شريك مهم في محاربة الجريمة

المواطن حجر الزاوية في المعادلة الأمنية

فنيدس بن بلة

كشف ضباط الشرطة بمديرية الأمن الوطني في لقاء أثيري، أمس، الجهود المبذولة في سبيل محاربة كل أشكال الإجرام والانحراف.. وهي أشكال بلغت درجة من الخطورة تستدعي المواجهة ليس فقط بآليات تكنولوجية وتكوين، لكن بحملات الوقاية والتحسيس، غايتها إشراك المواطن في هذه المعادلة، الرقم الصعب في الاستراتيجية الوطنية.
وحسب هؤلاء الضباط في اللقاء الأثيري (نقاش الأسبوع)، بالقناة الإذاعية الأولى، فإن المواطن، حلقة أساسية في مسعى استتباب الأمن، وحماية الممتلكات والأشخاص. دون هذه الحلقة يصبح من الصعب الحديث عن كسب الرهان في محيط مهتز، حبلى بالمشاكل والتعقيدات.. وهي مشاكل تستثمر من عصابات الإجرام، وتوظف متخذة منها فجوات للتحرك والانتشار.
وعلى هذا الأساس، جاءت الاستراتيجية الأمنية التي تجعل من المواطن شريكا مهما في المعركة.. ويدرج ضمن أولويات خيار الشرطة الجوارية، وما تشمله من تدابير تصبّ في الوقاية من الأخطار، أكثر من التحرك العاجل بعد وقوع الاضطرابات والمشاكل.
وحسب هؤلاء الضباط، فإن الجريمة المستحدثة، وما تشمله من تبييض الأموال، والصرف، والتزوير، والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، والمساس بحقوق الإنسان، فرضت تدابير جديدة، جديرة بالتوقف عندها.. وفرضت تحريك آليات المواجهة من المخبر المركزي، والمراكز الجهوية، وفرق تجوب مختلف الأقاليم الولائية طولا وعرضا، لملاحقة عصابات الإجرام، ومداهمة أوكارها، وملاحقة عناصرها، بتوظيف مختلف الوسائل والأدلة الجنائية...
لكن هذه الجهود، تبقى منقوصة إذا لم يدمج فيها المواطن ويُقنع بأن استتباب الأمن مهمة لا تقع على عناصر رجال الأمن، ومصالحهم فقط، لكن تمتد إلى هذا العنصر البشري الذي يتطلب منه كسر التردد، وعدم السير على قاعدة «تخطي راسي».
بهذه الطريقة التي تطبق فيها الاستراتيجية الأمنية وفق تقاسم وظيفي عملي، تتمكن الشرطة من تأدية مهمتها على أكمل وجه.. ولا تبقى في المواجهة وحدها تسابق الزمن.. وتصارع الظرف والمحيط من أجل حماية الأفراد والممتلكات.
بهذه الطريقة، تنجح الشرطة في مواجهة فوضى الحظائر العشوائية، والتجاوزات التي يقوم بها تجار غير شرعيين في مختلف المحيطات والفضاءات العمرانية، وتجعل من الأحياء أماكن سكنية آمنية، تصعب على عصابات الإجرام إختراقها، والتسلّل إليها مهما كسبت من قوّة.. ونفوذ...
بهذه الطريقة تُحاصر الجريمة.. وتُدكّ أوكارها.. وينزع من عصاباتها «أوراقا» تستعملها في الترويج للسموم القاتلة.. والاعتداء على السكان الآمنين ويظهر كم هو مهما مفهوم الشرطة الجوارية.. ويتضح لماذا حملات التحسيس التي لا تتوقف بإدماج المواطن في مسعى الأمن الذي يحمل قيمة لا تقدّر بثمن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024