طيبي (أستاذ علم الإجتماع السياسي) لـ « الشعب»:

«الجبهة الداخلية صمام أمان للتهديدات الأمنية”

حمزة محصول

فرضت التحولات الاقتصادية الدولية والتهديدات الأمنية الإقليمية، على الجزائر، إعطاء الأولوية لتعزيز الجبهة الداخلية وخلق عناصر الموازنة بين تطلعات المجتمع في التنمية، وصيانة الأمن القومي من الأخطار المحدقة، وهي مهمة منوطة بالمؤسسات والشعب.
تحتل الأخطار الأمنية والأزمة المالية الناجمة عن تدني أسعار المحروقات في الأسواق الدولية، قائمة اهتمامات السلطات العليا للبلاد، وتستدعي مواجهتها نقاشا وتوافقا وطنيين  بعيدا عن التراشقات العقيمة وغير المجدية.
 في السياق، يعتقد د. محمد طيبي، أستاذ علم الاجتماع السياسي، الخطر الذي يهدد البلاد يتمثل في “محاولات النيل من الأمن عن طريق النيل من الاقتصاد”، ورأى أن “ما نشهده من تدمير لأسعار البترول، لا يتعلق بمسألة سوق وعرض وطلب، وإنما بإستراتيجية هيمنة تريد فرضها قوى عظمى أو إقليمية”.
 قال طيبي، لـ “الشعب”، أن التهديد الثاني الذي لا يقل خطورة، يتعلق، “بحرب خفية تدور حول استغلال الرأي العام وتحريضه، عبر شيطنة العلاقة بين المجتمع والرئيس عبر وسائل الإعلام”.
وأشار، إلى آثار هذه الحرب وتبعاتها، في كل من ليبيا والعراق وفشلت لحد الآن في سوريا.  هل ينطبق هذا التشخيص على الجزائر؟، نعم، يقول طيبي: “هي موجودة وهناك محاولات عديدة لشيطنة الرابطة القوية بين رمزية الرئيس والرأي العام”، وأضاف بأن النخب السياسية تفاقم الأوضاع، “لأنها تنتج خطابا غير مجد، بسبب تركيزها على المتشتت من القضايا”.
وخلص طيبي، من خلال تقييمه لآداء نخب السياسة والدين، إلى التأكيد “على أن ضعف جودة آدائها يعود إلى عدم إدراك الإشكاليات وتركيزها على المشكلات والطقوسيات، ما يجعلها منتجة للهالة والقلق أكثر من الثقة والبديل الأنسب”.
 أمام تنامي التحديات وانتشارها، باتت البلاد ملزمة بالتعاطي مع أولويات إستراتيجية وليست قطاعية، بحسب محمد طيبي، الذي يؤكد أن إعدادها “مهمة منوطة برئيس الجمهورية وتضمنها معه المؤسسة الأمنية والعسكرية”.
وألمح المتحدث، أنه لا خوف على المجتمع الجزائري، من الظاهرة الإرهابية التي تجتاح مناطق واسعة من العالم، “ لأن الجزائري اكتسب من خلال تجربته في سنوات الإرهاب والعنف السياسي وصار لديه خبرة الصمود والمجابهة”.
 قال طيبي: “إن الإرهاب في الوقت الراهن كلما يهم برفع رأسه في الجزائر يسقط، ولا يتسطيع أبدا البقاء أمام ضربات الأمن والجيش”، وأفاد بعدم انطلاء عمليات الترهيب والتخويف عبر وسائل الإعلام، على الجزائريين.
 في ظل التجانس الوطني للتصدي للخطر الأمني، أكد طيبي، “ أن دمج النخب المبدعة في الاقتصاد وتسخير طرق النمو الدائم هي أساس لحمة المجتمع الجزائري”، وأشار إلى ضرورة الاستجابة لتطلعاته إلى العيش الكريم والظفر بحياة اقتصادية واجتماعية مريحة.
 قال، إن دسترتها في الدستور المعدل مؤخرا، تساهم في الدفاع عن المكتسبات الوطنية وينبثق عنها التضامن الوطني.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025