الموالاة والمعارضة تفرقهم السياسة وتوحدهم الجزائر

الطبقة السياسية تتحرك لتؤكد التفافها حول الوطن والمؤسسات العسكرية

فريال بوشوية

 

 

 

 

 

كانت الطبقة السياسية في الجزائر على موعد مع حدثين سياسيين هامين لأحزاب الموالاة والمعارضة نهاية الأسبوع المنصرم، وبغض النظر عن نجاحهما من فشلهما، الذي تم قياسه إلى الشخصيات والتشكيلات سواء التي حضرت، أو تلك التي فضّلت خيار المقاطعة، فإن ما يمكن الاحتفاظ به في الأذهان، الحركية السياسية التي جاءت في سياق تواجه فيه الجزائر تحديات أمنية، وتقاطع الجميع في تأكيد الوحدة الوطنية والالتفاف حول الجزائر والجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية.
هبة الطبقة السياسية، والشخصيات الوطنية، والمجتمع المدني، ومهما اختلفت بخصوصها القراءات والأحكام بالنجاح أو الفشل، إلا أن ما لا يختلف حوله اثنان أن الموالاة والمعارضة، ورغم التراشق بالانتقادات، إلا أنهما لم تفوت مناسبة اللقاءين، لتأكيد الالتفاف حول الجزائر ومؤسساتها الأمنية، كأولوية الأولويات مدحرجة مطالبها الحزبية، كل من موقعه إلى مرتبة ثانية، لتؤكد بذلك أنه عندما يتعلق الأمر بالجزائر، لا مكان للاختلافات ولا للمصلحة أو الاعتبارات الحزبية، ولأن السياق الحالي يقتضي من الجزائريين الوقوف صفا واحدا، فكانت هذه النقطة قاسما مشتركا بين الموالاة والمعارضة.
إذا كان نجاح اللقاءين المنظمين من قبل أحزاب الموالاة والمعارضة الأربعاء المنصرم، مرتبطا بالنسبة للبعض بقائمة الحضور من تشكيلات سياسية وشخصيات وطنية، وممثلي المجتمع المدني لاسيما كبريات الجمعيات والتنظيمات الناشطة في الميدان، فإن الأمر الأكيد بالمقابل وبعيدا عن الحكم بفشل أو نجاح الاجتماعين، أن الساحة السياسية استفاقت واستعادت نشاطها، في أول خرجة للموالاة والمعارضة على حد سواء، في أعقاب صدور دستور 2016 الذي يكرس منعرجا هاما في الممارسة السياسية ـ وفق ما أكده أساتذة مختصون في القانون الدستوري ـ مستندين في ذلك إلى النقاط التي تضمنها، لاسيما منها المتعلقة بتفعيل دور المعارضة على مستوى البرلمان.
ومن جهة أخرى، وبغض النظر عن هذه الاعتبارات، فإن الحركية السياسية التي تقتصر في الغالب على المناسباتية، وتحديدا الاستحقاقات الانتخابية تحسب للطبقة السياسية، التي تعاني ركودا باستثناء بعض التشكيلات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال السياق الذي انعقدت فيه، سياق يفرض على الجميع الالتفاف حول الوطن، ومن هذا المنطلق، ورغم أن الغياب مقياس فعلي، خاصة إذا تعلق الأمر بشخصيات وأحزاب لها وزن في الساحة السياسية، قد يؤثر على نجاح الحدث، إلا أنه لا يمكن أيضا الجزم بفشل اللقاء، إذ لا يمكن إنكار ثقل من حضروا، مؤكدين بذلك أن التشكيلات السياسية تقف وقفة واحدة أمام التهديدات المحدقة بالجزائر، رافعة شعار “التغلب والقفز على الأنانية السياسية”.
رسالة الطبقة السياسية في الجزائر لكل من يريد الاستثمار في خلافاتها كانت واضحة تماما، مفوتة الفرصة على المتربصين بها، وحاملة ردا لا يشوبه أي غموض على المحاولات اليائسة لضرب استقرارها.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025