ندرة الإطارات المطاطية ببلادنا ظرفية وستختفي قريبا
نتيجةً لتنامي مستويات الخطورة في قطاع النقل البري وارتفاع حصيلة حوادث المرور ببلادنا، باشرت السلطات العليا تجسيد حزمة من القرارات الجادة الرامية إلى حماية سلامة المواطنين وإعادة منظومة النقل. ففي الاجتماع الاستثنائي المخصّص لقطاع النقل الذي ترأسه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمر بالشروع في الاستيراد المكثّف للعجلات بالإضافة إلى 10 آلاف حافلة، وهي إجراءات شاملة تهدف إلى تفادي النقص الحاد في العجلات في السوق الوطنية وخفض الأسعار المتصاعدة بشكل مبالغ فيه.
جاء الاجتماع الاستثنائي والقرارات المنبثقة عنه، استجابة سريعة لمعالجة الواقع المروري، وهو ما أكّده أستاذ الاقتصاد بالمركز الجامعي علي كافي، الأستاذ الدكتور بودالي محمد، الذي قال إنّ الجزائر تنتج جزءًا من احتياجات السوق الوطنية من العجلات، فيما تقوم باستيراد الباقي من العديد من الأسواق الأوروبية، مستعرضاً في هذا الإطار تجربتها الطويلة في إنتاج العجلات من طرف شركة إيريس بولاية سطيف، التي دخلت حيّز الخدمة عام 2019، مجدّداً التأكيد على أنّ الجزائر لا تزال ماضية في مسار إنتاج العجلات محلياً بقدرة إنتاجية تصل إلى 02 مليون إطار خاص بالسيارات السياحية في السنة، على أن تنطلق الشركة في إنتاج عجلات المركبات النفعية بدايةً من نهاية العام الجاري.
وفي معرض حديث لـ«الشّعب”، أشاد أستاذ الاقتصاد بالمركز الجامعي علي كافي، بقرار الاستيراد المكثّف للعجلات، واصفاً إياه “بالضروري” في هذا الوقت لتغطية الطلب الوطني المتزايد، مؤكّداً بأنّ ندرة الإطارات المطاطية ببلادنا “ظرفية” وستختفي فور دخول خطوط إنتاج جديدة حيّز الخدمة بمصنع إيريس نهاية العام الجاري، ليصل إنتاج الشركة عتبة 4,5 مليون إطار في العام، خاصةً مع وجود مصانع جديدة تمّ وضع حجر الأساس لإنشائها في كل من وهران وأم البواقي، والتي ستغطي الطلب الوطني، وأضاف أنّ ما تشهده السوق الوطنية من ندرة في العجلات في الوقت الحالي لا يستحق هذا الكمّ من التهويل والتطبيل.
وأجرى المتحدّث مقارنة بسيطة بين ما تنتجه الجزائر وما تحتاجه سوقها الوطنية من العجلات المطاطية، مشيراً إلى أنّ الإنتاج الوطني الحالي لا يتجاوز 02 مليون إطار في السنة كلّها، خاصة بالسيارات السياحية، في الوقت الذي بلغ فيه عدد السيارات في الحظيرة الوطنية ما مجموعه 6,4 مليون سيارة حسب آخر إحصاء لسنة 2018، مشيراً إلى أنّ الجزائر مُطالَبة بتوفير 04 مليون إطار في السنة لتغطية احتياجات 08 مليون سيارة.
وعرّج أستاذ الاقتصاد بالمركز الجامعي علي كافي للحديث عن البرنامج الخاص الذي أطلقته الحكومة في وقت سابق، والذي يهدف إلى إنشاء مصانع لإنتاج العجلات محلياً، حيث تمّ إبرام شراكات مع متعاملين أجانب قصد مرافقة مشروع إنتاج السيارات، من خلال الشراكة بين مصنع الحاج العربي وشركة “دوبل ستار قروب” الصينية، لإنتاج 07 مليون إطار في المرحلة الأولى، ومصنع آخر في عين مليلة بأم البواقي لإنتاج مليون إطار كمرحلة أولى، والذي تمّ وضع حجر الأساس لإنشائه منذ قرابة الشهر.
ونوّه المتحدّث بوجود استراتيجية وطنية سابقة للوضع الحالي الخاص بالعجلات المطاطية ببلادنا، وهي استراتيجية تهدف إلى ضمان توفير العجلات في المستقبل القريب في إطار مساعي الدولة لإنجاح قطاع صناعة السيارات ببلادنا.