أكد وزير خارجية الجمهورية الصحراوية الغربية محمد السالم ولد السالك، أمس، أن الاتحاد الإفريقي أدان الموقف المغربي، حيث طالبت رئيسة مفوضيته نكوزانا دلاميني زوما مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته و تكريس احترام حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، و قررت مشاركة الاتحاد في مداولات مجلس الأمن، من خلال اختيار الرئيس الأسبق للموزمبيق « سيسانو «كمبعوث شخصي للاتحاد لهذه الغاية.
أوضح ولد السالك خلال ندوة نقاش بمنتدى «الشعب» تحت عنوان» زيارة بن كيمون إلى المنطقة ... هل بدأ العد التنازلي لحل القضية الصحراوية « ، إلى أن الدولة الصحراوية ستتبوأ مكانتها بين الأمم مهما كانت المناورات والعراقيل و مهما طال الزمن، لأن هذا هو توجه التاريخ، و المغرب يسبح عكس التيار العالمي الذي لا يعترف بعهد الإمبراطوريات و الاستعمار و الشعب الصحراوي سيتمكن من تحقيق غايته، بالرغم من الفاتورة التي ستدفع سواء بالنسبة للمنطقة أو للشعبين الصحراوي و المغربي التي ستكون كبيرة .
و أشار وزير الخارجية الصحراوي أن مملكة المغرب تعيش ضغطا داخليا تحاول توجيهه باستعمال قضية الصحراء كشماعة لتعليق كل مشاكلها الداخلية و اتهام الجزائر بتأجيجه و اليوم وصل الأمر إلى اتهام مبعوث الأمم المتحدة ، في حين أن الملك هو المسؤول الوحيد عن السياسة المنتهجة و خطاباته و قراراته لا يمكن مناقشتها، ما يفسر مطالبة حركة 20 فبراير بتغيير النظام و بعض الأحزاب التي تريد ملكية برلمانية و طي صفحة النظام الإقطاعي، مؤكدا أن حكومة بن كيران و الأحزاب ما هي إلا أسطوانة لا تعبر عن أي تغيير.
من جهة أخرى أوضح ولد السالك أن تعنت نظام المخزن أوصل المغرب إلى اتخاذ موقف انتحاري و التحدي الآن ليس أمام الشعب الصحراوي و إنما أمام المجتمع الدولي، و بقراره الخطير بطرد المكون السياسي و الإداري لقوات المينورسو، وجد نفسه في عزلة، بعد فشل مساعيه لربح الوقت عبر شراء الذمم، و استعمال كل الوسائل بما فيها التعتيم الإعلامي و الضغط على الصحراويين و محاولة إركاعهم و نهب ثرواتهم و استخدام مصطلحات مناقضة لتلك المستعملة في الأمم المتحدة وهذا كله بهدف عرقلة مساعيها.
في هذا الإطار قال المتحدث إن الأمم المتحدة و المحكمة العليا تحدثتا عن صحراء غربية في حين أن المغرب يتحدث عن أراضي جنوبية، و حركة عدم الانحياز تحدثت عن شعب صحراوي في حين يتنكر نظام المخزن لذلك، و حارب جيش التحرير الصحراوي و قام بإنشاء أكبر حزام دفاعي على طول 700 كلم بالتعاون مع قيادة الأركان الفرنسية وهو الخط الذي أصبح مقبرة للقوات المغربية، ومحاولته لتزوير الانتخابات المتعلقة بالاستفتاء، و تنكره لكل التزاماته السابقة لاسيما تلك التي وقع عليها محمد الثاني، و عدم احترامه للحدود التي رسمها الجنرال اليوطي .
و أبدى ولد السالك بالرغم من كل هذا تمسك بلاده بالمفاوضات من أجل رفع العراقيل حتى تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها، مشيرا إلى تمسكهم بالتسوية النهائية للنزاع .
وبخصوص الندوة الدولية التي ستنظم بمراكش تزامنا مع اجتماع مجلس الأمن من طرف مراكز الدراسات الاستراتيجية، قال الوزير إنها مجرد مناورة مفضوحة لا تنطلي عليهم ، و هي نفس القناعة تجاه الدعم اللا متناهي من الصديق القديم المتمثل في فرنسا و كذا من طرف بعض الدول الخليجية للإبقاء على النزاع بالمنطقة .
و فيما تعلق بالموقف الأمريكي قال ولد السالك إنهم لا يأخذون بعين الاعتبار الفقرة الكلاسيكية التي يروج لها الموقع «أم 360» التابع للمخابرات المغربية ، بل الموقف المعبر عنه مؤخرا من طرف واشنطن، حيث أعربت عن قلقها إزاء الوضع الراهن، و توجيه الأطراف المتنازعة للتفاوض على أساس الشرعية الدولية .
و عن الخيارات المتاحة، جدّد المتحدث تفضيلهم لإعادة المياه إلى مجاريها وتمسكهم بخيار السلام الذي دعا بخصوصه مجلس الأمن ألاّ يسقطه من يد الشعب الصحراوي لأنه وقتها ستكون الخيارات مفتوحة، مشيرا إلى أنهم في انتظار ما ستفرج عن الساعات المقبلة حيث يتعين على المجلس أن لا يسمح للمغرب بارتكاب حماقة طرد المكون السياسي والإداري لقوات المينورسو.