أكد رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، أن التاريخ النضالي للشعب الجزائري يمنحه القدرة على فهم معاناة الشعب الفلسطيني، داعيا جميع الفلسطينيين إلى توحيد الصفوف من أجل مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
قال رضا مالك، في ندوة تضامنية، نظمتها جمعية 8 ماي 1945، بالجزائر
العاصمة، إن التاريخ النضالي للشعب الجزائري طيلة 132 سنة من الاستعمار، يمنحه القدرة على فهم معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن التضامن بين الشعبين الفلسطيني والجزائري متجذّر في تاريخ البلدين.
وأوضح خلال هذه الندوة، أن «التضامن ضد المستعمِر هو أحد مكونات الشخصية الجزائرية وهي فضلا عن ذلك واجب على كل الدول العربية من أجل مواجهة الاستراتيجية الصهيونية التي تستثمر في الفتن والنزاعات الداخلية لتفكيكها».
كما أكد أن الجزائر دولة تقوم على مبادئ أساسية، أهمها التضامن مع الشعوب المضطهدة وتلك التي تعاني من بطش ونير الاستعمار، مؤكدا أن دعم الجزائر للشعب الفلسطيني هو دعم تلقائي قائم على مبادئ الثورة الجزائرية.
خلال حديثة، استعرض رضا مالك التقارب الكبير بين القوانين الفرنسية في فترة الاستعمار وبين قوانين الاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى إلى تفكيك بنية الشعب الفلسطيني وعزله عن محيطه الجغرافي الطبيعي.
ودعا رضا مالك الشعب الفلسطيني إلى توحيد صفوفه ووضع استراتيجية لتحقيق الاستقلال ،مشيرا إلى أنه من أهم المكاسب التي حققتها الثورة الجزائرية هي وحدة الشعب الجزائري على أسس ومبادئ مشتركة.
وعاد رضا مالك إلى عديد المحطات التاريخية التي سجلت محاولات الكيان الصهيوني القضاء على الثورة الجزائرية وإطالة أمد الاستعمار الفرنسي، مشددا في هذا السياق على أنه «بالنسبة لنا كجزائيين، فإن الاحتلال الإسرائيلي هو أخطر أنواع الاحتلال، لأنه يستهدف كل المنطقة العربية وليس فلسطين فقط، خاصة في ظل الوضع الحرج الذي تعرفه عديد الدول العربية».
كما تحدث عن جملة الأحداث التي يشهدها العالم العربي وهي «أحداث مفتعلة تساهم فيها إسرائيل من قريب أو من بعيد، من خلال الاستثمار في بعض المعطيات الداخلية في الدول العربية لإثارة الفتن والنزاعات وذلك من أجل فرض المزيد من السيطرة على هذه الدول وصرفها عن القضية الفلسطينية».
من جانبه، أعرب سفير دولة فلسطين بالجزائر، لؤي عيسى، عن تقديره لهذه المبادرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا «أننا سنظل نستلهم من مبادئ الثورة الجزائرية طيلة نضالنا المتواصل ضد العدو الصهيوني».
وأشار إلى أن «الاحتلال الصهيوني يعمل في الوقت الراهن على تحطيم الوعي الفلسطيني من خلال أساليب جديدة لم يشهدها التاريخ من قبل»، مجددا تأكيده على إصرار الفلسطينيين جميعا على مواجهة هذا العدو المشترك للفلسطينيين والمسلمين جميعا.
وأضاف، «لا أحد يعتقد أنه بمنأى عن استراتيجية العدو الصهيوني الذي يسعى إلى تحطيم كل بلد عربي ومسلم».
بدوره، دعا رئيس جمعية 8 ماي 1945، عبد الحميد سلاقجي، إلى ضرورة الاهتمام بتاريخ الثورة الجزائرية من أجل الكشف عن الجرائم التي ارتكبها المستعمِر الفرنسي في حق الجزائريين.
وشارك في هذه الندوة، ممثل عن وزارة المجاهدين وعدد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني وبعض الأحزاب السياسية.