تضامـن مستمر وآفاق مفتـوحة للتعـاون

الجـزائـر دائمــا إلى جانب لبنــان

حمزة.م

حضور جزائري دائم وقوي من خلال دعمها الثابت والمتواصل للبلد الشقيق

إشادة بمواقف الجزائر الداعمة للبنان بمجلس الأمن لاسيما خلال العدوان الصهيوني

تؤكد زيارة الرئيس اللبناني إلى الجزائر، جوزيف عون، على متانة العلاقات بين البلدين، في ظل ظروف إقليمية صعبة يمر بها الشرق الأوسط، وتعاني لبنان من تداعياتها الشديدة، كما تفتح الباب أمام إعادة بعث التعاون الثنائي في شتى المجالات.

لا يمكن فصل زيارة الرئيس عون، إلى الجزائر، برأي مراقبين، عن السياق الإقليمي الخاص الذي تمر بلاده وجزء واسع من المنطقة العربية في الشرق الأوسط، بفعل حالة التوحش الشديد للكيان الصهيوني.
لبنان الشقيق، لا يبحث فقط عن حالة التعافي المؤسساتي الكامل، بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة، بل يسعى للتعافي من حالة الدمار التي سببتها الاعتداءات الصهيونية الغاشمة وأدت إلى سقوط أرواح وتدمير مدن وقرى وتخريب عدة مؤسسات.
وفي ظل هذه الظروف الخاصة والمفصلية التي تمر بها لبنان، تبقى الجزائر ثابتة على مبادئها التضامنية مع هذا البلد العربي الشقيق، كما فعلت دائما، بتحركات فعلية على الصعيد الثنائي وبدعم صريح ومطلق في المحافل الدولية.
وقبل سنة تقريبا، رفضت الجزائر أن يقبع جزء معتبر من لبنان تحت وطأة الظلام الدامس، بفعل انهيار نظام التوليد الكهربائي، وأرسلت باخرة محملة بأزيد من 30 ألف طن من الفيول سمحت بتشغيل محطات الكهرباء.
ولم توقف خط النقل الجوي مع العاصمة بيروت إلا لأسباب قاهرة ارتبطت بحالة الحرب التي فرضها الكيان الصهيوني المجرم، وتستعد لإعادة تشغيل هذا الخط مع بداية استتاب الأوضاع الأمنية. الرئيس اللبناني جوزيف عون، ومع وصوله إلى الجزائر كتب عبر الصفحة الرسمية للرئاسة اللبنانية بموقع إيكس قائلا: «الجزائر لم تتأخر يوما عن دعم لبنان، سواء في المحافل الدولية أو من خلال المساعدات الميدانية المباشرة». وقال، إن «الجزائر كانت حاضرة دائما إلى جانب لبنان في أصعب الظروف».
هذه المواقف التضامنية، والتي تأتي في ظل عدوان صهيوني واضح، وصلت إلى مجلس الأمن الدولي، أين أدانت الجزائر بصفتها عضوا غير دائم، الاعتداءات الصهيوني في أكثر من مناسبة وعبّأت المجتمع الدولي لإدانتها.
وعلى مستوى الجامعة العربية، سبق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن حث البلدان العربية على الوقوف إلى جانب لبنان وعدم تركه وحيدا في ظل الظروف الاقتصادية التي يواجهها منذ سنوات.
وتنسجم هذه المواقف مع رؤية ذاتها للأوضاع في الشرق الأوسط، إذ تعتبر الجزائر أن التضامن بين الدول العربية هو السبيل الوحيد لمجابهة الهمجية الصهيونية التي تسعى إلى تدمير هذه الدولة والسيطرة على شعوبها ومواردها. كما تلتقي المواقف الجزائرية مع اللبنانية الداعية إلى وقف العدوان الصهيوني على غزة، ورفع الحصار على دخول المساعدات الإنسانية وإنهاء حرب الإبادة الجماعية عبر القتل بالقنابل والرصاص وعبر التجويع المقصود الذي دمر كرامة الفلسطينيين في القطاع. وضمن مساعيها الرامية إلى بناء شراكات اقتصادية ناجعة، تعطي الجزائر الأولوية إلى الرفع من مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري مع لبنان، كونها ترى في التنمية العربية المشتركة خيارا استراتيجيا لمجابهة التداعيات الدولية الناجمة عن الحروب والتضخم العالمي واتساع مناطق النزاع وتذبذب سلاسل التوريد.
ويعد قطاع الطاقة، أحد المجالات التقليدية للشراكة الناجعة بين الجزائر ولبنان، إلى جانب المجال التجاري والثقافي وتنقل الأشخاص، إذ تمنح نافذة هامة لإعادة بعث التعاون المثمر، بالتوازي مع الجهود التي يبذلها الرئيس اللبناني لتسريع عملية تعافي بلاده والنأي بها عن الأزمة غير المتكافئة والمفتعلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19836

العدد 19836

الأربعاء 30 جويلية 2025
العدد 19835

العدد 19835

الثلاثاء 29 جويلية 2025
العدد 19834

العدد 19834

الإثنين 28 جويلية 2025
العدد 19833

العدد 19833

الأحد 27 جويلية 2025