«الشعب» تتوقف عند صيانة الكابل المقطوع قبالة سواحل عنابة

إصـلاح العطـب في فـترة قياسية

استطلاع: العيفة سمير

 ارتيــــــاح لتشغيـــــل شبكــــة الأنترنـــــت وتحقيــــق حــــول المتسبــــب في الأزمــــــــة

تمكن الطاقم التقني لاتصالات الجزائر، أخيرا، من إصلاح العطب الكبير الذي مس شبكة الأنترنت على المستوى الوطني، من خلال ربط الكابل الذي تم قطعه على مستوى ولاية عنابة.
على مدار أربعة أيام، تحركت مؤسسة اتصالات الجزائر بوتيرة متسارعة لاحتواء الأزمة وإصلاح الخط المغذي لـ70% من شبكة الأنترنت على المستوى الوطني، بعرض مياه البحر بين ولاية عنابة ومرسيليا الفرنسية.
«الشعب»، رصدت ما حدث وتنقل أدق التفاصيل في هذا الاستطلاع من عين المكان.
العطب، بحسب مدير اتصالات الجزائر بولاية عنابة، لـ «الشعب»، مس الخط المغطى بمادة الحديد، الأمر الذي ترك استفهاما كبيرا، أدى إلى فتح تحقيق معمّق في الحادثة بعد إجراءات التوصيل والتي تم مباشرتها منذ يومين، تمت على مرحلتين وفق ما صرح به، المرحلة الأولى تم فيها تحديد مكان العطب وجمع طرفي الكابل المقطوع، مع تهيئة الطرف الأول من مكان القطع الأول والطرف الثاني من نهاية الكابل مكان القطع الثاني، على أن يتم توصيل الطرفين وإعادة وصل التغذية بشبكة الأنترنت، كما صرح مدير اتصالات عنابة، في مدة لن تتجاوز آجالها نهاية الأسبوع، على أكثر تقدير، وهو ما حدث فعلا بإعادة تشغيل الشبكة على المستوى الوطني، صبيحة أمس الثلاثاء.

كرونولوجيا الأحداث تطورت بوتيرة متسارعة لتدارك العجز الذي مس شبكة الأنترنت على المستوى الوطني، بنسبة ٨٤٪، هذا بالإضافة إلى التحسب الكبير لحالة الطقس والأحوال الجوية والتي كانت مستقرة طيلة اليومين الفارطين، حيث تم استغلال هذا الظرف لإصلاح العطب الكبير الذي شل حركة الاتصالات بنسبة أكبر، خاصة على المستوى المحلي، إذ باتت الولاية في عزلة كبيرة عن العالم وكذا حركة البيانات على مستوى الإدارات العمومية والمواقع الرسمية وكذا عمل وسائل الإعلام المحلية، أما على المستوى الوطني وفق ضمان الحد الأدنى من الخدمات لشبكة الأنترنت ترك الحادث تذمرا كبيرا في الأوساط الشعبية، خاصة رواد مقاهي الأنترنت ووسائل الإعلام وكذا متعاملي الجيل الثالث.
عين على تقدم أشغال تصليح العطب وأخرى على حالة الطقس
بين الترقب والحذر، تابع العنابيون هذه الأزمة التي مست الكابل المغذي لشبكة الأنترنت على المستوى الوطني، الحادث الذي اقترن بالولاية وفق امتداد الخط على طول بحري بين كل من عنابة ومرسيليا الفرنسية. وقد عرفت عنابة تحسنا كبيرا في الأحوال الجوية وهو ما أثر بالإيجاب على عملية إصلاح العطب، خصوصا وأن اتصالات الجزائر كانت متخوفة من استمرار الاضطرابات الجوية التي عرفتها الولاية خلال 48 ساعة الأخيرة.
بحسب توقعات مصالح الأرصاد الجوية للأيام المقبلة، فإن الأجواء ستواصل التحسن، حيث سيساعد هذا الأمر الباخرة الدولية على إصلاح العطب في ظرف بضعة أيام على أقصى تقدير، حيث تأمل المؤسسة أن يتم إصلاح العطب الذي أصاب الكابل في أقل من أسبوع، وهو ما كان مسجلا، أمس الثلاثاء، أين تم استكمال عملية إصلاح العطب على مستوى نقطتين وفق ما تم التجند له بالإمكانات، سواء المادية بترخيص الفرقة الإقليمية لحماية الشواطئ على مستوى ولاية عنابة لتجهيز الخط وفتح تحقيق للوقوف على خلفيات هذا الحادث الذي عزل البلاد عن العالم الخارجي.
وتسبب انقطاع الكابل الدولي للألياف البصرية في تذبذب كبير في خدمة الأنترنت بالجزائر، حيث لم يقتصر هذا الأمر على الخدمة التابعة لمؤسسة اتصالات الجزائر، وإنما امتد حتى إلى خدمة الجيل الثالث لمتعاملي الهاتف النقال بالجزائر، حيث لم يتمكن المشتركون في هذه الخدمة من دخول عديد المواقع خصوصا الدولية منها، باعتبار أن الكابل لم يؤثر على المواقع الجزائرية، كما أن عديد التطبيقات توقفت عن العمل، وهو ما أدخل الجزائريين في عزلة شبه كلية عن العالم الخارجي، خصوصا وأن خدمة الجيل الرابع هي الأخرى تأثرت بهذا الاضطراب. وقد أدخل هذا المشكل شريحة واسعة من الجزائريين في حالة هستيرية، أظهرت مدى تعلقهم بالشبكة العنكبوتية، حيث غصت مواقع التواصل الاجتماعي بالرسائل والتعليقات التي تتحدث عن سبب هذا المشكل الذي حرمهم من ولوج المواقع التي أدمنوا عليها بصفة طبيعية.
ورغم أن اتصالات الجزائر لم تكن السبب في هذا العطب، إلا أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي صبّوا جم غضهم عليها، فمنهم من سخر منها بتعليقات ورسوم كاريكاتورية ومنهم من وصل به الحال إلى حد اتهامها بتعمّد قطع الكابل لأسباب سياسية.
القوات البحرية تحقق في قضية قطع الكابل
وفق ما توفر لنا من معلومات عن ظروف وأسباب انقطاع كابل الأنترنت في عرض البحر بولاية عنابة، تشير أغلب الفرضيات المطروحة إلى أن الحادث تحوم حوله عديد الشبهات فيما يخص انقطاع الكابل، بسبب مرور مرساة سفينة مالطية أعاقت مسار الخط ما تسبب في قطعه، إلى فرضية لا تدع مجالا للصدفة.
وفتحت المجموعة الإقليمية لحراس السواحل بولاية عنابة، تحقيقا حول حادثة التخريب التي تعرض لها كابل الأنترنت الدولي الرابط بين مدينتي عنابة ومرسيليا، للوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى العطب الذي أصاب كابل الأنترنت الدولي الذي قطع 80 من المائة من تدفق الأنترنت عن الجزائر، ما تسبب في خسائر معتبرة لعديد الشركات التي تعتمد على الشبكة العنكبوتية في عملياتها.
 التحقيق تم مباشرته بعد أن تقدمت مؤسسة «اتصالات الجزائر» بشكوى رسمية لدى وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، حيث انطلقت



عملية التحقيق الميداني، عشية الأحد، من خلال إرسال القوات البحرية وحداتها العائمة إلى المكان الذي وقع فيه الحادث. كما قامت بمراجعة الأماكن التي رست فيها السفن في عرض البحر، باعتبار أن هذه الأخيرة ونظرا لضيق مدخل ورصيف ميناء عنابة تبقى لفترة في عرض البحر في انتظار دورها لدخول الميناء وتحميل أو إفراغ حمولتها، حيث أن هذا الأمر مكنها، أمس، من تحديد هوية السفينة التي تسببت في العطب الذي أصاب كابل الأنترنت.
خلال اتصالنا بقائد الواجهة البحرية بولاية عنابة، رفض هذا الأخير الكشف عن هوية السفينة التي كانت سببا في هذه الكارثة التكنولوجية. كما أوضح المتحدث، أن هذا الأمر جاء بناء على أوامر قائد القوات البحرية من أجل المحافظة على سير التحقيق، خصوصا وأن هذا الأخير يشرف شخصيا على تقدم التحقيقات، موضحا أن الباخرة أجنبية وأنها تحمل علم دولة مالطا، ومن شأن نتائج هذا التحقيق أن يجبر ملاك السفينة على دفع تعويضات مادية معتبرة لـ «اتصالات الجزائر» التي تعرضت لضرر كبير جراء هذا العطب الذي تدخلت سفينة «ريمون كروز» بمشاركة تقنيين جزائريين لإصلاحه، حيث وقفت هذه الأخيرة على حجم الضرر الكبير الذي لحق بالكابل الذي أتلف منه قرابة 100 متر وهو ما عزز فرضية العمل التخريبي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024