المفاوض الجزائري فرض مطالبه على نظيره الفرنسي
عرض أمس، بالمركز الثقافي الإسلامي، السيد حسن السعيد، أستاذ بالمدرسة العليا للصحافة، الخلفيات الكامنة وراء إجبار فرنسا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الوفد الجزائري، في إطار اتفاقيات إيفيان، التي أعلن بموجبها وقف اطلاق النار بعد حرب ضروس دامت ٧ سنوات أبلى فيها الشعب الجزائري البلاء الحسن.. وخرج منتصرا بفضل عطاء الشهداء الأبرار.
أبرز الأستاذ حسن السعيد كفاءة المفاوض الجزائري في كل الجولات التي جمعته بنظيره الفرنسي، بالرغم من المناورات التي أراد فيها هؤلاء السعي الحثيث من أجل فصل الشمال عن الجنوب.. في كل مرة كان الجزائريون يقفون بالمرصاد وبذكاء خارق لهذه المحاولات اليائسة للفرنسيين.. وهذا عندما راهنو على الملفات المعقدة وطرحها لعل وعسى تعجز الجزائريين. واعترف الفرنسيون على ضوء هذاالوضع بكل ما طلب به الجزائريون، بمعنى عدم العزف المنفرد على قضايا شائكة ومسائل حساسة تعتبر بالنسبة للمفاوض الجزائري ثوابت لايمكن المتاجرة بها كوحدة الشعب والتراب.
وأشار الأستاذ حسين السعيد، إلى أن فرض منطق التفاوض على فرنسا لم يأت من العدم بل هو إنتاج قوة جيش التحرير الوطني.. والقيادة السياسية آنذاك. في إدارة ملف الثورة بالندية مع فرنسا.. وعدم الخضوع لشروط جنرالاتها.. ومعمريها الذين أرادو وعملوا على نسف هذاالمكسب عن طريق المنظمة الإرهابية للجيش السري O.A.S التي اعتدت على الجزائريين في ميناء الجزائر.. كما اغتالت الكثير من أبناء هذا الشعب.
وبالرغم من خطي موريس وشال، وسياسية الأرض المحروقة، والمحتشدات، لعزل الشعب عن الثورة في عهد ديغول، والإعدامات اليومية، وممارسات التعذيب، والتصفيات. غير أن العسكريين الفرنسيين تأكدوا بأن هذه الأساليب الجهنمية لاتنفع وإضطروا إلى البحث عن حل يضمن لهم خروج «مشرف» من الجزائر.. بعد الهزائم في الميدان. كلفتهم مليار وفرك فرنسي يوميا.. وما كان عليهم إلا الإذعان لما شدد عليه الجزائريون خلال المفاوضات من استرجاع للسيادة الوطنية كاملة دون نقصان في يوم من الأيام التاريخية والمشهودة في مسيرة كفاح هذاالشعب.
وسجل الأستاذ حسن السعيد، مواقف قيادة هيئة الأركان بقيادة هواري بومدين الذي تحفظ على مضمون الاتفاقية فيما يتعلق ببقاء أجزاء من المنشآت تحت التسيير الفرنسي، أفضى إلى نقاشات حادة بين القيادة العسكرية والسياسية، في مؤتمر طرابلس.
غير أن الهدف الذي سطره الجزائريون في بيان أول نوفمبر ألا وهو الاستقلال تحقق وتم إجلاء القوات الفرنسية من كل القواعد والمواقع.. وهذا هو ما ضحى عليه الجزائريون كون النقاط الأخرى تم تسويتها.
ومن جهته، ثمن الباحث في الحركة الوطنية السيد رابح زغدان نضال المرأة الجزائرية خلال الثورة في شهر الشهداء، والإنتصارات، مذكرا بدورها البطولي في الريف والمدنية.. وعدد زغدان بالتفصيل الشهيدات والمجاهدات اللائي كان لهن دور بارز خلال الثورة.. كما قدم معلومات ثرية حول ماكتبه الأدباء والشعراء العرب عن المجاهدة جميلة بوحيرد.. من نزار قباني وغيرهم تستحق في نظرنا التوثيق كونها مهمة جدا من حيث الأرشيف الخاص بكتابة الثورة.
وكانت الفرصة سانحة قصد الاستماع إلى الشهادة المثيرة للمجاهدة بن قنبور التي ذاقت الويلات وهي طفلة جراء وقوفها إلى جانب الثورة والمجاهدين.