على الرغم من التقارير الإيجابية التي تعدها الأمم المتحدة عن وضع المرأة في الجزائر، إلا أن تلك الصورة تبقى غائبة إلى حد ما في أذهان المواطنين أو جهات رسمية مختلفة على حد سواء، حيث يؤدي الإعلام في هذا الخصوص دورا رائدا في فضح المغالطات أو تأكيد الواقع، وهو الأمر الذي طرحته إعلاميات بشدة من منتدى “الشعب” أمس.
أثارت الإعلامية بالتلفزيون الجزائري، فوزية بوسباك، مشكلة تأثير المؤشرات السلبية المعدة من طرف وكالة الأمم المتحدة بالجزائر حول المرأة ومدى تناقضها مع الواقع المعيش، الأمر الذي فندته منشطة منتدى “الشعب” رندة أبو الحسن الممثلة المقيمة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية في الجزائر، مؤكدة أن كل التقارير الصادرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة تحمل مؤشرات جد إيجابية عن وضع النساء في الجزائر.
وفي هذا السياق، تأسفت أستاذة الإعلام بجامعة الجزائر 3 الدكتورة وردة دالي خيلية، تراجع تناول المرأة عبر وسائل الإعلام الوطنية وإبراز اكتساحها لمجالات العمل المختلفة، حيث طرحت إشكالية غياب صورة المرأة في الإعلام أو ممارسة تضليل من طرف جهات معينة لعدم إظهار الصورة الحسنة والمكانة التي تحظى بها النساء في بلادنا والتي تضاهي عدة بلدان في العالم.
وحسب الدكتورة دالية، فإن إعلامنا يحتاج إلى توجيه اهتمام أكثر من خلال تسليط الضوء على ظروف حياة المرأة لاسيما العاملة منها، مذكرة بتحقيق النساء في الجزائر تقدما كبيرا عبر كل ميادين العمل، وعلى كل المستويات عربيا وإفريقيا وحتى عالميا، واثبتن بجدارة أن المكتسبات المحققة ساهمت بشكل كبير في بروز دور المرأة الجزائرية على الساحة السياسية.
وتبدو معضلة ضعف التناول الإعلامي للمرأة جلية في الصحافة المكتوبة، حسب الخبيرة دالية، موضحة “رغم مسيرتها الطويلة في بلادنا، إلا أن مضامين الصحافة حول النساء تبقى ضئيلة مقارنة بنظيرتها في وسائل الإعلام السمعية والسمعية البصرية خاصة مع الانفتاح الإعلامي على الفضائيات”.
وأفادت أستاذة الإعلام دالية، أن جامعة الجزائر ستنظم يوما دراسيا يومي 13 و14 أفريل حول واقع المرأة في الإعلام الوطني وآفاقها من خلال سلسلة من الدراسات والمحاضرات التي تصب في الموضوع، للوقوف على الموضوع من الناحية الأكاديمية، مشيرة أن التناول الإعلامي لا يستهدف النشاطات الجوهرية للمرأة ويكتفي بالأمور السطحية.
ودعت المتحدثة إلى الابتعاد عن المناساباتية التي طغت على مجمل وسائل الإعلام في تغطية نشاطات المرأة، حيث تكتفي التغطيات بالأعياد الوطنية على غرار اليوم العالمي، منوهة بأهمية إبراز جهود المرأة على المستوى العالمي وإعطاء صورة إيجابية تجسد واقعنا وتترجم تلك الجهود المبذولة التي تبوأت النساء الجزائريات مكانتها وفي مقدمتها المناصب القيادية في العالم العربي.
وتشير الإحصائيات والمعطيات حسب إعلاميات جزائريات إلى سلبية المؤشرات التي تعدها الأمم المتحدة حول دور المرأة في الجزائر رغم الجهود التي بذلتها الجزائر في هذا المقام منذ سنوات عديدة لاسيما ضمن الإصلاحات السياسية الأخيرة، التي رفعت من تمثيل المرأة في الحياة السياسية حسب تقرير ممثلي الأمم المتحدة بالجزائر.
