أبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، الخميس، بولاية تمنراست أهمية التوجه نحو البعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية.
أوضح الوزير، خلال إشرافه على افتتاح أشغال ندوة ولائية للأئمة بعنوان “الرسالة الريادية للأئمة في ظل التحديات المعاصرة” في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى الولاية، أنّ “التوجه نحو البعد الإفريقي عبر الدبلوماسية الدينية يشكل أمرا في غاية الأهمية بالنظر إلى الروابط الدينية التي تربط بين الجزائر والدول الإفريقية المجاورة من خلال انتشار بها عديد الزوايا الجزائرية على غرار التجانية والقادرية والكنتية”.
وأكّد في ذات السياق، أنّ هذا التوجه يبرز أيضا من خلال ضمان تكوين الأئمة الأفارقة عبر مختلف مراكز التكوين التابعة لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، بل يتعدى ذلك - كما أضاف الوزير - إلى تشييد مساجد في دول الجوار وتأطيرها.
وأبرز بلمهدي، من جهة أخرى، الدور المنوط بالأئمة ومساهمتهم في الحفاظ على أمن البلاد، “من خلال الدعوة إلى نشر العلم والوعي والتمسك بخطاب الوسطية والاعتدال”، مؤكدا في هذا الصدد أن “الأئمة هم بالمرصاد لكل المؤامرات التي تحاك ضد البلاد”.
وفيما يتعلق بالانشغالات الاجتماعية للأئمة، أكّد الوزير أن تعليمات قد أسديت للتكفل بهم في ما يخص السكن، موضحا بالمناسبة أن مجهودات “معتبرة” تبذل من طرف الدولة لخدمة الإمام وأيضا لضمان التأطير الديني للمجتمع على غرار تعيين مفتي لكل ولاية.
واعتبر صدور المرسوم التنفيذي المتعلق بشؤون الأئمة في مجالات مختلفة من ‘’أهم مكاسب’’ القطاع، مشيرا في ذات الوقت إلى أنه يجري العمل من أجل تطوير القطاع.
وأبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالمناسبة، أن إقرار يوم 15 سبتمبر يوما وطنيا للإمام من قبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، “يحمل دلالات كبيرة”، وهو يوم - كما أضاف - يشكّل مرجعية لإظهار دور الإمام في حماية الأمن الفكري من كل غزو، ومن كل ما من شأنه أن يهدد العلاقة التي تربط بين أفراد المجتمع.
وذكر أن ولاية تمنراست كانت معلما ومنطلقا للعلم، حيث يتجلى ذلك من آثار المشائخ والعلماء الذين عملوا على ترقية فكر الوسطية والإعتدال.
وتفقّد الوفد الوزاري بقرية تيفرت (100 كلم جنوب غرب عاصمة الولاية) مدرسة قرآنية تابعة لزاوية بن مالك الفلاني، كما اطلع على مكتبة المخطوطات التابعة للزاوية، قبل أن يزور زاوية الشيخ هيباوي مولاي عبد الله بقرية الداغمولي.
