احتضنت قاعة المحاضرات بالمدرسة العليا للصحافة ببن عكنون، أول أمس، محاضرة تم من خلالها عرض ومناقشة موضوع: «اليقظة الإعلامية، الثقافة الفسيفسائية، وسائل مساعدة في اتخاذ القرار»، والتي نشطها الدكتور يوسف عقون الذي تناول نموذج مؤسسته “ميديا ماركتينغ”.
عرض الدكتور يوسف عقون تجربته المتعلقة بخدمة اليقظة الإعلامية التي تسهر على تقديمها مؤسسته «ميديا ماركتينغ» منذ إنشائها في سنوات التسعينيات على الحضور المتكون من أساتذة ودكاترة المدرسة والقادمين من خارجها، بالإضافة إلى الطلبة المهتمين بهذا النوع من التخصص الإعلامي بالنظر لما يضيفه لمسارهم الأكاديمي.
أبرز الدكتور من خلال عرضه أهم النقاط المتعلقة بماهية اليقظة الإعلامية عبر الأنترنت وسيرورتها داخل مؤسسة «ميديا ماركتينغ» إلى غاية الوصول إلى إنتاج الخدمة وتقديمها للمؤسسات التي تتعامل معها والتي تبلغ بحسب الدكتور عقون الـ15 عشرة مؤسسة، إلى غاية يومنا هذا.
وتضيف اليقظة إلى رؤساء المؤسسات خدمة ذات نوعية، بحسب ما شرحه الدكتور عقون، بما أنها تضع تحت خدمتهم المعلومات اللازمة والمطلوبة ليبقوا على يقظة وعلم بكل ما يحدث وله علاقة بمؤسستهم بهدف تطوير أدائها، وذلك من خلال تحسين نوعية القرارات المتخذة من طرفهم.
كما أن هذا النوع من الخدمة “اليقظة” تسمح بتبليغهم بكل طارئ يعنيهم، وعلى الفور، وذلك لضمان خدمة مستمرة وذات نوعية في ميدان اليقظة الإعلامية.
وفي هذا السياق، تسهر مجموعة من المختصين بداخل المؤسسة على ترّصد وفرز المعلومات من خلال الاهتمام بالمعنى وإعادة توضيبها عن طريق برنامج معلوماتي خاص، ليتم في الأخير إرسالها عبر البريد الالكتروني لرئيس كل مؤسسة، صباح كل يوم، كما يتم تحيين تلك المعلومات باستمرار ودون توّقف ليكون مسحا كليا لكل المعلومات المتدفقة عبر مختلف وسائل الإعلام، بما فيها مواقع التواصل الإلكتروني.
أضاف الدكتور عقون، في طرحه، أن مؤسسته ساهمت في خلق نوع جديد من الوظائف المتعلقة باليقظة الإعلامية، نذكر من بينها: التقني الخاص باليقظة، المكلف باليقظة، والمحرر الخاص بها وغيره من الوظائف، وهذا ما يفتح آفاقا للشراكة مع المدرسة العليا للصحافة في مجال التكوينات الخاصة بمختلف المهن التي توفرها المؤسسة في مجال اليقظة الإعلامية.
وبعد إلقاء المحاضرة، تبعها نقاش ثري بالتساؤلات حول موضوع اليقظة الإعلامية، تناولت العوائق التي يمكن أن تقف أمام استمرارية أداء المؤسسة «ميديا ماركتينغ» في مجال اليقظة الإعلامية وأسئلة أخرى تمثلت في كيفية التعرف على رجع الصدى المتعلق بالمؤسسات وأيضا كيفية اختيار المعنى الخاص بكل مؤسسة وخصّت أيضا أسئلة أخرى آفاق اليقظة الإعلامية في بلادنا مما أثرى النقاش، ليجيب عنها الدكتور يوسف عقون، في نهاية المطاف، بالقدر الوافي الذي يقرّب هذا النوع من الخدمة من المختصين والطلبة، كل بحسب اهتماماته.
وفي هذا الإطار، تم إمضاء عقد شراكة، على هامش المحاضرة بين ذات المدرسة ومؤسسة «ميديا ماركتينغ» من أجل إعطاء الطلبة المزيد من التكوينات التطبيقية والمهنية وبالخصوص الأكاديمية، وهذا ما أكد عليه في الأخير مدير المدرسة الدكتور عبد السلام بن زاوي في كلمته الاختتامية بالنظر لضرورة الانفتاح على التكوين الأكاديمي النوعي في المستقبل والذي يدعم بالتالي المستوى لدى الكفاءات المتخرجة لاحقًا.