شرعت مصالح الأمن وعناصر مكافحة الشغب، في عملية محاصرة الأساتذة المعتصمين، ببودواو، وتضييق مساحات التحرك بالنسبة لهم، استعدادا لاقتحام الساحة وتفريق المحتجين في حالة عدم الإصغاء لأمر فض التجمع والانصراف بهدوء، بعد أن فشلت كل مساعي الحوار واقتناعم باستحالة الاستجابة لمطلب الإدماج خارج المسابقة.
مثلما كان منتظرا ومباشرة بعد تصريح وزير الداخلية، نور الدين بدوي، بانسداد أبواب الحوار مع الأساتذة المتعاقدين الذين رفضوا الاحتكام إلى لغة العقل والاستفادة من تحفيزات تثمين الخبرة في المسابقة مع تهديده بتدخل عناصر الأمن لفك الاعتصام، توجهت، أمس، إلى بودواو تعزيزات أمنية لعناصر مكافحة الشغب في انتظار إشارة التدخل، حيث لجأت هذه الأخيرة في أول خطوة إلى تضييق الخناق على حركة المعتصمين ودعوتهم إلى التفرق سلميا، وإلى هذه اللحظة لا تزال الأمور على حالها ولو انه تم تسجيل بداية الانسحاب التدريجي لبعض المعتصمين، بحسب مصادر تحدثت لـ “الشعب”.
كان وزير الداخلية قد تحدث، أول أمس، لوسائل الإعلام بلغة صريحة حول تداعيات اعتصام الأساتذة الذي تحول إلى إلهام واستغلال من طرف بعض الجهات السياسية، التي زارت قبل أيام المحتجين وخوفا أيضا من خروج الحركة الاحتجاجية عن السيطرة، مشددا على أن مسألة الأمن خط أحمر لا يمكن تجاوزه من أي كان، لكن السؤال المطروح في هذه الحالة، هل تمسك المحتجون بمبدأ عدم المشاركة في المسابقة التي انقضت آجالها، مساء الخميس، وبالتالي ضاع الجمل بما حمل لهذه المجموعة التي لم تدرس الخطوة جيدا، أم أنه ضرب عصفورين بحجر واحد من طرف البعض بمعنى المشاركة والمطالبة، خاصة وأن مدير ديوان الامتحانات والمسابقات، أكد أن عدد المتعاقدين المشاركين وصل إلى 11 ألف مشارك من أصل 1.5 مليون مترشح؟.