أكّدت حبيبة بن مديوني، رئيسة جمعية «أرض الإرادة»، للتوحّد بوهران، على ضرورة مدّ منظومة التنمية البشرية لتشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، نزولا عند المقتضيات الجديدة للخطة الاستثمارية في الجزائر، وعملا بمبدإ تكافؤ الفرص التي نصّت عليها قوانين الدولة والدستور.
اعتبرت بن مديوني في تصريح لـ «الشعب»، بمناسبة اليوم العالمي للتوحّد، الذي يصادف الثاني من أبريل من كل عام، أنّ مراكز ودور الرعاية الخاصة «مقياس» لتطور الأمم وتقدمها، في إشارة منها إلى عباقرة وعظماء وعلماء عالميين، صنعوا التاريخ، رغم إصابتهم بالتوحد ومختلف الأمراض المتّصلة به.
بخصوص تعامل المجتمع مع الشريحة، قالت بن مديوني إن جمعية «أرض الإرادة»، التي تأسست في 2014، ومقرها بحي «كاسطور» بمدينة وهران، أن «التوحد» أو «الذاتوية»، ليس مرضا عقليا، إنّما «اضطراب» نمائي، تطوري، يؤثر بشكل كبير على «السلوك»، وهو «الخطأ الذي وقعت فيه أغلب الدول، حتى المتطورة منها».
وترى نفس المتحدّثة، أن عدم التعريف بالمرض، يجعل العلاقة بين المصابين والمجتمع تتّسم بنوع من الجفاء والتهميش، موضحة أنّ الأعراض الأساسية قد تختلف من حالة لأخرى، لهذا سميّ التوحّد بـ «الإعاقة الغامضة»، تتعلّق بالتفاعل الاجتماعي وأخرى بصعوبة في اكتساب اللغة المنطوقة، وعدم قدرته على الفهم العميق وتخيّل الأشياء.
كما أوضحت بن مديوني، أنّ «الطفل التوحدي، ليس بحاجة إلى أدوية أو مسكنات، بقدر ما هو بحاجة إلى طريقة في التعامل مع هذه المشكلات ومحاولة التخفيف منها، من خلال العلاج النفسي السلوكي والتربوي التأهيلي، بالإضافة إلى إدماجه والتعامل معه، بعيدا عن التمييز»، مؤكّدة، أنّ حالة العنف والهستيريا التي تظهر عند البعض «ناتجة عن جهلهم بالأشياء وعدم اكتراث الآخرين بهم».
ودعت في الختام، المجتمع المدني والجهات المعنية، على رأسها الصحّة، التضامن والتربية، إلى التقرب من الجمعية، في مقرّها، الكائن بـ «كاسطور»، على مستوى حي الشهداء، رقم 30، لمد يد المساعدة واكتشاف المواهب وتنميتها مبكرا، محذّرة من أنّ التغاضي عن التأهيل المبكّر والمكثّف قد يحوّل طفل التوّحّد إلى «فصامي» مستقبلي.