اعتبر المشاركون في الملتقى الوطني حول «المجتمع الإلكتروني والتنمية الرشيدة في الوطن العربي» بجامعة ڤالمة يومي 15 و16 ديسمبر، «أن هناك نقلة نوعية تدل على نظرة تجديد وحداثة في ظل الثورة المعلوماتية على أساس أن موضوع الرقمنة هو حدث الساعة، خاصة لما له من امتدادات في واقع المجتمع».
تناول الدكتور دبيش فاتح رئيس قسم علوم الإعلام والاتصال وعلم المكتبات بجامعة ڤالمة موضوع مجتمع المعلومات في الجزائر تحديات الواقع ورهانات التنمية المستدامة متوقفا عند مفهوم مجتمع المعلومات وصناعة المعلومات في البناء الصناعي وتغيير القيم الإنسانية.
وأشار الجامعي إلى أن الجزائر كبلد نامي يخطو خطواته الأولى نحو مجتمع المعلومات يحتاج إلى رصد جميع الإحصاءات المتعلقة بمجتمع المعلومات لاستخدامها بتوجيه السياسات من خلال استحداث مرصد وطني لمجتمع المعلومات كمؤسسة تقنية تهدف إلى إيجاد مؤشرات وتتبع تطورات النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات عبر مراحل مختلفة، كما تطرق الدكتور إلى الخطوات التي اتبعتها الجزائر في سبيل النفاذ إلى هذه التكنولوجيا وأعطى لمحة عن أهم الحلول المقترحة.
وفي ذات السياق، عالج الدكتور حسان تريكي من جامعة الطارف تأخر التنمية التكنولوجية في الجزائر وما يعانيه المواطن من نقص في المعلومات والبيانات وركز على أهمية تبادل الخدمات والمعلومات بين القطاعات الحكومية الكترونيا، مما يسمح بالحد من مظاهر البيروقراطية التي تنخر الجهاز الإداري في الجزائر.
ومن جهة أخرى، تطرقت الأستاذة ريم خيدر في مداخلتها إلى سياسة تجريم الممارسات الإلكترونية في الجزائر كون التطور التكنولوجي الذي يعرفه العالم اليوم تحت مسمى «ثورة المعلومات» والذي جعل من العالم قرية صغيرة تعتمد على الذكاء الصناعي، عرف معه ظهور نوعا من الجرائم تسمى «الجرائم المعلوماتية أو الالكترونية» وركزت على ما تناوله المشرع الجزائري لتجريم الممارسات الالكترونية ضمن قوانين مستقلة تشمل القانون رقم 09 ـ 04 الصادر في 05 أوت 2009 المتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها والأمر 03 ـ 05 المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وإلى جانب ذلك أنشأ المشرع الجزائري الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال والتي كرس لها مجموعة من الصلاحيات والاختصاصات.
وناقش الأستاذ محمود قرزير من جامعة برج بوعريريج، موضوع «الإعلام الجمعوي الافتراضي والتنمية» أداء بعض الجمعيات الخيرية الرائدة في الجزائر، وقال بأنه من تحديات المجتمع الجزائري اليوم ضرورة الولوج والاندماج ومواكبة متطلبات مجتمع المعرفة، وقال الأستاذ هذا الواقع الجديد يملي على الأفراد والمؤسسات الرسمية والجمعوية تأكيد الحضور الافتراضي والتغير في الأدوار والأداء وطرق الإعلام وغيرها. كما عرض تجارب وتحليل مقارن بين الأسلوب التقليدي للأداء المعتمد في نشاط الجمعيات الخيرية، والأسلوب المرتبط بالتحول المعرفي والافتراضي لهذه الجمعيات خصوصا على مستوى الإعلام الجمعوي الافتراضي، وتقييم لمستوى الأداء من خلال التطرق لتجارب رائدة في هذا المجال لجمعيات خيرية في الجزائر.
وقال الأستاذ بحري صابر من جامعة سطيف أن الدعاية التجارية في المجتمع الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومساهمتها في التنمية الاقتصادية من خلال توجيه سلوك المستهلك إلى أهم التغييرات التي حدثت على المستوى التكنولوجي والإلكتروني، حيث أضحى العالم اليوم قرية صغيرة في ظل ثورة المعلومات القادمة من كل مكان لتحقيق أهداف غايتها الأساسية الربح المادي وتحقيق أكبر قدر معين من احتواء السوق من طرف كبرى المؤسسات العالمية.