الدستور يقر دورة واحدة لمدة 10 أشهر لن تنتهي قبل جوان

تأخر الانتخابات التشريعية 2017 وارد

فريال/ب

الحركية التي تعيش على وقعها الطبقة السياسية في الآونة الأخيرة، مرتبطة أساسا بطموحات انتخابية بدرجة أولى، لاسيما وأن الجزائر على موعد مع استحقاقات انتخابية مقررة في غضون 2017، بحجم الانتخابات التشريعية والمحلية، أهم امتحان بالنسبة للتشكيلات السياسية، على اعتبار أنه يحدد موقعها في المشهد السياسي عموما، وفي البرلمان بانتمائها للأغلبية أو الأقلية، وبالتالي وزنها في المرحلة المقبلة التي تمتد لـ05 سنوات.
تنطلق آخر دورة من الفترة التشريعية السابعة في سبتمبر المقبل، وتحديدا اليوم الثاني من الشهر ـ وفق ما ورد في دستور 2016 ـ على أن تستغرق 10 أشهر على الأقل، فترة قابلة للتمديد بطلب من الوزير الأول، إذ تنص المادة 118 على  اجتماع “البرلمان في دورة عادية واحدة كل سنة، مدتها عشرة (10) أشهر على الأقل، وتبتدئ في اليوم الثاني من أيام العمل في شهر سبتمبر. يمكن الوزير الأول طلب تمديد الدورة العادية لأيام معدودة لغرض الانتهاء من دراسة نقطة في جدول الأعمال”.
وبعملية حسابية بسيطة، فإن الدورة لن تنتهي قبل شهر جوان، فيما جرت العادة تنظيم الانتخابات التشريعية في شهر ماي، وعلى الأرجح ستتأخر الاستحقاقات الخاصة بالفترة التشريعية الثامنة، إلا إذا تم اختتام الدورة استثناء قبل الموعد المحدد لها، وسواء جرت في شهر ماي، أو في وقت لاحق، فان أشهر قلائل فقط تفصلنا عن هذا الموعد الحاسم، والأحزاب تدرك جيدا بأن الامتحان مصيري لها كتشكيلات تسعى لافتكاك مكانة لها في المشهد السياسي الذي تفرزه الانتخابات، وفي البرلمان تحديدا، وعلى مستوى المجالس المنتخبة المحلية على وجه التحديد.
ومن هذا المنطلق، تستكمل بعض الأحزاب ترتيب بيتها داخليا سواء بتنظيم مؤتمراتها مثلما هو الشأن بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي الذي يعقد مؤتمره الوطني في غضون ماي الداخل، أو لتشكيلات أخرى عاشت على وقع هزات داخلية، على غرار حزب العمال الذي لجأت أمينته العامة إلى عقد مؤتمر استثنائي تم تجديد إنتخابها بتزكيتها في أعقابه على رأس التشكيلة.
وفي نفس الإطار تندرج أيضا الحركية الكبيرة والتنافس الشديد بين الأحزاب السياسية، التي يسعى كل واحد منها لاستقطاب وعاء الانتخابي يمكنه من افتكاك الأغلبية، و يكون ممثلا في الجهاز التنفيذي، ما يفسر الانتقادات المتبادلة، التي لا تعدو أن تكون حملة انتخابية مبكرة وتمهيدية، لتنافس شرس بين المعنيين بالمسابقة، ظاهرة يصفها المحللون المختصون في الشأن السياسي عادة بالصحية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025