل في أبعادها دلالة عميقة ارتبطت بالذاكرة الجماعية للشهداء والمجاهدين، الذين وضعوا اللّبنة الأولى لتأسيس هذه المؤسسة الدستورية العتيدة، التي أدت دورا محوريا منذ تأسيسها في مواجهة كل التحديات الأمنية التي شهدتها الجزائر منذ الاستقلال.واعتبر بداوي 22 جويلية محطة للتقييم والوقوف على الإنجازات المحقّقة وتحديد الأهداف المستقبلية، التي يجب تحقيقها في ظل ما تمليه التطورات الدولية والإقليمية وتأثير ذلك على الأمن الداخلي للبلدان، والتي نتجت عنه تنامي الظواهر الإجرامية وخاصة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، الأمر الذي يتطلّب -حسبه- دائما اتخاذ جملة من الإجراءات الاستباقية لتطوير المؤسسة الشرطية، حتى تتمكّن من مواكبة بل من استباق الأحداث، وتسييرها بالطرق الحديثة خدمة لأمن واستقرار البلاد وحفاظا على حياة المواطن وممتلكاته.
في هذا السياق أكّد ذات المسؤول أنّ المديرية العامة للأمن الوطني تخطو اليوم خطوات كبيرة في مسعاها الهادف إلى التطور والعصرنة، بغية تحقيق تطلّعاتها الكفيلة بتحقيق مكافحة فعّالة للجريمة وتقديم خدمة نوعية للمواطن، باعتباره في صميم اهتمامات السلطات العمومية في البلاد، لهذا أولت الأهمية القصوى لموردها البشري، ممّا جعلها تزخر بخزان من الكفاءات والطاقات، صقلتها منظومة تكوينية رفيعة المستوى دأبت على التحضير الجيّد والرفع من القدرات العملياتية للمستخدمين وكذا تعزيز جاهزيتهم، من خلال إعداد حزمة من البرامج والمناهج لتتلاءم ومتطلّبات الميدان وموجبات الأداء الحسن للمهام، في إطار الإحترام التام لقوانين الجمهورية.
مناهج تسيير حديثــة لمواجهـة التحديـات
وتماشيا مع السياسة العمومية للدولة الرامية إلى رقمنة مناهج العمل وعصرنتها، فإنّ المديرية العامة للأمن الوطني، انخرطت كليا في هذا المسعى، من خلال وضع كافة الآليات الكفيلة بترجمة هذه الطفرة الرقمية إلى واقع ملموس، عن طريق تصور تطبيقات وبرامج دقيقة، سمحت بتحقيق نتائج ملموسة وواعدة في مجال تحسين الخدمات وعمليات المحافظة على النظام العمومي ومكافحة الجريمة بشتى أنواعها. وتعمل في هذا على تبني مناهج تسيير حديثة تعتمد على التخطيط والاستشراف، في إطار رؤية مستقبلية، تتوخّى الدقة في تحديد الأهداف المسطّرة وضمان الفعالية الأكيدة في تجسيدها على أرض الواقع، وذلك من خلال اعتماد ميكانيزمات جديدة للرفع من جودة أدائها والمتابعة المستمرة والفعالة، لمدى تحقيق النتائج والأهداف المسطّرة عبر مخطّطات وبرامج عملها في شتى الميادين، العملياتية منها والإدارية والتسيير، كلّلت بتأسيس لوحة القيادة كنمط نموذجي وعصري في التقييم الموضوعي والجدي لعمل المصالح بمختلف شعبها وتعزيز فعاليتها في الميدان، لتكون في مستوى التحديات التي يفرضها الوقت الراهن والتصدي بكل قوة وفعالية لمختلف أشكال الجريمة، في ظل التنامي الرهيب للظواهر الإجرامية خاصة منها الجريمة المنظمة بكل أشكالها، وما تمثّله كذلك الجرائم السيبرانية من تهديد على أمن واستقرار المجتمعات.
التخطيط والاستشراف لضمان الجاهزية والفعالية
وأشار بداوي إلى حرص المديرية العامة للأمن الوطني على التنسيق والتعاون مع جميع المؤسّسات الأمنية للبلاد، على رأسها الجيش الوطني الشعبي، لاستباق المخاطر واستشراف المستقبل بكل أبعاده، لتحصين الوطن وحماية المواطن والممتلكات من كل التهديدات والمخاطر المحتملة والتصدي لها بحزم، بما يفتح أمام بلدنا المفدى آفاقا واعدة من الاستقرار والرقي.
وتواصل المديرية العامة للأمن الوطني جهودها، في إطار مهامها الأمنية، بالمحافظة على النظام العمومي ومكافحة الجريمة بمختلف صورها، والتي كلّلت بتحقيق نتائج معتبرة خصوصا في مجال محاربة الإتجار غير المشروع بالمخدرات والأقراص المهلوسة، وهو الميدان الذي يعد من ضمن الأولويات العملياتية الهامة في مخطّط عمل جهازنا الأمني، ناهيك عن التجسيد الفعلي لسياسة الشرطة الجوارية واعتماد المقاربات الأكثر نجاعة في هذا المجال، حيث يبقى المواطن الشريك المحوري نحو تحقيق الأمن والاستقرار، كونه ركيزة أساسية في المعادلة الأمنية الشاملة، المبنية على اتصال مفتوح ومباشر.
وفي إطار مرافقتها لحركية التوسّع العمراني الذي تشهده البلاد، عكفت المديرية العامة للأمن الوطني جاهدة على تسخير كل إمكاناتها، مع الحرص على النشر الفعال والتوزيع العقلاني لتعدادها البشري، وفق مقاربة عقلانية ومحكمة تأخذ في الحسبان جملة من العوامل والمعايير، لضمان تغطية أمنية مثلى ترقى إلى تطلّعات المواطن وآماله.
وفي هذا الصّدد تم خلال هذه السنة، وضع حيّز الخدمة 50 منشأة شرطية من ضمنها، 36 مصلحة عملياتية و14 منشأة ذات طابع اجتماعي، كما يتمّ العمل على استكمال إنجاز المشاريع الخاصة ببناء هياكل شرطية جديدة عبر الوطن والاستمرار في تجسيد البرامج، التي أقرّتها السلطات العمومية في مجال التوظيف وكذا في رقمنة المصالح وعصرنتها، بما يمكّن مؤسسة الأمن الوطني من الاضطلاع بمهامها على أكمل وجه. للإشارة عرف الحفل، تقليد العديد من الرتب منها مراقب عام للشرطة، عمداء أوائل للشرطة، ورتبة مراقب شرطة، بالإضافة إلى إسداء الأوسمة والشهادات، من خلال تكريم موظفي الأمن الوطني المتقاعدين نظير ما بذلوه من جهد وإخلاص في خدمة الوطن طوال حياتهم المهنية، وتكريم رياضيي النخبة للأمن الوطني المتوجّين بميداليات في المنافسات القارية والدولية، ليختتم الإحتفال باستعراضات قدمتها تشكيلات مختلف مصالح الشرطة بالذخيرة البيضاء، ترجمت من خلالها الجاهزية القصوى للدفاع عن أمن البلاد والمصالح العليا للجزائر.