تصدر موضوع القضية الفلسطينية فعاليات الطبعة العاشرة لإحياء مآثر الشيخ بلقاسم زرقي، أمس السبت، بورقلة، بمشاركة ثلة من الأئمة والأكاديميين.
تميز اللقاء الموسوم بـ’’فلسطين في الخطب المنبرية للجوامع العتيقة بقصر ورقلة نموذجا’’، بتقديم عديد المداخلات التي أبرز من خلالها المتدخلون مدى الاهتمام الذي توليه المساجد العتيقة بالمنطقة من خلال الخطب المنبرية إلى القضية الفلسطينية بوجه عام وسكان غزة بصفة خاصة الذين يواجهون عدوانا صهيونيا متوحشا.
وقد ظلت الخطب المنبرية لهذه المساجد تركز على أهمية تمسك الشعب الفلسطيني في نضاله بالروح المعنوية العالية والاستعداد الدائم للنصر للتغلب على العدو وكذا استلهام العبر من الثورات التي حدثت في العالم والتي من أبرزها ثورة الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، فضلا عن التحلي بالصبر وهي السمة البارزة التي تطغى على سكان القطاع، كما أوضح الأستاذ رضوان بابزيز.
‘’إن صمود سكان غزة في وجه العربدة الصهيونية وما يصنعونه من بطولات ملحمية، يؤكد على أن من يريد يستطيع وأن المسألة لا تتعلق بالإمكانات المادية وحدها وإنما بالإرادة القوية»، مثلما ورد في إحدى الخطب المنبرية التي أعيد ترديد مقاطع منها في هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار «نصر من الله وفتح قريب’’.
يذكر، أن الشيخ بلقاسم زرقي (1893-1972) كان- بحسب رئيس اللجنة العلمية للطبعة العاشرة، الدكتور عبد الغني دادن- أحد أعلام مدينة ورقلة البارزين وقد عكف على تدريس القرآن الكريم والفقه منذ سنة 1935 رغم مضايقة الاستعمار الفرنسي آنذاك لمثل هذه الأنشطة.
ولم يقتصر نشاطه على الجانب الديني فحسب، وإنما تعداه إلى الشق السياسي الذي أخذ حيزا من وقته الحافل بالنشاط عبر تحسيس وتوعية الشباب بأهمية الثورة ضد المحتل، كما كانت له عدة تنقلات إلى عدة مدن، على غرار الجزائر وقسنطينة وتونس في إطار مهمات وبعثات خاصة بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كما أشير إليه.
وكان الشيخ بلقاسم زرقي، رحمه الله، يتطرق في خطبه المسجدية إلى مواضيع متنوعة كقضية الاستعمار والأسرة والشباب والمرأة، علاوة على قضية فلسطين، وفق نفس المصدر.
يذكر، أن هذا اللقاء الذي جرى بمقر زاوية الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني بحي بني سيسين بالقصر العتيق، نظمته الجمعية المحلية القاسمية التراثية الثقافية، بالتنسيق مع مخبر التراث اللغوي والأدبي في الجنوب الشرقي للوطن بجامعة قاصدي مرباح بورقلة.
