دعا عضو مجلس الأمة وعضو البرلمان الإفريقي، محمد عمرون، إلى تبني حلول إفريقية موحدة لمواجهة الأزمات المتصاعدة في القارة، مؤكدًا ضرورة الاعتماد على آليات الإنذار المبكر والوساطة الإقليمية المدعومة بالكفاءات الوطنية، وذلك خلال مداخلته في أشغال الدورة العادية الخامسة للفترة التشريعية السادسة للبرلمان الإفريقي، المنعقدة بمدينة ميدراند بجنوب إفريقيا.
جاءت مداخلة عمرون في إطار الجلسة المخصصة لمناقشة التقرير التجميعي للآلية الإفريقية لمراجعة النظراء (APRM) حول الإنذار المبكر ومنع نشوب النزاعات، حيث شدد على أن الأزمات التي تعرفها العديد من دول القارة تشكل تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن، وأن الجهود الفردية والمجزأة أثبتت محدوديتها في مواجهتها.
وأكد عمرون أن القارة الإفريقية تمتلك من الخبرات والموارد البشرية، ما يؤهلها لصياغة حلول نابعة من واقعها، قائلًا: «نحن الأفارقة قادرون على إيجاد حلول محلية لمشكلاتنا، وعلينا إعادة الاعتبار للوساطة الإفريقية التي يقودها دبلوماسيون وطنيون مؤهلون». واقترح تعزيز التنسيق بين البرلمان الإفريقي وآلية المراجعة الإفريقية، من خلال تنظيم اجتماعات دورية ووضع آليات تنسيق مماثلة لتلك المعتمدة مع مجلس السلم والأمن الإفريقي، بما يسمح بتوحيد الرؤى وتكامل المبادرات. وفي سياق حديثه عن تجارب الوساطة الناجحة، أبرز ممثل الجزائر في البرلمان الإفريقي، تجربة الجزائر في قيادة عدة وساطات إقليمية ودولية، بينها اتفاق السلم والمصالحة في مالي لعام 2015، المنبثق عن مسار الجزائر، برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وأكد أن هذه التجربة تندرج في إطار عقيدة السياسة الخارجية الجزائرية التي تقوم على مبدإ «الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية».