أطباء مختصون خلال ملتقى دولي بتيبازة:

الارتجاح الدماغي خطر يهدّد الصحة العمومية

تيبازة: علاء ملزي

طالب الأطباء الجراحون المختصون، على هامش الملتقى الدولي المنظم من طرف مستشفى سيدي غيلاس، بقاعة المحاضرات لتيبازة، بالتنسيق مع أحد المستشفيات الفرنسية المتخصّصة، أمس، بضرورة ترقية أساليب التعامل مع المصابين بالارتجاجات الدماغية نتيجة حوادث المرور والعمل والنشاطات الرياضية من خلال استعمال وسائل تكنولوجية أكثر دقة ومناهج عملية أكثر فاعلية.
 في ذات السياق، قال رئيس مصلحة جراحة الأعصاب والإنعاش بمستشفى «بيتيي صالباتريار» الفرنسي البروفيسور، لمين عبد النور، بأنّ أحسن تكفل بالمصاب يقتضي تنسيقا محكما بين جميع الفاعلين في عملية الإنقاذ والعلاج والمتابعة، مشيرا إلى أنّه يجب الاعتقاد في الواقع بأنه لا يوجد ارتجاج دماغي واحد لدى المصاب وإنّما توجد ارتجاجات دماغية يجب التكفل بها في أزمنة قياسية مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل السن وحركية الأعضاء في الجسم، كما أشار البروفيسور عبد النور لمين إلى أنّ عملية الجراحة على الارتجاج الدماغي تأتي في مرتبة موالية لعملية استكشاف لمختلف المضاعفات التي تتم على مستوى مصلحة الاستعجالات.
 في سياق ذي صلة، أكّد رئيس مصلحة جراحة الأعصاب بمستشفى سيدي غيلاس البروفيسور حاتم شكيب دليبا، أنّ ذات المصلحة التي أفتتحت سنة 2011 بلغت درجة جدّ متقدّمة من ترقية أوجه التكفل بالمصابين بالرضوض على مستوى الرأس بحيث تمّ إخضاع 824 مصابا لعمليات جراحية خلال العام المنصرم من بين أكثر من 1200 مصاب التحقوا بالمصلحة في ظروف مختلفة بحيث ارتفع عدد العمليات المنجزة مقارنة مع سنة 2014، حين تمّ تسجيل 640 عملية جراحية فقط مع التأكيد على أنّ الجهد لا يزال متواصلا اتقديم أحسن الخدمات للمصابين مستقبلا.
كما أشار البروفيسور «دليبا» أيضا إلى تسجيل 50 حالة وفاة العام المنصرم وهو العدد الذي يشكّل نسبة جدّ ضئيلة بالنظر إلى التعقيدات الكبيرة التي تلحق بالمصابين وتتطلب جهدا طبيا رفيعا بحيث تنجم تلك الحالات من حوادث المرور بالدرجة الأولى، إضافة إلى حوادث السقوط من مختلف الطوابق أثناء إنجاز أشغال البناء أو في إطار حوادث منزلية، كما تنجم بعض الإصابات أيضا من مختلف الاعتداءات الجسدية التي يتعرّض لها بعض الضحايا.
 كان الأطباء الجراحون القادمون من مستشفيات عين النعجة ومصطفى باشا وبني مسوس وباب الوادي لحضور ملتقى الارتجاج الدماغي، يوم أمس، قد استفادوا من ورشات تكوينية متخصّصة تمّت من خلالها الإشارة إلى تطوير تقنيات وسائل العمل مع احترام أجال التكفل بالمصابين، وذلك عقب سلسلة من المداخلات العلمية المتخصصة التي تمّ خلالها تشريح ظاهرة الارتجاج مع توضيح مراحل التكفل ومناهج التدخل بحيث أشير من خلالها إلى أنّ الفئة الأكثر تضرّرا تبقى تلك التي يتراوح سنها ما بين 19 و 25 سنة باعتبارها تنتمي إلى فئة الشباب المتهورين وأكثرهم ممن يتعرضون لحوادث مرورية صعبة أثناء قيادتهم لدراجات نارية دون ارتداء الخوذة، بحيث أجمع المتدخلون على أنّ نسبة الوفاة في الساعات الأولى من الحادث تكون جدّ مرتفعة لتقلّ تدريجيا كلّما تمّ الإسراع في اتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19474

العدد 19474

الأحد 19 ماي 2024
العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024