ترك بصماته في الثورة الجزائرية

الراحل روني فوتيي واجه فرنسا الإستعمارية

هدى بوعطيح

لم يكن مرور المناهض والسينمائي، روني فوتي، مرورا عابرا في الجزائر، بل ترك بها بصمة خالدة وهو الذي وقف في وجه المستعمر الفرنسي من أبناء وطنه، وكان ضد الهمجية التي كان ينتهكها في حق أبناء الجزائر.

روني فوتي واجه المستعمر الفرنسي ليس بالسلاح، وإنما بالكلمة والصورة والكاميرا.. واجه عدو الجزائر بأفلامه السينمائية التي صورت للعالم الخطر المحدق الذي كان يحيط بالجزائر، فاعتبر ابن الجزائر الوفي الذي أتاها من وراء البحار، ليقول لفرنسا لا للاستعمار لا للاحتلال لكل وطنه ولكل أرضه.
القضية الوطنية التي حملها السينمائي الملتزم والمناهض للاستعمار على عاتقه، جلبت له العديد من المشاكل من قبل المحتل الفرنسي، الذي صادر جل أعماله السينمائية، وصدرت بسببها أحكام ضده، غير أنه بقي صديقا للقضية الجزائرية، وناضل لأجل التعريف بالثورة التحريرية المجيدة فقدم لها عديد الأفلام بداية بفيلم «أمة الجزائر» و»الجزائر تحترق» وهو فيلم من 23 دقيقة، صور بشوارع العاصمة سنة 1956 وتم تحميضه في ألمانيا الشرقية وعرض بالقاهرة، إلى جانب أفلام أخرى ما تزال إلى يومنا هذا شاهدة على تاريخ الجزائر الثوري العريق، ولم يكن المخرج من وراء هذا يسعى إلى تحقيق هدف ما، وإنما الوقوف إلى جانب قضية عادلة، وحق مغتصب.
روني فوتي لم يكتف بإخراج أفلام، وإنما ساهم أيضا في ترقية الفن السابع في الجزائر، لا سيما بعد حصولها على الاستقلال الوطني، حيث ساهم في إنشاء المركز السمعي البصري بالجزائر، والذي أشرف عليه ليتخرج منه كبار الفنانين، كما تتلمذ على يديه الكثيرون على رأسهم المخرج الكبير أحمد راشدي.
لا يمكن لأحد أن ينكر بأن روني فوتي هو ابن الجزائر الذي لم يولد على أرضها، لكنه ارتبط بها وأحبها وعاش لأجل أن يراها حرة مستقلة ولو على حساب وطنه الأم، وهو ما تحقق له.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025