أكد الشيخ مامون القاسمي الهاملي شيخ زاوية الهامل في افتتاح الملتقى الدولي الثاني للعلامة سيدي عبد الرحمان الثعالبي للقرآن الكريم ببومرداس، أن الزوايا تتبرأ من كل من يريد أن يستغل شعارها ورسالتها كمطية لتحقيق أغراض ظرفية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن أكبر هم ومشروع للزوايا في الوقت الراهن هو التصدي للتيار التغريبي والتكفيري، ونشر رسالة الإسلام السمحاء والفكر المعتدل.
عرج الشيخ مامون القاسمي بهذه المناسبة على عدة قضايا راهنة وتاريخية لعلى من أبرزها التطرق إلى دور الزوايا ورجال الإصلاح في الدفاع عن الهوية الجزائرية أمام مختلف أشكال المسخ والطمس، التي حاولت فرنسا ممارسته ضد أبناء الشعب الجزائري، والمجهودات التي قامت بها الزوايا في نشر رسالة تمزج بين القيم الوطنية والإسلامية والدفاع عن الإسلام الصحيح وتثبيت العقيدة الوسطية من أجل التصدي لما أسماه الفكر الهدام والتيار التغريبي الذي حاول نشر الفتنة بين المسلمين، بالإضافة إلى دورها الفعال في محاربة الجهل بين الجزائريين عن طريق التربية والتعليم لغرس الروح الوطنية والدينية في المجتمع.
كما دعا الشيخ مامون القاسمي إلى ضرورة إنصاف الزوايا والاعتراف بمجهودها الكبير في الحفاظ على الهوية الدينية ومكونات الشخصية الجزائرية من خلال إعادة كتابة التاريخ الوطني بمجهودات وأقلام جزائرية مؤهلة ونزيهة حتى تعيد الاعتبار لهذه المؤسسة الدينية وتأخذ مكانتها المستحقة في الكتاب المدرسي والنصوص المختارة للتلاميذ على حد قوله.
وشهد الملتقى عدة مداخلات من قبل الأساتذة المشاركين منها محاضرة للدكتور ماهر الشلال من سوريا حول «الإقراء ومدارسه الشام تجربة» ومداخلة ثانية للأستاذ سعيد بوزري من جامعة تيزي وزو، حول «أثر الزوايا والمحاضر القرآنية في تعميق روح الانتماء للوطن والأمة».
