«الشعب» تقف عند واقع الصحة بتيارت

مستشفيات تشكو نقصا في الأخصائيين وأخرى غارقة في الفوضى

استطلاع عمارة.ع

رغم الدعم المالي الكبير الذي خصصته الدولة للتغطية الصحية فإن بعض العاملين في القطاع مازالوا يقفون حجرة عثرة أمام تحقيق مطالب المواطنين و احتياجاتهم الصحية اليومية.
وقد استقصت «الشعب» العديد من المواطنين عن الخدمات الصحية المقدمة في بعض المصحات و العيادات العمومية و الخاصة، بتيارت وهي ولاية  تفتقر الى الأخصائيين عبر ٤٢ بلدية باستثناء عاصمة الولاية التي يتوجه اليها المرضى يوميا فمنهم من يتنقل لمسافة ١٦٠ كلم كبلديات دائرة قصر الشلالة المتواجدة على حدود ولاية الجلفة وبلديات الرصفة ومادنة وتاخمارت المتواجدة على حدود ولاية سعيدة هذا احد العوامل التي تقف اما المواطنين من حيث الافتقار إلى أخصائيين حتى مستشفى دائرة فرندة التي يتوافد عليها مواطنو ١١ بلدية و التي تضم اكثر من ١٣٠ الف نسمة و رغم انه اقدم مستشفى لا زال يفتقر الى اخصائيين من شان استقدامهم ان يخفف الضغط على مستشفى يوسف دامرجي بتيارت انما من ناحية الخدمات فان بعض المصحات او العيادات المتعددة الخدمات تتأرجح بين المتوسطة و دون ذلك فمستشفى فرندة مثلا لا يزال يقدم خدمات جليلة في يخص المواليد حيث يستقبل حوامل ١١ بلدية محيطة بالمدينة بما فيها بلديات دائرة عين كرمس الخمس و بلديات الدائرة الام فرندة و بلديات دائرة مدغوسة و كذا العابرين للطريق الوطني رقم ١٤ و الذي يمر عبره المسافرون من الغرب الى الجنوب رغم هذه الجموع من المواطنين فان مستشفى فرندة لا يتوفر على اخصايين كأمراض المعدة و الامراض التنفسية و جراحة العظام و المسالك البولية و غيرها من الامراض التي تفشت في العصر الحديث و رغم ذلك فان القائمين على المستشفى تحسب لهم علامة كاملة في مجال الخدمات الاستعجالية فانه يسعف المتعرضين للحوادث بكل انواعها و الحرائق و الجرحى.
اما مستشفى دائرة السوقر فان قربه من عاصمة الولاية جعل خدماته مقبولة وأصبح المواطن يجد خدمات اقل ما يقال عنها مقبولة ، مستشفى مهدية هو الاخر يفتقر الى اطارات بشرية متخصصة مما يجعل مواطنو المنطقة يتوجهون الى عاصمة الولاية تيارت اما باقي البلديات فان العيادات المتعددة الخدمات اصبحت تخصصها للفحص العام و التضميد فقط و حتى اخذ الابر بات مستحيلا في حالة عدم توفر المريض على ابرة الوخز و الوصفة الطبية فدونهما لا يستطيع المريض اخذ ابرة داخل هذه العيادات و حسب المواطنين الذين سألناهم فان حتى الفحوص الطبية رغم توفر العنصر البشري و المادة الاولية فان بعض العاملين في المخابر يشترطون الموعد المسبق لتحديد تاريخ معين متحججين بعدم التبذير وان فتح قارورة للمصل تحتوي على عدة جرعات تتطلب عدة اشخاص اي مرضى لفتحها ،ليبقى المريض ينتظر قدوم اشخاص اخرين اما التخلف عن العمل من طرف البعض و قدومه متأخرا يتطلب انتظار المريض فأحيانا يتقدم المرضى باكرا بينما يأتي الطبيب بعد ساعتين او ثلاثة ، وان كانت هذه بعض النقائص فان العمل لا يخلو من ايجابيات فقد لمسنا المعاملة الحسنة عند بعض المشرفين على الصحة ولا سيما الممرضين و الحجابكالعيادات المتعددة بكل من مدريسة و عين كرمس و عين الحديد وملاكو وايضا في مجال التطبيب غير ان نقص الوسائل رغم وفرة الاموال يبقى العائق امام استكمال مشروع الصحة للجميع الذي تنادي به الدولة الجزائرية و تبقى ثقافة التبرع بالدم غير مكتملة بولاية تيارت من طرف المواطنين رغم تواجد العديد من المتبرعين ووجود جمعية لذلك ولا يتداول الموضوع سوى في المناسبات و التبرعات التي تنظمها بعض الجمعيات، فإذا كان المواطن يشتكي من ظنك العيش و الضغوطات المتعددة داخل المجتمع فان غياب الطب النفسي بتيارت يبقى ضرورة ملحة فانه يقتصر على المؤسسات التربوية ولا يظهر المختصون فيه سوى عند الامتحانات الرسمية كالبكالوريا و شهادة التعليم المتوسط و شهادة التعليم الابتدائي وأملنا كبير في التكفل الحقيقي لصحة المواطن من طرف المشرفين على هذا القطاع لكون الكرة في مرماهم لان الدولة وفرت كل من شانه ان يخدم هذا المجال لان الصحة هي رأس المال كما قال اسلافنا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024