جهود السكان ساهمت في تقليص الخسائر

تعاون جماعـي يحـدّ مـن حرائــق «غابـة المقطوعـة» بتبسـة

عليان سمية

شكلت حرائق غابة المقطوعة بتبسة اختباراً للحملة الوطنية لمكافحة حرائق الغابات، حيث أظهر المواطنون تضامناً وتنسيقاً فعالاً مع السلطات. ومنذ 1 جويلية، سجلت محافظة الغابات 35 تدخلاً، بفضل سرعة الاستجابة وتكامل الجهود بين الحماية المدنية والسكان، ما ساهم في تقليص الخسائر وحماية الغابات.

أخطر الحرائق التي عرفتها ولاية تبسة هذه السنة كان حريق غابة المقطوعة ببلدية مرسط، الذي التهم 10 هكتارات من الصنوبر الحلبي و3 هكتارات من الأدغال، واستمر على مدار يومين متتاليين، قبل أن يتم إخماده بفضل الجهود المشتركة لعناصر الحماية المدنية، محافظة الغابات وحتى المواطنين من ساكني المناطق المجاورة.
هذا الحريق لم يكن مجرد اختبار لإمكانات التدخل، بل كان فرصة لإبراز الدور المحوري للمواطن، الذي أصبح شريكًا فعليًا في إنجاح عمليات المكافحة، فحسب منير صميدة، المكلف بالإعلام بمحافظة الغابات، تميزت هذه الحملة بـ «التجنيد الكامل للإدارة، والتجاوب اللافت للمواطنين»، حيث سُخرت كل الإمكانات المادية من آليات وتجهيزات، وتم تجنيد فرق بشرية مدربة، مع تنسيق محكم بين مختلف الجهات، بما فيها الحماية المدنية، السلطات المحلية، والأسلاك الأمنية.
 ولم يقتصر الدور الشعبي على التدخل المباشر، بل شمل أيضًا التبليغ السريع عن بؤر النيران، مما مكّن من تقليص زمن الاستجابة وتقليل الخسائر، ويرى المتحدث أن المواطن أصبح «حلقة رئيسية» في هذه المنظومة، بفضل ارتفاع مستوى الوعي البيئي والاجتماعي، وهو ما جعل التجاوب هذه السنة أكثر فعالية مقارنة بالمواسم السابقة.
 ويعود هذا الوعي، وفق صميدة، إلى الحملات التحسيسية المكثفة التي أطلقتها محافظة الغابات بالتنسيق مع مختلف المصالح، هذه الحملات استهدفت جميع فئات المجتمع، واستُخدمت فيها الوسائل الإعلامية التقليدية والرقمية، فضلًا عن الحملات الميدانية عبر الحواجز الأمنية، حيث تم توجيه نصائح مباشرة لمستعملي الطرق حول سلوكيات الوقاية، مثل عدم رمي أعقاب السجائر أو النفايات القابلة للاشتعال.
كما كان لخطبة الجمعة دور فعال، إذ تم تخصيص أكثر من 47 مسجدًا في الولاية لطرح موضوع حماية الغابات، والتحذير من العواقب البيئية والاقتصادية لحرائق الغابات، ولم تقتصر الجهود على المدن، بل امتدت إلى المناطق الريفية والفلاحية، من خلال القوافل التحسيسية المشتركة التي جابت الحقول والقرى المتاخمة للغابات، حيث تم توعية الفلاحين والسكان بضرورة اتخاذ احتياطات السلامة أثناء موسم الحصاد، الذي يعد فترة حساسة لزيادة مخاطر اندلاع الحرائق.
من جهة أخرى، تجاوب المواطن لمختلف قرارات الدولة في هذا الإطار من بينه قرار الوالي رقم 721، المؤرخ في 27 أفريل 2025، المتضمن منع دخول وتنقل الأشخاص والمركبات والأشخاص والتخييم والشواء بصفة مؤقتة داخل الغابات لحماية هذه الفضاءات.
وتبرز تجربة تبسة هذا العام أن مكافحة حرائق الغابات لم تعد مسؤولية أحادية الجانب، بل هي جهد جماعي تتكامل فيه أدوار السلطات والمجتمع، وهو ما يجعل من وعي المواطن ومشاركته الفعلية حجر الزاوية في حماية الثروة الغابية وصون التوازن البيئي، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي ترفع من وتيرة وخطورة الحرائق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025
العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025