قـواسم مشتركة بين الجزائر وصربيا

علاقات صداقة تقليديـة ورؤى متطابقة

فنيدس بن بلة

بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يشرع الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش، اليوم، في زيارة دولة إلى الجزائر لبحث فرص تعزيز علاقات الصداقة التقليدية بين البلدين وتطويرها إلى مستوى يليق بطموحهما في محيط دولي مضطرب يفرض التشاور وتنسيق المواقف مثلما دأب عليه الطرفان دوما سيما وأنهما عضوان بارزان في حركة عدم الانحيار لم يتوقفا عن المطالبة بدمقرطة العلاقات الدولية . وهي علاقات تخضع لسيطرة القوى الكبرى الموجهة لها حسب ما تستدعيه المصلحة وما يطالب به النفوذ.
زيارة الرئيس الصربي الأولى من نوعها إلى الجزائر تعد محطة هامة في دراسة مشاريع الشراكة والاستثمار ورفع الروابط الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية المميزة والتي لم تؤثر تحت أي طارئ وتحد.هي محطة أيضا لتبادل وجهات النظر بين الرئيسين بوتفليقة ونيكوليتش، حول مسائل دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك لا سيما محاربة الإرهاب وفق المرجعية الأممية والأسس المعتمدة من قبل الشرعية بعيدا عن المكيالين والخلط بين المفاهيم وبعيدا عن الخلط بين الإرهاب وحركات التحرر المعترف بها قانونا لاستعادة الحق المشروع مثلما تعيشه فلسطين والصحراء الغربية.
العلاقات بين الجزائر وصربيا المميزة على الدوام الممتدة جذورها إلى حقبات تاريخية طويلة ستعرف انطلاقة جديدة في ظل زيارة الرئيس نيكوليتش وتعزّز الروابط الثنائية في مجالات تستدعيها مصلحة البلدين اللذين تجمعها الكثير من القواسم المشتركة المستمدة من مرجعية ثورتيهما وأولى منطلقات الروابط وتطورها عبر الأزمنة في ظل يوغوسلافيا السابقة قبل الظروف التي مرت بها دول البلقان وما عرفته من تفكيك في الجمهورية الفيدرالية. وتتواصل هذه الروابط مع صربيا وتتقوى وتبنى على الثقة المتبادلة.
من خلال القواسم المشتركة تتحرك الدولتان وتنسقان جهودهما للذهاب إلى الأبعد في مسعى التعاون الثنائي وترقيته في مجالات الاستثمار والشراكة. وتحرص الجزائر التي تخوض معركة مصيرية من أجل تنويع اقتصادها وتوسيعه باعتباره البديل الحتمي لكسر التبعية المفرطة للمحروقات، أن تكون لصربيا مكانة في سوق الأعمال والاستثمار المفتوح ومرافقتها في مسار البناء والإنماء. هذا من خلال تحويل التكنولوجيا وتكوين الموارد البشرية الذي تستدعيه المرحلة الراهنة.
في شق السياسة الدولية من المتوقع أن تشمل المحادثات بين الرئيسين بوتفليقة ونيكوليتش قضايا الساعة في مقدمتها دعم القضية الفلسطينة التي تمر بمرحلة صعبة نتيجة ما تعرفه المنطقة العربية من اضطرابات إلى جانب القضية الصحراوية التي تعد آخر مستعمرة إفريقية ولا زال المغرب المحتل يناور ويتهرب من الالتزام بلوائح الشرعية الدولية. وهي لوائح تثبت ضرورة تقرير مصير الشعب الصحراوي بتطبيق مبدأ الاستفتاء.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025