يرى الشّباب الإفريقي المشارك في الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر، أنّ هذا الموعد يمثّل محطة تاريخية تحمل فرصاً واعدة لترجمة طموحاتهم على أرض الواقع، وتبرز الجزائر كقلب إفريقيا النابض بالتجارب والنجاحات، ووجهة أساسية للشباب الإفريقي، بفضل استراتيجية متفرّدة ومتميّزة انتهجتها لدعم الشباب اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وحتى رياضياً، وذلك بتعليمات من الرئيس عبد المجيد تبون الذي منح الشباب مكانة مرموقة للمشاركة الفاعلة في مسار النهضة التنموية الشاملة. جاؤوا من أبعد النّقاط في القارّة السمراء..من جنوبها وغربها ومن عمقها، ليقاسموا أحلامهم ومشاريعهم والفرص المتاحة مع نظرائهم من داخل القارة الواحدة، بوعي وحماس وشجاعة، وينظرون إلى الجزائر بما هي بوّابة وقدوة وأرضية للانطلاق في بناء مستقبل أفضل، ووجدوها أفضل مكان للعيش في العالم. الشباب الإفريقي وصف التطور الذي تشهده الجزائر بـ “المثير للاهتمام” بكل ما تحقق في مجال ريادة الأعمال، لتتحول إلى قدوة سامية، ونموذج يحتذى.
ساندي ديبي (جنوب إفريقيا)
الابتكار الإفريقي سيتدفّق على العالم
راهنت الجنوب إفريقية ساندي ديبي، ممثّلة شركة “بيزنس أويكينج كونفرنسز”، على الإمكانات الضخمة غير المستغلة في القارة السمراء. وأكّدت أنّ شركتها تعمل على دعم رواد الأعمال الشباب، من خلال مساعدتهم على المشاركة في المعارض الدولية للتعريف بمنتجاتهم، وتوسيع حضورهم في أسواق جديدة، وتطوير خبراتهم ومؤسساتهم الناشئة.
وأوضحت ديبي أن رواد الأعمال الأفارقة يواجهون تحديات كبيرة في تجاوز حدود بلدانهم للوصول إلى الفعاليات الاقتصادية الكبرى، لذلك توفّر لهم الشركة برامج تدريبية متقدمة في مجال التجارة عبر الحدود، وترافقهم إلى أسواق وملتقيات مختلفة داخل إفريقيا وخارجها.
وأضافت أنّ هذه التجربة تمنح الشباب فرصة لاكتشاف الإمكانات الهائلة التي تزخر بها القارة، بفضل مواردها البشرية المبدعة والموهوبة، مشيرة إلى أنّ الحلم المشترك للشباب الإفريقي هو المساهمة في رفع حجم التبادل التجاري البيني، باعتباره مفتاحا لتطوير اقتصاديات دول القارة، وتعزيز مكانتها في الاقتصاد العالمي.
وخلال حديثها عن قدرة الشباب الإفريقي على التغيير والرفع من مستويات التعاون والتبادل، أوضحت ساندي ديبي، أنّ ثقتها تتزايد؛ لأنّ الشباب الإفريقي يتحلى بوعي كبير، ورؤيته المختلفة صحيحة، وتصب في مصلحة بلدانهم، وتتوقّع أنهم سيختزلون الوقت ويختصرون المسافات، ليتحوّلوا إلى علامة فارقة في تحقيق المكاسب والمساهمة في سلاسل القيمة العالمية، نظرا لحجم الإمكانات التي تتوفر لديهم وطاقاتهم القيّمة.
واشترطت الشابة الجنوب إفريقية، عدم التوقف عن تشجيع الشباب، والعمل معهم لتحقيق المشاريع بسرعة قياسية، لأن عامل الوقت مهم جدا في الحركة والنشاط الاقتصادي والتجاري.
ووصفت ديبي التطور الذي تشهده الجزائر بالمثير للاهتمام، وقالت إن جاء هذا التقييم من منطلق أنها سافرت كثيرا داخل وخارج القارة الإفريقية، لتعبر عن حبها الكبير للجزائر وتردّد: “أحب هذا البلد الجميل والشجاع كثيرا..وسأظل أحمله في قلبي”.
وبدت ساندي الجنوب إفريقية متفائلة، لأنّ أغلبية سكان القارة الإفريقية من فئة الشباب، وهذا يعني أن هناك الكثير من الإبداع يلوح في أفق المستقبل المزدهر، وشدّدت على ضرورة أن يتجه الشباب الإفريقي إلى تسجيل ابتكاراته وإبداعته، فالأيام المقبلة - تقول المتحدثة - ينتظر أن يتدفق من القارة القديمة الكثير من الابتكار نحو العالم.
وفي الأخير أثنت ساندي ديبي على التنظيم الجيد، والمشاركة القوية للأفارقة في معرض التجارة البينية في طبعته الرابعة، والمنظّم على أرض الجزائر.
إيمانويل كوتي (نائب رئيس اتحاد روّاد الأعمال بغانا)
الجزائر تبث الحماس في الشّباب الإفريقي
من جهته، قال إيمانويل كوتي، نائب رئيس اتحاد رواد الأعمال، وهي منظّمة غير حكومية في غانا، إن هذه المنظمة تحرص على تمكين الشباب، من خلال تقديم تدريب على المهارات ليصبحوا مستقلين اقتصاديا ويقتحمون عالم المقاولاتية، ومساعدة أفراد عائلاتهم عبر منحهم المهارات اليدوية التي يمكن أن تساعدهم وتستمر معهم مدى الحياة.
وفي أثناء حديثه عن تجربته في ريادة الأعمال، ومشاركته بمعرض التجارة البينية الإفريقية، من أجل مقاسمة الشباب الإفريقي مزايا وفوائد هذه التجربة، أشار إلى أنّ الحكومة في غانا تساعد الشباب على الانتقال من ذهنية الدراسة للحصول على وظيفة، إلى محاولة إنشاء مشروع خاص مربح اقتصاديا، وهذه المزايا موجّهة لفائدة معظم الشباب، بدل خوض رحلة البحث عن وظيفة عمل؛ لأنّ الشباب المهتمين بالتكنولوجيا، يمكنهم اختيار قطاع معين، مثل الزراعة والإنتاج، وهذا ما يمنحهم الاستقلالية الاقتصادية، بما يمكنهم من عيش حياة كريمة ومرفهة.
وكشف إيمانويل كوتي، على ضوء زيارته للجزائر، أنه وجد شبابا مذهلا لديه جرأة وقدرات، ويتطلع إلى مستقبل أفضل، وهذا ما يطمح الشباب إلى بلوغه داخل القارة الإفريقية.
وفيما يتعلق بأهداف هذه الطبعة، أكّد محدّثنا أن الشباب الغاني ينتظر من معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر، أن تفعل التجارة البينية بشكل أقوى وربط البلدان الإفريقية - على سبيل المثال - من غانا إلى بوركينا فاسو، إلى النيجر، إلى أبيدجان، ومن ثم إلى الجزائر بوصفها بوابة إفريقيا المركزية في نسق واحد، يكثف حوله التعاون الحقيقي والمستمر.
ولم يخف الشاب الغاني أنه وزملاءه، وجدوا أن الجزائر لا تكتفي بتشجيع شبابها بل تحرص على بث الحماسة وسط الشباب الإفريقي من أجل نهضة كبرى وتاريخية، والدليل على ذلك - يقول إيمانويل كوتي - أن الرئيس عبد المجيد تبون جعل للشباب مكانة خاصة ويؤمن بقدرته على خوض أشواط هامة من التنمية والتعاون والانسجام في عالم متغير ومتطور.
محمود محمد هدجي (النيجر)
تطوّر كبير تحقّق للجزائر المنتصرة
اعتبر ممثّل الجالية النيجيرية في الجزائر، محمود محمد هدجي، أنّ الجزائر تحوّلت إلى عاصمة إفريقيا لمدة أسبوع، من الرابع إلى العاشر سبتمبر الجاري، وبالموازاة مع ذلك ينتظرون من طبعة الجزائر، أن تكون أنجح طبعة؛ لأن الجزائر عوّدت الأفارقة على تنظيم التظاهرات الناجحة، ويعتبر الأفارقة أن الجزائر الدولة القارة، تعد قلب شمال إفريقيا والقارة السمراء بشكل عام، وبالنظر إلى أن هذا الاجتماع يضم رؤساء دول ووزراء وكذلك رجال أعمال، يتوقّع أن يفضي إلى تعاقدات غير مسبوقة تقوّي التعاون المشترك عبر التوقيع على عقود تجارية ضخمة بين دول القارة الواحدة، باعتبار أن العديد من الدول الإفريقية تتاجر مع دول تقع في القارة الآسيوية والأمريكية والأوروبية. وأضاف محمود محمد، بالقول “لا أخفي عليك أننا كأفارقة نحمل طموحا كبيرا في هذه الطبعة لأنها أولا تنظم في الجزائر وثانيا، لأن الشباب الإفريقي وأنا واحد منهم، يضع الجزائر في مكانة خاصة، ويحمل لها احتراما وتقديرا عرفانا لكل ما تقدّمه للقارة وشعوبها.
وقال الشاب النجيري إن الشباب الإفريقي يبحث عن فضاءات للاحتكاك والتبادل وتحقيق الانسجام بين الدول الإفريقية، لا سيما في المجال السياسي والاقتصادي والرياضي والثقافي، وقال إنّ التواصل يستمر مع الشباب الإفريقي، لأنه وقود التنمية ومحرك للتجارة والمبادلات الرقمية والمعدنية، ويطمحون بالموازاة مع ذلك إلى تقاسم منافع متبادلة، وتكون إفريقية بحتة لا خارج القارة.
وبخصوص الدور الذي تلعبه الجزائر في نهضة ومستقبل إفريقيا، أوضح محمود محمد، أن الجزائر دولة مهمة في إفريقيا باعتبارها الأوسع مساحة والأقوى بثقل وتأثير إقليمي وعالمي، والسر الآخر في كونها من الدول القليلة القادرة على تطوير نفسها، وتقديم يد العون لجيرانها وأصدقائها خاصة على مستوى القارة الواحدة، واليوم كشباب ينتظرون منها أخذ زمام الريادة كعادتها في الاتحاد الإفريقي، وتقوم بلمّ شمل الأفارقة فيما بينهم على جميع الأصعدة، وتمهّد للشباب كي يتبوأ مكانة يستحقها من خلال تنسيق جيد ومتواصل.
وأشاد هذا الشاب النجيري بخطاب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال افتتاح معرض التجارة البينية في طبعته الرابعة، ويرى أنه مفعم بالتشجيع والدعم المطلق للشباب وتطوير إفريقيا، وأثنى على رؤية السيد الرئيس التي تعد نموذجا يمكن أن تتقاسمه دول القارة في تمكين الشباب من ترقية بلدانهم، مستشهدا على ذلك بوجود مجلس أعلى للشباب في الجزائر، وترقية ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار وتمويل ودعم المقاولاتية، وهذا ما يجعل فئة الشباب ضمن أولويات الجزائر، وخلص المتحدث إلى القول: “لا نبالغ إذا قلنا إن الجزائر رائدة في دعم الشباب الإفريقي”.
ووقف هذه الشاب المنحدر من النيجر عند التطور الكبير الذي تحقق في الجزائر المنتصرة، ويعتقد أنه جاء بعد سنوات من التخطيط والعمل، وعلى إثر ذلك تحولت إلى تجربة نموذجية في التنمية، ونموذج اقتصادي مميز في القارة السمراء، وما زالت رمزا للحرية والكفاح ضد الظلم والاحتلال، وقال إن الجزائر برزت في مجال الطاقة والصناعة التحويلية والتعدين، وكذا الرياضة وريادة الأعمال، إلى جانب الرقمنة لأنها نجحت في رقمنة مختلف القطاعات.
وفي رسالة تنبض بالحماس وجّهها محمود محمد إلى الشباب الجزائري والإفريقي، وباعتباره ينتمي إلى عمق إفريقيا، أكّد أنه ينبغي أن يستعد الشباب الأفارقة لانطلاقة قوية في بناء بلدانهم وتغيير واقعهم، والانخراط في معركة تنمية بسواعدهم وابتكاراتهم واقتحام عالم التطور، خاصة بعد أن أدركت إفريقيا أن فئة الشباب يجب أن تساهم في اتخاذ القرار التنموي، والتواجد في مجال الاستثمار في بلدانهم لا خارجها، وأن يحظى بالتشجيع والدعم المستمر.
دوغلاس راتيموت (كينيا)
الشّباب قادر على تقديم الأفضل
وتحدّث دوغلاس راتيموت، من وزارة الشباب والرياضة في كينيا، عن دور الشباب في تنمية إفريقيا، وقال “المستقبل ملكٌ للشباب ولذلك، من المهم جدًا أن نضع استراتيجياتٍ للتعامل مع الشباب، لأن المستقبل بين أيديهم”. ومن وجهة نظره، يلعب الشباب دورا بالغ الأهمية في تنمية بلدانهم، ويرى هذا الدور يتجسد في جميع أنحاء أفريقيا والعالم.
وأثنى دوغلاس الكيني على المعرض الذي يحتضنه أكبر وأهم بلد إفريقي تاريخيا وفي وقتنا الراهن كذلك، وأوضح أن العديد من الشباب يشاركون بجرأة ووعي ليعرّفوا أنفسهم بتخصّصاتهم والمستوى الذي قفزوا إليه في عدة مجالات اقتصادية وثقافية وتجارية ورياضية، لأن هؤلاء الشباب أصبحوا يتحكمون بسرعة وكفاءة في تكنولوجيا المعلومات؛ فهم يستخدمونها ببراعة، وفي حالة منحهم مساحة ودعم أكبر فسيجعلون هذه القارة الغنية بمواردها مكانا أفضل للعيش فيه. ويعتقد أن الشباب لا حدود لهم، ولا تثنيهم الحدود، مسلّحين بطموحاتهم وتجارب سابقة مستنبطة من التاريخ ومن الماضي، يستفيدون منها للتعاون فيما بينهم، لأنهم يعلمون أن المستقبل لقارتهم، ولا يتم بناء هذا المستقل الرائع، إلا من خلال وحدتهم وتفانيهم في تحقيق أحلامهم داخل بلدانهم، وفي هذا الظرف بالتحديد يحتاجون إلى استراتجيات لتوفير الفرص وتأطير خياراتهم.
واعتبر الكيني دوغلاس أنّ الشباب الجزائري بما حقّقه في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، أصبح يمثّل قدوة متميّزة لشباب القارة، خاصة في ريادة الأعمال وفي نجاحاته الاقتصادية والرياضية.