الاتفاقيات تعكس قدرة المؤسّسات الجزائرية على تلبية الطلبات الكبرى
منتجات جزائرية تغزو الأسواق الإفريقية عبر اتفاقيات تصدير استراتيجية
مع تواصل فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية بالجزائر، بدأت النتائج الإيجابية تظهر في وقت قصير، حيث تمّ توقيع عدة اتفاقيات مهمة لتصدير منتجات جزائرية متنوعة نحو عدد من الدول الإفريقية، وتشمل هذه المنتجات مجالات الإلكترونيات، الطاقة والصّناعات الكهربائية والخدمات الرّقمية، وهو ما يعكس مساهمة الاقتصاد الجزائري في تعزيز التعاون والشراكة بين دول القارة الإفريقية.
أشرف وزير البريد والمواصلات، سيدعلي زروقي، على توقيع اتفاقية شراكة مع نيجيريا الشقيقة، في خطوة تهدف إلى دعم الصناعة المحلية وتعزيز التعاون الإفريقي، وتندرج هذه المبادرة ضمن الجهود الرامية إلى تطوير التكنولوجيا وفتح آفاق جديدة، لخلق مناصب عمل تُسهم في دفع الاقتصاد الوطني.
في هذا الصدد، قال الوزير خلال توقيع الاتفاقية بجناح الشركة بـ«سافكس”، بحضور المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، وممثل عن مجلس التجديد الاقتصادي.. “اليوم نشهد مراسم توقيع اتفاقية شراكة مهمة تتمثل في إنجاز وتسليم مليوني جهاز دفع إلكتروني إلى دولة نيجيريا الشقيقة، بقيمة مالية قدرها 300 مليون يورو، وهي خطوة تعكس التعاون الوثيق بين البلدين، كما تبرز قدرة المؤسّسات الوطنية على تلبية الطلبات الكبرى والمساهمة في دعم الاقتصاد الإفريقي”.
وأضاف الوزير: يأتي هذا العقد في إطار دعم المؤسّسات الوطنية وتشجيع الإنتاج المحلي، حيث قرّر الشريك الصيني نقل جزء من مصانع التجهيزات الإلكترونية إلى الجزائر، بالشراكة مع مؤسسة “إيناتل”، وهو ما يمثل دفعة قوية لجهود الدولة في تعزيز جاهزية الصناعة الوطنية وتطوير قدراتها التكنولوجية.
أكّد زروقي في السياق، أنه تمّ الاتفاق على أن يبلغ نسبة الإدماج المحلي حوالي 60 بالمائة في المرحلة الأولى، على أن تتضاعف القدرات الإنتاجية لاحقا لتصل إلى خمسة ملايين جهاز دفع إلكتروني سنويا، بالتعاون مع الشريك الصيني.
قال سيد علي زروقي: هذا العقد يندرج ضمن فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، الذي شهد توقيع عقود واتفاقيات بأكثر من 47 مليار دولار، وهو ما يعكس رؤية الجزائر في ترسيخ مكانتها كشريك اقتصادي موثوق داخل القارة، وتعزيز التجارة البينية الإفريقية المبنية على التعاون والثقة المتبادلة.
كما أكّد المسؤولون، أنّ مصنع “إيناتل” يمتلك القدرة على إنتاج أكثر من 1000 جهاز يوميا، مع خطط للتوسّع وزيادة وتيرة الإنتاج في المرحلة المقبلة، وهو ما يفتح آفاقا واسعة أمام الشباب الجزائري والمؤسّسات الوطنية للانخراط في ديناميكية اقتصادية جديدة، تخدم الاقتصاد الوطني وتدعم التكامل القاري.
المنتـــج الوطنـي في الأسـواق الإفريقيـــة..
بدوره، قال المدير العام لشركة الصناعة الجزائرية للهاتف، هشام تبير، في تصريح لـ«الشّعب”، إنها “شركة عمومية اقتصادية تابعة لشركة قابضة جزائرية تحت وصاية وزارة الصناعة، تختص في صناعة الأجهزة الإلكترونية المختلفة، ويقع مقرّها الاجتماعي في ولاية تلمسان، حيث تتوفر الشركة حاليا على حوالي أربع خطوط إنتاج حديثة، ويتمّ من خلالها تصنيع أجهزة الدفع الإلكتروني بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى أجهزة المودم”. وأضاف: في إطار الانفتاح على السوق الإفريقية، تستهدف الشركة توقيع اتفاقيات شراكة مع متعاملين من القارّة، على غرار نيجيريا، حيث تمّ توقيع عقد لتصدير مليوني جهاز دفع إلكتروني نحو هذا البلد الشقيق، بقيمة تقدر بـ 300 مليون دولار.
تأتي هذه الخطوة في إطار سياسة البلاد التي تهدف إلى دعم المنتوج الوطني وتشجيعه على دخول الأسواق الإفريقية، وتعدّ هذه التجربة الأولى للشركة في مجال التصدير الخارجي، ما يمنحها فرصة لاكتساب خبرة جديدة في التعامل مع أسواق مختلفة وتوسيع نشاطها، كما ينتظر أن تساهم هذه المبادرة في تقوية الصناعة المحلية، وخلق فرص عمل إضافية، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال فتح أبواب جديدة أمام المنتجات الجزائرية، لتثبت حضورها خارج الحدود.
اتفاقيـات تعـــزّز التجـارة الإفريقيــة
تشير التقديرات إلى أنّ قطاع الطاقة وحده سيستحوذ على أكثر من 10 بالمائة من الاتفاقيات المبرمة، وهو ما يبرز الدور المهم للجزائر كفاعل رئيسي في مجال الطاقة، على مستوى القارّة الإفريقية، وتأتي هذه الاتفاقيات لتعكس قدرة الجزائر على المساهمة في ضمان الأمن الطاقوي لدول القارّة، بالإضافة إلى دعم جهود التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية في إطار التعاون جنوب-جنوب.
شارك المجمّع الصناعي “جي أس بي الكتريك” وتجمّع الصناعات الكهربائية الجزائري، في معرض التجارة البينية الإفريقية، وتمكّنا من توقيع عقود لتصدير منتجات جزائرية محلية الصنع في مجالات الطاقة والكهرباء إلى عدة دول إفريقية، بقيمة 480 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات.
في هذا الصدد، قال رئيس المدير العام لشركة “جي أس بي الكتريك”، جيلالي كوبيبي بشير، إنّ هذه الاتفاقية الاستراتيجية لا تقتصر على دولة السنغال فقط، بل تشمل أيضا دولا أخرى من منطقة غرب إفريقيا، ممّا يعكس بعدا إقليميا واسعا لهذه الشراكة، وأكّد أنّ الخطوة تمثل فرصة لتوسيع انتشار المنتجات الجزائرية في أسواق جديدة، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع بلدان الجوار الإفريقي.
أفاد محدثنا أنه تماشيا مع توجيهات رئيس الجمهورية، والرامية إلى تنويع اقتصادنا، وتسريع وتيرة التصنيع، وتعزيز سيادتنا في مجال الطاقة، نساهم في تحقيق شراكة تجارية وصناعية طموحة بين شركة “جي اس بي الكتريك”، والشركة العامة للإضاءة في ساحل العاج، وأضاف: تحتل السوق السنغالية مكانة محورية في هذا المشروع، بدعم استراتيجي من “فيسيلاك”، الجهة الفاعلة الرّئيسية في توزيع الكهرباء في السنغال، والتي تعتبر بحق بمثابة مجمّع الصناعات الكهربائية في الجزائر، وركيزة أساسية لنجاح هذا المشروع على المستوى الوطني.
تغطي هذه الشراكة التي تبلغ قيمتها الإجمالية 480 مليون دولار أمريكي على مدى ثلاث سنوات - يواصل محدثنا - توزيع المعدات الكهربائية والصناعية لشركة” جي أس بي الكتريك” و« سي دي اب” البالغ عددها 14دولة، حيث تجسّد هذه الاتفاقية إرادة المشاركة في بناء إفريقيا المتكاملة بقوة، والأداء التكنولوجي، والتنافس بحزم في التنمية الصناعية المستدامة.
نحن نهدف إلى الحفاظ على مشاركة جميع الأطراف المعنية بشكل فعال، ونسعى إلى دفع الطموح المشترك نحو بناء شراكة حقيقية، تكون بمثابة نموذج للتعاون الإقليمي الناجح، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وفتح آفاق جديدة أمام مختلف المشاريع المستقبلية.