تطوير الاستثمار وتشيـيد البنى التحتية.. الخبير سليماني لـ «الشعب»:

جـزائـر الأحـرار..التزامٌ دائـم بتـعزيـز التكامل الإفريقــي

آسيا قبلي

دعـم صناديــق التنميـة ومختلف المبادرات الجهويـة والإقليميــة

تجسّد الجزائر التزامها الدائم بتعزيز التكامل الأفريقي عبر دعم الاستثمار وتطوير البنى التحتية والمساهمة في صناديق التنمية والمبادرات الإقليمية، إيمانا منها بأن التعاون القاري يشكّل ركيزة أساسية لمواجهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية في عالم مضطرب، وأن التكامل الاقتصادي والاجتماعي هو السبيل الأمثل لبناء قوة أفريقية قادرة على فرض مكانتها في الساحة الدولية.

تتمسك الجزائر بدورها القاري في ترسيخ التكامل في أفريقيا، وهي تعمل على هذا الأساس على جميع الأصعدة، داخل القارة بتشجيع تجارب التكامل الجهوية، وخارجها من خلال إسماع صوت أفريقيا في المنابر الدولية، وفي هيئات الأمم المتحدة وأجهزتها وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، الذي تؤدي فيه دورا بارزا في الدفاع عن مصالح القارة وقضاياها.
وفي السياق، أكد الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني، في اتصال مع «الشعب»، أمس، أن الجزائر تؤدي دورا فعالا ومهمّا في تكريس وترسيخ التكامل القاري، والاندماج الأفريقي، ولطالما رافعت لتمكين الدول الأفريقية في المحافل الدولية، وهي تريد أولا تعزيز التجارة البينية من خلال احتضانها لأكبر معرض وحدث قاري، الذي ستحتضنه في الفترة بين 4 و10 سبتمبر القادم ومن المقرر أن يكون فيه ما مجموعه 44 مليار دولار بين اتفاقيات واستثمارات.
وأضاف الخبير سليماني، أن الجزائر ترافع من أجل جذب استثمارات خارجية، سيما من الدول الكبرى في مجال التقدم التكنولوجي كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين.، وتعمل وتستثمر في البنى التحتية والمنشآت القاعدية من أجل فك الخناق عن الدول الأفريقية والدخول في الاندماج والتكامل والبنى التحتية والاستثمارات القاعدية على غرار الموانئ والطرق والسكك الحديدية وفتح معابر برية وبحرية، وفتح معارض جزائرية في الدول الأفريقية، إلى جانب فتح فروع بنكية في عديد الدول الأفريقية، إلى جانب الانضمام إلى منطقة التبادل الحر القاري والمساهمة في عديد الفعاليات التي تهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية في أفريقيا.

الإنصاف التنموي

 في السياق نفسه، قال الأستاذ سليماني، تعتبر الجزائر قاطرة للتنمية الإفريقية وتطالب بالإنصاف التنموي للدول الإفريقية، لذلك فعلت الدبلوماسية الاقتصادية ودخلت في العديد من الثنائيات مع الدول الأفريقية من خلال تبادل الزيارات، كل ذلك من أجل تمكين الشباب الأفريقي ودعم الاستثمارات داخل القارة وتعزيز توفير مناصب الشغل واستتباب السيادة الاقتصادية وهو هدف الجزائر عبر مختلف أركانها، وهي تحقيق الأمن الغذائي والمائي والطاقوي والصحي. وفي سبيل ذلك ضخت الجزائر أكثر من 1 مليار دولار في الوكالة الدولية للتعاون والتضامن في شكل مساعدات واستثمارات لعديد الدول الأفريقية.
من جهة أخرى، أوضح الخبير الاقتصادي أن الجزائر تساهم كذلك في كل البنوك الأفريقية، تقريبا، من أجل التنمية وزيادة التجارة البينية ودعم الشباب والمؤسسات الناشئة والمرأة رائدة الأعمال، وتقدم قروضا في مجال البنى التحتية والمنشآت القاعدية ولديها العديد من المنشآت، مثل طريق الوحدة الأفريقية وخط الألياف البصرية وفتح المعابر الحدودية مع موريتانيا من أجل زيادة الاستثمارات والتدفقات على سبيل المثال، بالإضافة إلى مرافعة الجزائر من أجل أفريقيا في مختلف المنابر الدولية، على غرار مجموعة 20 ومجموعة السبعة الكبار ومحور دول جنوب جنوب، وذلك من أجل توازن وعدالة في التدفقات المالية إلى إفريقيا. كما ترافع من أجل نظام اقتصادي عالمي جديدة متوازن ومنصف لتمكين الدول الأفريقية من التنمية، ليس عبر القروض، بل عبر تسهيل دخول الاستثمارات وتعزيز النسيج الاقتصادي الأفريقي في التبادلات التجارية وبالتالي توفير ملايين مناصب الشغل، والوصول إلى الرفاهية والتنمية المستدامة.

التنمية المستدامة هدف الجزائر

ولدى تطرقه إلى موضوع التنمية المستدامة، قال الخبير عبد القادر سليماني إن هذه الأخيرة هي عنوان الجزائر وترافع من أجلها وتعبر دائما في مواقفها على أن أساس الأمن والاستقرار، هو التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير مناصب الشغل من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والوصول بالناتج الأفريقي إلى ما يقارب أربعة تريليونات دولار وزيادة معدلات النمو عن طريق الاستثمارات الداخلة وزيادة التبادلات التجارية.

تشجيع التكتلات الجهوية

وفي إطار مساعي الجزائر لتكريس التكامل القاري، فإنها تشجع التكتلات الجهوية داخل القارة الأفريقية، ومن ذلك مشاركة كاتبة الدولة في الاحتفال بالذكرى 45 لتأسيس مجموعة «السادك»، حيث أوضحت سلمة منصوري، في كلمة لها بمقر سفارة مدغشقر بالجزائر، بأن «المجموعة أصبحت اليوم نموذجا للتكامل الإقليمي من خلال مشاريع طموحة عابرة للحدود في مجالات البنية التحتية والطاقة والنقل والتصنيع»، مشيرة إلى أن هذه المبادرات «تعزز سلاسل القيمة الإقليمية وتوسع مكانة إفريقيا في الأسواق العالمية، بما يدعم النمو المستدام والقدرة على الصمود الاقتصادي».
وأضافت، أن التركيز «على التنافسية والتنوع والابتكار، يأتي في توقيت بالغ الأهمية، تسعى فيه إفريقيا إلى إعادة تموقعها في اقتصاد عالمي سريع التغير»، مؤكدة أن أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، «باعتبارها الخطة الاستراتيجية لقارة موحدة ومزدهرة ومسالمة، تظل مرجعا مشتركا.
وقالت، بالمناسبة، إن الجزائر ستستضيف المعرض الإفريقي للتجارة البينية من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، وهو «حدث استثنائي سيشكل منصة لا مثيل لها أمام المؤسسات الإفريقية والمبتكرين والشباب والنساء المقاولات لاستعراض الفرص وتعميق الشراكات وتسريع التقدم نحو سوق إفريقية موحدة بحق».
وذكرت المسؤولة، في ختام كلمتها، إشراف دولة زيمبابوي على رئاسة مجموعة «السادك» بالجزائر خلال السنة الماضية، والتي اتسمت بـ «وضوح الرؤية والالتزام والتفاني»، مجددة التأكيد على التزام الجزائر بدعم مسيرة «السادك» في تعزيز التكامل الإقليمي والتحول الاقتصادي في إفريقيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19852

العدد 19852

الإثنين 18 أوث 2025
العدد 19851

العدد 19851

الأحد 17 أوث 2025
العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025