تنظيم العطل وعدم ترك المستشفيات فارغة
أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، أن المشكل الأساسي الذي يعاني منه القطاع هو التنظيم والتسيير واللامبالاة وكذا الوساطة في علاج المرضى، مطالبا مهنيي الصحة بالتكوين المتواصل وتغيير الذهنيات والسلوكات، خاصة فئة المسيّرين، مع وضع مشروع مؤسسة موحّد للارتقاء بالمنظومة الصحية وإعادة الاعتبار للطبيب العام.
أعطى بوضياف في اجتماع بمهنيي قطاع الصحة بتبسة، تعليمات صارمة تقضي بضرورة التكوين المتواصل لكل المسيرين، قائلا إن هناك أكثر من 60 إطارا من وزارة الصحة منتشرون عبر الوطن في عمليات تفتيشية تمس كل المؤسسات الاستشفائية هدفها التقييم، بعدما استهدفت العملية القطاع الخاص من خلال زيارات للعيادات والصيادلة الخواص. مضيفا، أنه لا يمكن المواصلة على المنهاج البيداغوجي لمدة ثلاث سنوات وأن الذي لم يستطع مسايرة هذه المنهجية فعليه المغادرة.
وشدد وزير الصحة في هذا الإطار، على ضرورة التكوين المتواصل قائلا، إن إطارات التسيير سيستفيدون من دورات تدريبية أو في شكل جامعة صيفية على مستوى الوطن أو في الولايات الشاطئية، حيث كلف مديرية التكوين لجعل المدرسة الوطنية لتكوين إطارات التسيير ترتقي إلى مدرسة دكتوراه، نظرا للأهمية القصوى للتكوين، مشيرا إلى أن عملية التكوين مسّت من قبل الأطباء وقطاع شبه الطبي، خاصة في تخصص السرطان لإعطائهم معلومات أكثر.
داعيا شركاء القطاع لوضع مشروع مؤسسة موحد، يكون له أثر إيجابي على المواطن.
كما أبرز بوضياف وجوب تعزيز الصحة الجوارية، عبر إخراج الفحوصات من المستشفيات الكبرى، تجهيز العيادات بالأشعة والمخابر كي تسمح للمريض بإجراء التحاليل الأولية وضرورة إعادة الاعتبار للطبيب العام في المنظومة الصحية عن طريق التكوين المستمر، قائلا: “باب التكوين مفتوح لكل الأطباء العامين وليس اختياريا، للحصول على شهادة في مختلف التخصصات الطبية والوزارة الوصية تدفع تكاليف التكوين”.
وبحسب بوضياف، فإنه لابد من تكريس مفهوم الطبيب المرجعي لتكوين رأي عام في الثقافة الصحية لدى المواطن وتوجه للمسيرين في القطاع لتنظيم أنفسهم وتطبيق التعليمات، مطالبا إياهم بتحضير أنفسهم لإصلاح عميق وضرورة تغيير الذهنيات والسلوكات، مذكرا بالمجهودات التي بذلتها الدولة لتذليل الصعوبات، خاصة بالنسبة لمرضى السرطان الذين كانوا يعانون بسبب طول مواعيد العلاج الكيميائي، قائلا إن مشكل السرطان لم يعد مطروحا ونهاية هذه السنة ستكون العمليات عادية، حيث جهزت المراكز بأجهزة متطورة.
وجدد الوزير دعوته لمراجعة الخارطة الصحية وتكثيف عملية التوأمة مع المراكز الاستشفائية والهياكل الصحية المندرجة في إطار الصحة الجوارية والتكوين المتواصل والتركيز على اختصاص أمراض القلب، مبديا عدم رضاه عن وتيرة العلاج المنزلي في منطقة تبسة، داعيا الولاية للالتحاق بالركب. كما أعطى تعليمات لإيجاد طبيب أو اثنين في أمراض القلب بتبسة. علما أن التغطية الصحية على مستوى المؤسسات التربوية فاقت 98 من المائة. وذكر بوضياف بتعليمة الوزير الأول عبد المالك سلال في منح 25 من المائة من الأجر القاعدي كتعويض لكل ممارس طبي.
وقال أيضا، إن القطاع الخاص هو مكمّل للقطاع العام خدمة للمريض، مجددا تأكيده أنه لا تسامح بشأن التجاوزات الحاصلة بحق السلك الطبي، وجميع المراكز الاستشفائية ستؤمَّن.
في الأخير، طالب مديري الصحة للولايات، رفقة الوالي، التحضير لشهر رمضان من خلال تدعيم فرق المناوبة وتقوية فرق الأمن والوقاية للمستخدمين. كما على الأطباء تنظيم العطل وعدم ترك المستشفيات فارغة وتوفير الأدوية ووسائل الكشف المختلفة، وتكثيف برامج التوعية عبر المساجد ووسائل الإعلام كي لا يكون الصيام سببا في تدهور صحة المرضى المزمنين.
وتوجه بوضياف في اليوم الثاني من زيارته لتبسة، إلى بلدية العقلة لمعاينة مشروع إعادة تأهيل العيادة متعددة الخدمات، التي تضم خمسة أطباء عامين وثلاثة أطباء أسنان وخمسة مشغلي الأشعة ودار للولادة، لكنه أعرب عن عدم رضاه عن برنامج التلقيح وقلة استقبال المرضى، داعيا الطاقم الطبي إلى التحكم في رزنامة التلقيح وتقديم التلقيحات الضرورية للمواطنين في موعدها، مشيرا إلى أن العيادة استفادت مؤخرا بـ80 من المائة من الأجهزة الجديدة التي ينبغي استغلالها لفائدة مواطني هذه المنطقة النائية.
موازاة مع ذلك، استمع الوزير لانشغالات المواطنين الذين اشتكوا من نقص العلاج، حيث طالب أحد المواطنين بتشكيل خلية والتنسيق في إطار المقاطعة الجديدة، يترأسها مدير يراعي مصالح المرضى، نظرا لبعد الدوائر عن بعضها البعض (40 كلم).
ثاني محطة عاينها بوضياف، هي مشروع إنجاز مستشفى بسعة 60 سريرا، مطالبا المشرفين على المشروع الدفاع عنه، كونه مهمًّا، ومن المرتقب استلامه في مارس 2017.
واختتم زيارته بتفقد مستشفى محمد الشبوكي بثلجان بمنطقة الشريعة، الذي يتوفر على 271 شبه طبي، حيث يعاني المستشفى نقصا في الأطباء المختصين في الجراحة والقلب، مما تطلب استقدام أطباء من كوبا.