احتضنت دار الصناعة التقليدية والحرف بولاية تندوف، مؤخرا، إبداعات الحرفيين من 17 ولاية عبر الوطن والتي جسدت من خلال «معرض تيفسكي للصناعة التقليدية» مدى عراقة وأصالة الموروث الثقافي للجزائر وغنى تراثها المادي وهو ما وقفت عليه «الشعب» من عين المكان.
«تيفسكي»، التي تعني باللهجة الحسانية المحلية «فصل الربيع»، خصته كل من مديرية السياحة وغرفة الصناعة التقليدية والحرف هذه السنة باحتفالية خاصة على مدار أسبوع كامل، للتعريف بالموروث الثقافي المحلي وإبراز جانب من الصناعة التقليدية لحرفيي المنطقة وتوفير مجال لتبادل الخبرات بين حرفيي الولايات الحاضرة في هذا المعرض. وقد شارك في هذه الطبعة الأولى من نوعها، حوالي 63 حرفيا جاؤوا من 17 ولاية، بالإضافة إلى 07 حرفيين من الجمهورية الصحراوية ضيوف شرف نسخة هذه السنة، يترأسهم المدير العام للصناعة التقليدية بالحكومة الصحراوية.
«معرض تيفسكي للصناعة التقليدية»، ضم عروضاً لحوالي 30 نشاطا حرفيا من مختلف الولايات، وهي التظاهرة التي تعمل مديرية السياحة، بالتنسيق مع غرفة الصناعة التقليدية والحرف، على ترسيمها وجعلها مناسبة سنوية، وهو ما صرح به خونا عبد الرحمن مدير السياحة «للشعب»، مؤكداً أن المشاركة كانت نوعية، سواء من حيث عدد المشاركين أو نوعية المنتجات التي تم عرضها، في حين أكد والي الولاية على ضرورة التكوين الأمثل للمتربصين وإدخال الشباب في مجالات الصناعة التقليدية والحرف حفاظاً عليها من الزوال.
على هامش المعرض، تقربت «الشعب» من بعض الحرفيين من ولاية تندوف والذين أجمعوا في حوار معهم، على صعوبة تسويق منتجاتهم الحرفية في ظل غزو المنتجات العصرية للأسواق، ناهيك عن ندرة وغلاء المواد الأولية التي يُجلب بعضها من ولايات الشمال، في حين تفتقر السوق الوطنية لبعضها الآخر، وهو الأمر الذي يطرح بحدة إشكالية الموردين لهذه المواد التي تدخل في صناعة بعض المنتجات الحصرية على حرفيي تندوف على غرار «الدراعة» اللباس التقليدي للرجل التندوفي.