فتـاني: «كنا مـن المسـاهمين في الجريـدة»
شاركت العديد من الشخصيات الإعلامية «الشعب»، أمس، احتفالها بذكرى تأسيسها 53. لعل أبرز الحاضرين من أبنائها محمد زهاني، خريج المدرسة العليا للصحافة، الذي شغل بها منصب رئيس تحرير وعمره لم يتجاوز 25، وكذلك أحمد فتاني المدير العام ليومية «لكسبرسيون» الذي وقع مقالات فيها ترجمت إلى اللغة العربية.
ذكرى تأسيس «الشعب» كانت مناسبة أيضا لكل من مر عبر هذه المدرسة الإعلامية العريقة، أولى الجرائد الناطقة باللغة العربية، بينهم زهاني الذي قال، بكل فخر، «يوم التحقنا بيومية «الشعب» كان بمثابة فتح جديد، كأننا ولدنا من جديد»، مضيفا في سياق موصول «الكلمة كانت لها معنى والإعلام كان له وقعا كبيرا، عكس الوقت الراهن الذي ابتذلت فيه الصحافة والكلمة».
بالنسبة لزهاني خريج المدرسة العليا للصحافة الذي التحق مع زملاء له من المدرسة بالجريدة الأولى الصادرة باللغة العربية، باعثين فيها نفسا جديدا، فإن «الشعب» مدرسة حقيقية للوطنية والحداثة بالنسبة لجيل الصحافيين الذي كان يكتب بالعربية، وقد تعززت صفوفها في سبعينيات القرن الماضي، فجمعت بين الإعلاميين الذين كانت لهم خبرة من جهة، وبين الجيل الجديد الذي كونته المدرسة الذي أضاف المعارف العلمية من فنيات التحرير، وكان التحدي المشترك أن نجعل من العربية ـ أضاف يقول ـ لغة الحداثة.
وبعدما أشار إلى أن الصحافة فن وصناعة، أكد أن «الشعب» نجحت في تكريس نقطة تكتسي طابعا هاما، يتعلق الأمر بجعل اللغة العربية لغة علوم وحداثة أهم رهان في سنوات السبعينيات، وحرص على التوضيح بأن اليومية كانت منسجمة تماما مع الدولة، مواكبة بذلك الجزائر الفتية حديثة الاستقلال في ثورة البناء والتنمية.
من جهته اغتنم أحمد فتاني الفرصة لتهنئة «الشعب»، لافتا إلى أنه خطا أول خطوة له في تجربته بالصحافة فيها، وقد تعرف إلى مديرها الصالح الوانشي، خلال حفل توزيع الجوائز بثانوية تيزي وزو، وهو في السنة الثالثة من الأهلية الذي سلمه جائزته، حيث كان الفائز الأول، ولم ينس أدق التفاصيل عن الوانشي الذي كان يرتدي بذلة بيضاء، وتوقع له أن يصبح صحافيا، مؤكدا له حسن اختياره، مادام التلميذ فتاني آنذاك قد حسم الأمر واختار أن يصبح صحافيا.
ولم يفوت ذات المتحدث المناسبة للتذكير بكتاباته التي صدرت على صفحات يومية «الشعب» من حوارات وروبورتاجات، أعدها خارج الوطن بعد ترجمتها إلى اللغة العربية، مبديا فخره بانتمائه لليومية - المدرسة.