سمية قادري، شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة، تبلغ من العمر 26 سنة، مازالت تحمل ملامح براءة الطفولة، حين تتحدث إليها تقرأ في عينيها شغفها بالحديث مع الآخر، تشعرك بأنك في حضرة فتاة في مقتبل العمر، كلامها يعكس إعاقتها.
هي دائما بحاجة إلى حب ودفء عائلي تشعر من خلاله بأنها قريبة من الآخر، الذي تجد فيه متنفسا حين الحديث معها، تشعر مباشرة أنه رغم الإعاقة الحركية التي رافقتها في بدايات حياتها، لم يمنعها ذلك من الحلم وتحقيق بعض أماني الطفولة، خاصة في ظل تواجد الأب حسين قادري وهو زميلنا في العمل، الذي لا يدّخر جهدا في إسعادها وإدخال البهجة في نفسها.
سمية، كغيرها من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان حلمها أن تنزل ضيفة على إحدى بلديات العاصمة وكان اختيارها لبلدية الجزائر الوسطى، من خلال تتبعها برامج التنمية المحلية والعمل الجواري الذي تبذله هذه الأخيرة، وفي إحدى المرات طلبت مقابلة رئيس البلدية، من أجل التحدث إليه والجلوس رفقته، فما كان من هذا الأخير إلا تلبية طلبها وتحقيق حلمها، أين جلس رئيس البلدية عبد الحكيم بطاش إليها وتحادث معها، واستغلت المناسبة لتهديه باقة ورد حملت أكثر من دلالة أرادت من خلالها شكر السيد بطاش وبطريقتها على ما حظيت منه من كرم الاستقبال.
في العيد الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، تحلم سمية ورفيقاتها بالقليل من الرعاية والاهتمام، لأن قسوة الحياة في حضرة الإعاقة يضاعف من معاناتهن، لذلك فهم أحوج ما يكونون إلى ورود الأرض جميعها.
وكل مارس وسمية بخير.
