«الشعب» تنقل انشغالات المعاقين في يومهم الوطني

إرادة تصارع التهميش لإثبات الوجود

استطلاع: فتيحة كلواز

أشخاص تحدوا الاعاقة بإنجاز مؤسسات في شهادات مثيرة

في هذا الاستطلاع سألت «الشعب» المواطن عن مكانة المعاق في المجتمع الذي يكون في كثير من الأحيان المتهم الأول في النظرة القاصرة إلى هذه الفئة التي تحاول في كل يوم إثبات وجودها كقوة فاعلة داخله.
كانت وجهتنا الأولى ساحة أول ماي حيث التقينا شيماء بن داني 23 سنة طالبة بكلية الطب سألتها «الشعب» عن مكانة المعاق في المجتمع فأجابت: «يحتاج المعاق في مجتمعنا إلى أكثر من قوانين وتنظيمات وجمعيات لأن القبول الفعلي لا يحصل عليه إلا من أفراد المجتمع الذين ما زالوا يصفونه بـ»المسكين « رغم كل ما يحققه من قفزات في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية لإثبات ذاته وقدرته على العطاء كباقي الأفراد الطبيعيين».
وأضافت قائلة: «في كثير من المرات اصطدم مع الواقع المر الذي يعيشه المعاق الذي يعد عدم الاعتراف بفعاليته كفرد في المجتمع أكبر العوائق التي تحوله إلى فرد عاجز وغير مفيد في المجتمع، فهناك من الطلبة الذين يوجهون إلى التخصصات الأدبية فقط لأنهم يعانون إعاقة، فحسب الطرف الآخر هم غير قادرين على اثبات ميولاتهم العلمية في التخصصات الجامعية المختلفة.»
أما علجية بن هواوي، 50 سنة التقت بها «الشعب» بحديقة مستشفى مصطفى باشا الجامعي فقالت: «لن ألوم الأشخاص الذين ينظرون إلى المعاق على كونه عاجز وغير قادر على فعل شيء لأنني كنت من قبل واحدة منهم، ولكن اليوم وبعد ارتباط حياتي بكرسي متحرك وأنا أم لأربعة أطفال أصبحت أعي مدى المعاناة التي يعيشها المعاق بسبب هذه النظرة القاصرة».
و استطردت قائلة : «بعد إصابتي بداء السكري خضعت إلى عملية بتر لساقي ما جعلني عاجزة عن المشي، في البداية لم استطع التأقلم مع الوضع لأن الأمر أصبح بالنسبة لي بمثابة الموت ولكن أبنائي وقفوا إلى جانبي وساعدوني على تجاوز التحول الحاصل في حياتي والذي نقلني من خانة الإنسان الطبيعي إلى خانة الإنسان المعاق وهذا بالنسبة لي يشبه إلغاء عضويتي الاجتماعية ولكن استطيع اليوم أن أقول أن المعاق يستطيع فعل الكثير لأن الاعاقة لم تكن يوما سببا في البقاء على هامش المجتمع، أعلم أن الأمر قاس ولكن الإرادة القوية والرغبة في تحقيق الذات هي من ستكون لهما الكلمة الأخيرة، لأنني لم أقصر في واجباتي تجاه أسرتي رغم التغير الحاصل في حياتي».

القروض مكّنت المعاق من الإنتاج

وليد لعرابة، 37 سنة معاق مهتم بالصناعة التقليدية كالطرز والخياطة سألناه عن واقع المعاق فقال: «مقارنة بالسنوات الماضية أصبحت الفرص المتاحة لهذه الفئة أكبر لأن المجتمع بصفة عامة عرف تطورا واضحا، وأنا اليوم أحد الأيادي العاملة التي تعمل في ورشة خياطة لصناعة جهاز العروس، فقد استفدت من تكوين في هذا المجال واستطعت الالتحاق بهذه الورشة بعد أن قامت زميلتي في التكوين بفتحها بعد الاستفادة من قرض، أستطيع القول أن صيغة القروض التي تقدمها الدولة إلى المعاقين هي مساعدة حقيقية لهم ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم لسد متطلباتهم اليومية.»


 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025