الخبيرة في التحليل الاقتصادي سليمة سايح لـ«الشعب»:

خطاب رئيس الجمهورية خارطة طريق سياسية واقتصادية لإفريقيا

سعاد بوعبوش

عوامل مشاركة تسمح للدول الإفريقـية الاكتفاء ذاتـيا

الجزائر فاعل مؤثر في السياسات والكيانات الاقتصادية العالمية

أكدت الخبيرة في التحليل الاقتصادي سليمة سايح، أن الخطاب الاستراتيجي الذي ألقاه رئيس الجمهورية بمناسبة افتتاحه لمعرض التجارة البينية الإفريقية، يعد خارطة طريق سياسية واقتصادية للقارة السمراء بأكملها، مبرزا النقاط المشتركة الكثيرة التي تجمع الأفارقة ولا تفرقهم، بالإضافة إلى العوامل التاريخية ومعطيات الحاضر، وآمال المستقبل المشتركة التي تجعلنا نتكاتف في هذه القارة ونوحد الجهود حتى تبقى خيراتها للأفارقة ويستفيد منها أبناؤها، بدلا من أن تكون سلسلة إمداد أو مصدر تموين للخارج.

أوضحت سليمة سايح في تصريح لـ»الشعب»، أن إفريقيا تحتكم على عناصر إنتاج متكافئة ومتواجدة، ما يعني أن هناك إمكانية للتكامل القبلي والبعدي في العملية الإنتاجية الإفريقية، والاكتفاء ذاتيا، بالنظر إلى توفر كل عوامل الإنتاج لتحقيق ذلك على غرار عنصر المال، عنصر التنظيم، الأرض أو الثروات، وكذا اليد العاملة، مشيرة إلى أهمية تكاتف هذه الجهود وتسييرها بطريقة منهجية، فيها كثير من الحوكمة، وتبادل الخبرات حتى تصبح القارة الإفريقية، وكأنها مصنع متكامل ينتج ليوفر حاجات واحتياجات أبناء القارة، بدلا من أن تظل منجما يمد دول العالم وخاصة القارة الأوروبية بكل ما تحتاجه دون أن يستفيد أصحاب الأرض من خيراتها.
 وسجلت الخبيرة أن إفريقيا لم تخرج إفريقيا من دائرة تصدير اليد العاملة منذ عقود طويلة، وظلت مصدرا للثروات أو مجرد صوت، مؤكدة أنه حان الوقت لتغيير هذه المعطيات والمعادلة وتصبح خيرات إفريقيا للأفارقة.
وأشارت سايح إلى أن رئيس الجمهورية أعطى توضيحات ورسم خريطة جد دقيقة من أجل أن تصبح خيرات افريقيا مستغلة من طرف الأفارقة، ويستفيد منها الأفارقة، وقالت إنه ينبغي اعتماد خطاب الرئيس تبون كورقة عمل، ولو يتم تطبيقها بحذافيرها وتفعيل عنصر الحوكمة والرقابة، فإن إفريقيا ستحقق انتصارات كبرى في مدى زمني قصير.
فيما يخص معرض التجارة البينية المنظم بالجزائر، أكدت سايح أن اختيار بلادنا لاستضافة الحدث، دليل واضح جدا على المكانة التي تتبوأها الجزائر، والتي أصبحت تحتلها بجدارة واستحقاق..هذه المكانة التي لم يعطها لها أحد، بل انتزعتها من خلال عمل جاد على الانتقال الاقتصادي، ما منحها مكانة مرموقة متميزة، وصارت رقما صعبا لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، بالإضافة إلى السياسات المنتهجة مؤخرا في ظل قيادة رئيس الجمهورية البعيدة عن الطابع الريعي الذي طالما ميّز الاقتصاد الجزائري، وذهابها بالاقتصاد إلى الطابع الديناميكي الحيوي المتنوع والمتفتح، وهي كلّها نقاط قوة.
وترى خبيرة التحليل الاقتصادي أن الجزائر لم تعد تستقبل فقط، بل أصبحت المحرك والفاعل والموجه لسياسات التجمعات أو الكيانات الاقتصادية أو السياسية على المستوى العالمي، وهناك العديد من الأمثلة يمكن أن تضرب في هذا المجال، فالجزائر – تقول سايح - سواء على الصعيد الإقليمي أو المنطقة العربية ككل أو البحر المتوسط وإفريقيا أو عالميا، لها كلمتها المسموعة، نفس الأمر بالنسبة للجهات المنظمة للمعرض هي أيضا ثقيلة على الساحة الاقتصادية والسياسية الإفريقية، على غرار البنك الافريقي للاستيراد والتصدير هو هيئة ذات وزن، كذلك الجهات الأخرى المشاركة في تنظيم هذا المعرض ما يدل على أهمية المعرض والبلد المحتضن للحدث.
وحسب سايح، ينتظر من هذا المعرض تبادل الخبرات والتعريف بالمنتجات الجزائرية والذي يأتي في الوقت المناسب بالتزامن مع السياسة الحمائية التي طبقها رئيس الجمهورية، من خلال تحجيم الاستيراد وتشجيع المنتج الوطني، الذي أثبت جدارته وفعاليته على المستوى الوطني، ما يستدعي الترويج له دوليا، والبداية طبعا تكون بالأسواق القريبة الإفريقية وهي سوق ذات وزن كبير نظرا لثبات السكان والفئة الشبانية التي تميز الساكنة الإفريقية الكبيرة، ما يجعلها تحمل فرصا كبيرة لتسويق المنتجات الجزائرية خاصة في مجال الالكترونيات وأفكار المؤسسات الناشئة، مشيرة إلى أن هذا المجال خصب جدا ويسترعي اهتمام الكثير من الشباب، هذه الفئة الغنية بها القارة الإفريقية، ما يجعل معادلة الترويج للشركات الناشئة الجزائرية لدى فئة الشباب الإفريقي سهلة.
وأشارت الخبيرة في التحليل الاقتصادي إلى مجالات أخرى جديدة كالترويج للفكر المقاولاتي وتشجيع المقاولاتية ولم لا الاستفادة من تجارب بعض الدول الإفريقية أو نقل التجربة الجزائرية أيضا لبعض الدول الإفريقية، خاصة وأن القيادة حاليا في الجزائر تستهدف بناء علاقات وشراكات في إطار «رابح رابح»، انطلاقا من كونها بلد لا تأخذ دون أن تعطي أفضل ما لديها من خبرات وتقنيات وأفكار ومنتجات، وطرق تسيير ولما لا طرق إنتاج، فالجزائر دائما تسعى لهذا المنهج في التعامل المربح للجانبين ولجميع أطراف أي شراكة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025
19868

19868

السبت 06 سبتمبر 2025
العدد 19867

العدد 19867

الخميس 04 سبتمبر 2025