يحاول المتآمرون على الجزائر استغلال ما يحدث على الساحة السياسية والمخاض الذي تعرفه، للقيام بعمليات استعراضية إرهابية لجر الجزائر إلى مستنقع الفوضى وإثارة الفتنة.
إن دور ونجاح الجيش الوطني الشعبي وأسلاك الأمن المشتركة في إحباط محاولات إدخال أسلحة إلى العاصمة للترويج بأنها غير آمنة، بعد أن ركزت الجزائر معظم قواتها في جنوب البلاد أو القول بأن التغييرات الأخيرة التي مست جهاز الأمن العسكري أثرت سلبا على الاستعلامات.
كما أن النجاح في التصدي للعملية الاستعراضية بعنابة، بمناسبة المهرجان السينمائي المتوسطي، أثبتت أن الجماعات الدموية مرتزقة وتعمل تحت طائلة أطراف خبيثة تحاول استعمال كل شيء من أجل النيل من سمعة الجزائر وجهودها في القضاء على التطرف واستقرارها.
لقد كان تعاون المواطن في قضية «تيليملي» بالعاصمة قيمة مضافة في تحصين البلاد من هجمات كانت ستؤثر سلبا على الجانب الاقتصادي، وتؤكد أن الشعب الجزائري يقظ وعازم الحفاظ على مكاسب المصالحة الوطنية.
إن النجاحات التي حققها الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن الأخرى، دليل على أن المؤسسات الأمنية لا تعتمد على الأشخاص، بل هي مؤسسات منظمة وقوية من خلال تماسك أفرادها.
إن التحولات التي تعرفها البلاد ورغبة كل واحد في تقديم الأحسن من خلال التأييد والمعارضة، هي سمات تدل على أن الشعب الجزائري خصب، لكن تسبيق المصلحة العليا وتقديم التنازلات من أجل الصالح العام أمر مهم والتمسك بالأنانيات والتعصب في الرأي من شأنه أن يدفع البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.
إن الحوار عامل مهم للتقليل من الضغط الاجتماعي، وتواصل العنف السياسي أمر غير محبذ، خاصة وأنه نزل في بعض الأحيان إلى مستويات يندى لها الجبين.
إن تحسين المناخ السياسي من شأنه أن يحفز المؤسسات الأمنية على القيام بدورها على أحسن وجه، خاصة بعد أن نجح الجيش في القضاء على تجفيف منابع تمويل الإرهاب الذي كان يتغذى من التهريب والجريمة المنظمة التي تتطور من يوم لآخر، سيما في ظل وجود تجار الحروب ومصاصي الدماء على الحدود، يترقبون أية ثغرة لتجسيد أهوائهم وشهواتهم التي تميل للون الأحمر من أجل الذهب الأسود.