المواطن شريك أساسي

جمال أوكيلي
25 جانفي 2016

أَوْلى المشروع التّمهيدي لتعديل الدّستور عناية مميّزة لفضاءات الجماعات المحلية، لاسيما تمثيل المواطن ومشاركته في تسيير الشّؤون العمومية على مستواه، ضمن ما يعرف بالمجالس المنتخبة. ويسجّل في المادة ١٤، دعم هذا الخيار على نحو “أنّ الدولة تشجّع الدّيمقراطية التّساهمية..”. والمغزى العميق من هذا الإقرار الدّستوري هو اعتبار المواطن جزءاً لا يتجزّأ من هذه المنظومة المحلية، من خلال الحضور في كل ما يعني إدارة قضاياه المطروحة، وفي نفس الاطار تفتح المادة ١٦ آفاقا واعدة لهذه المشاركة وتحدّدها بدقّة. و«الدّيمقراطية التّساهمية” كمفهوم سياسي حديث يعني فسح المجال أمام المواطنين قصد دخول هذه الأطر المحلية، خاصة المجالس البلدية للاطلاع على أعمال المنتخبين خلال المداولات لمعرفة الرأي السّديد تجاه البرامج المعدّة في هذا الشّأن. وإدراج هذه المواد في الفصل الثّالث الخاص بالدولة، إنّـما يترجم حرص السّلطات العمومية على أن يكون المواطن شريك في هذا المسعى من خلال إبداء إرادة صادقة في ترقية نشاط هذه المجالس باتجاه التكفل بانشغالات الناس، ولا يتأتّى ذلك إلاّ عن طريق التّكامل بين كل الأطراف، ونعني المنتخبين والمواطنين. وبإمكان هذا التّكامل أن يؤدّي إلى نتائج إيجابية والمرجوة في آن واحد، لأنّه مبني على أسس سليمة، منها الحوار البنّاء والتّشاور المثمر، فكل الآراء المفيدة يؤخذ بها لأنّها تخدم الصالح العام، وتمتّـن العلاقة بين أبناء البلدية الواحدة. وهذه النّظرة الخاصة بمشاركة المواطن في تسيير شؤونه اليومية ضمن الجماعات المحلية، أريد لها أن ترسّخ مبادئ الديمقراطية الواردة في التّعديل الدّستوري بشكل واسع، وهذا ضمن إطار مقنّـن ألا وهو المجلس المنتخب المعبّر عن إرادة الشّعب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19840

العدد 19840

الإثنين 04 أوث 2025
العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025