هبّة شعبيـة تضامنا مع ضحايـا حـادث سقـوط الحافلة

الجزائــريـون خاوة خـاوة.. في السـرّاء والضـرّاء

حمزة. م

تدخّـلات بطولية صاحبت عمليـة الإنقــاذ والبحث عن المفقــودين

شُيِّع ضحايا حادث سقوط حافلة نقل المسافرين بوادي الحراش، إلى مثواهم الأخير، في أجواء جنائزية مهيبة، شاركت فيها جموع غفيرة من المواطنين إلى جانب ممثلي الحكومة، بما يعكس حضور روح التكافل بين الجزائريين في الظروف القاسية. في المقابل يحظى المصابون بعناية فائقة من قبل الكوادر الطبية بالمستشفيات.

تعاطف الجزائريون في جميع ربوع الوطن، مع ضحايا الحادث الأليم الذي أودى بحياة 18 شخصا، وإصابة 24 آخرين، مازال البعض منهم بالمستشفى يتلقى العناية الطبية اللازمة.
ورغم هول الصدمة، طغت المواقف البطولية والقيم النبيلة الضاربة في جذور المجتمع الجزائري والتي ظلت تاريخيا بمثابة القوة التي لا تقهرها الأزمات والمحن مهما كانت.
وإلى جانب النقاش المتحضّر، الذي يجري بمشاركة كل قوى المجتمع لتحديد أسباب الحادث وحوادث المرور بصفة عامة، صنعت الهبة الشعبية مع الضحايا الحدث وبعثت برسائل طمأنينة مفادها، أن أخلاق الجزائري في المحن مازالت بخير.
وفور وقوع الحادث المؤلم، والمتمثل في سقوط الحافلة من أعلى الجسر إلى مجرى الوادي، هب العديد من الأشخاص الذين كانوا بعين المكان، لنجدة الضحايا وأنقذوا ما استطاعوا من الركاب.
ردة الفعل البطولية لهؤلاء الشباب، تعد فعلا نبيلا للغاية، فهم قاموا بمخاطرة بالغة نظرا للوضع البيئي المعروف لمجرى الوادي، وبالتالي فهم لم يفكروا في أنفسهم لحظة القفز باتجاه الحافلة، بل في الآخرين وفي محاولة إنقاذهم، مهما كلف الأمر.
ولطالما كان نكران الذات، سمة بارزة في رد فعل الجزائري، كلما استدعى الموقف ذلك، وسرعان ما التقت جهودهم مع جهود عناصر الحماية المدنية في عملية إنقاذ تطلب تسخير كل الإمكانيات اللازمة.
وتفاعل الشعب الجزائري بكل إنسانية وروح تآخ مع الضحايا وعائلاتهم، وأشاد بالتدخل البطولي الذي صاحب عملية الإنقاذ والبحث عن المفقودين، هذه الأخيرة استمرت لعدة ساعات من قبل غطاسي الحماية المدنية.
وسائل التواصل الاجتماعي، كانت فضاء لرصد ردود فعل الجزائريين ومدى تعاطفهم مع الأسر التي فقدت أقارب لها في هذا الحادث الأليم، سواء على مستوى المستشفيات أو أثناء مراسم تشييع الضحايا، حيث شارك المئات في مراسم الدفن، أين قدموا واجب العزاء وحرصوا على مواساة العائلات، تأكيدا لقيم التآزر والتضامن التي تشكل جزءا أصيلا من قيم المجتمع الجزائري.
وشارك أعضاء الجهاز التنفيذي إلى جانب المواطنين في تشييع الضحايا إلى مثواهم الأخير، كما واصلت الحكومة متابعة التكفل الطبي بالمصابين بكافة المستشفيات.
اندفاع الجزائريين لمساندة بعضهم البعض في محنة مؤلمة مماثلة، يؤكد، مرة أخرى، الرصيد الأخلاقي المتوارث منذ مئات السنين، لن ينقص منه شيئا ولم تغيره تقلبات العصر، على الرغم من كل ما يقال هنا وهناك، خاصة بعدما أشاعته، ما تسمى بالحداثة، من ميولات نحو النزعة الفردانية للمجتمعات.
المجتمع الجزائري، يظل متماسكا ولا يحب أبدا أن يتأذى أفراده ويرسم أقوى لحظات التضامن كلما واجهه ظرف عصيب، إلى جانب ذلك فقد أظهر نضجا بالغا في التعامل مع الحادث ومسبباته الأولية، في انتظار صدور نتائج التحقيق. إذ صبت جميع الآراء في ضرورة إيجاد حلول مستدامة لإرهاب الطرق الذي يحصد عديد الأرواح بشكل شبه يومي، إلى جانب إدانة كل السلوكات البشرية المؤدية إلى حوادث مرورية مميتة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19851

العدد 19851

الأحد 17 أوث 2025
العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025
العدد 19848

العدد 19848

الأربعاء 13 أوث 2025