تراجع دور المنظمات الإقليمية والدولية فاقم أزمة الهجرة

الأمم المتحدة بحاجة إلى إصلاح عميق لاسترجاع دورها

جلال بوطي

يشكل تراجع دور الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في التعاطي مع أزمة المهاجرين غير النظاميين بُعدا إنسانيا متفاقما، يترجم ضعف حلقة توحيد جهود المنظمات الأممية الدولية أو الإقليمية على حد سواء، بحسب ما يراه الباحثان عمارة ناجي وعبد الوهاب بن خليف، اللذان أكدا من منتدى «الشعب» أن فشل المنظمات لم يظهر اليوم، بل برز إلى الأفق مع فشل مساعي تلك المنظمات في احتواء أزمة الحراك الاجتماعي التي عرفتها بعض الدول قبل أن يتفاقم الوضع أكثر.

يرى الدكتور عمارة ناجي، مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، أن بوادر أزمة المهاجرين كانت مطروحة في الفترة التي لم تنجح فيها منظمة الأمم المتحدة لاحتواء الأزمة السورية، موضحا أن ذلك كان جليا في إرسال المبعوث الأممي إلى المنطقة الأخضر الإبراهيمي، الذي أكد تعقد الملف. وأشار الباحث أن أزمة المهاجرين تزامنت مع فشل الجهود الرامية لمواجهة الأزمة التي لم تعرف حلاّ مفصليا أثناء تصاعد حدة الصراع.
واعتبر الباحث أن كيان الأمم المتحدة يحتاج بدوره إلى إصلاح عميق داخليا، كون تراجعه على الساحة العالمية ساهم في توسع رقعة الأزمات، التي ساهمت بدورها في تفاقم ظاهرة الهجرة غير المنظمة التي باتت تمثل اليوم معضلة للدول المستقبلة وكيفية بحث سبل التكفل بالظاهرة. وأوضح في هذا الجانب، أن الأمم المتحدة تتحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه ما يحدث.
ويرتبط تراجع دور المنظمة الأممية حيال أزمة المهاجرين وإيجاد حلول لها بسياسات الولايات المتحدة الأمريكية التي تهيمن على منظمة الأمم المتحدة منذ إنشائها عام 1945، وهو ما أكده الدكتور ناجي الذي اعتبر سياسة أمريكا تصبّ في سياسة الهيئة الأممية التي ترتبط في كل قراراتها بما تمليه إدارة البيت الأبيض بما يتوافق وتوجهاتها.
من جهته يرى أستاذ العلوم السياسية عبد الوهاب بن يخلف، أن غياب قرارات حازمة من طرف جامعة الدول العربية، أدى إلى سقوط أنظمة عربية عديدة بأكملها، جراء ما سمّي بالربيع العربي الذي ساهمت فيه الجامعة بشكل مباشر، بحسب رأي المحلل السياسي، واصفا الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بالخطة المدبّرة وكذلك الأزمة السورية التي نتجت عنهما أزمة المهاجرين غير النظاميين.
ووجّه المحلل السياسي لوماً شديدا لتنظيم الجامعة العربية، باعتبارها تكتلا إقليميا يفترض فيه حماية مصالح الدول العربية واستقرارها والوقوف ضد كل ما يهدد أمنها، على غرار حالة اليمن، قائلا إن مجلس الجامعة اتخذ حيالها قرارات لم تكن في المستوى المطلوب تتسبب اليوم في دمار شامل لكيان الدولة والشعب اليمني.
في هذا الإطار، تبرز سياسة الاتحاد الأوروبي هي الأخرى فاشلة، على حد تعبير الدكتور ناجي، حيال الأزمة السورية، التي لم تجد بعدُ حيّزا من الاهتمام باستثناء بعض البلدان الأوروبية التي أبدت استعدادها التام للتكفل بأزمة المهاجرين التي تتزايد يوما عبر عدة منافذ مشكلة هاجسا حقيقا لتلك الدولة المستقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن المراحل التي تمر بها أي أزمة، بحسب منظور المحللين السياسيين، تمر بثلاث مراحل، بداية من فترة ما قبل الأزمة وعادة ما تكون بؤر توتر بين عدة أطراف تختلف حول ملف ما ويتزامن ذلك مع تصاعد حدة الصراع ليتحول الأمر إلى أزمة يقول الخبراء إنها تحل في إطار مرحلة تسييرها قبل اتساع فجوتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024