أوضح الدكتور فوزي أوصديق، خبير القانون الدولي الإنساني، لـ “الشعب” أن الهجوم الإرهابي الذي طال مطار وميترو بلجيكا وراح جراءه العديد من الضحايا الأبرياء اعتداء صارخ على الإنسانية وهدر للمساعي والجهود الدولية في تجفيف منابع الفتنة والقطيعة بين العديد من الثقافات والديانات، حيث تعد من بين المحاولات الفاشلة لهز كيان العالم وليس فقط دول أوروبا.
قال أوصديق في اتصال معه، إن “ثقافة الموت” التي تزرعها الجماعات الإرهابية في أوروبا بدأت تأخذ منحى خطيرا، وتعمق من معاناة الجالية الإسلامية، خاصة حالة الهدوء النسبي الذي شهدته أوروبا بعد هجمات باريس نوفمبر 2015، الضربات المتوالية على أوروبا سترفع من نسبة الاحتقان على المسلمين والعرب وسيحدث شرخا في المحادثات لتسوية الملف السوري.
حول وضعية اللاجئين في مختلف جهات العالم العربي المضطربة والتدفق على أوروبا قال الخبير، إن هذه أحداث لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الجرائم وبـ “اللاإنسانية” بكل ما تحمله الكلمة من معاني، فهو انتهاك لحق من حقوق الإنسان، وهو الحق في الحياة، أقرتها قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الدولية الأربع وكل مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء التي تريد جهات تلويثها و قصفها عن بكرة أبيها وكأننا أمام حرب صليبية مبرمجة.
تطرق الخبير الى الإسلامافوبيا، كونها باتت ظاهرة خطيرة اجتاحت عقول الدول الغربية وأخذت منحى خطيرا قد يحدث نوعا من الجفاء ويرفع من منسوب العداء تجاه المسلمين، وقال ينبغي اعتبار الاعتداء على أديان واعتقادات الأشخاص ضمن إطار جرائم الكراهية.
كما ندّد ذات المتحدث بالتصرف الأرعن لتلك الجماعات الإرهابية ودعا المجتمع الدولي الى توخي الحذر والحيطة من أجل اجتثاث هذه الآفة، والبحث الجدي في أسبابها، مما يستوجب خطة دولية وجهود منظمة لتجفيف منابع الإرهاب، وإيجاد حلول سياسية لكل الأزمات التي تتخبط فيها المنطقة، ولاسيما منها الأزمة السورية.