قوافل إنسانية في رمضان إلى مخيمات الصحراويين

خبراء ومراقبون: رحيل محمد عبد العزيز زاد من التمسك بالوحدة الوطنية

جلال بوطي

كشف رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع العشب الصحراوي سعيد العياشي، أمس، عن توجيه قافلات مساعدات إنسانية إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف خلال شهر رمضان، وفي سياق آخر أكد خبراء ومراقبون للقضية الصحراوية أن رحيل الرئيس محمد العزيز زاد من تمسك الشعب بقضيته ومطالبته بالوحدة الوطنية والتفافه حول الممثل الوحيد له الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
من المنتظر أن تنطلق قوافل مساعدات إنسانية خلال الشهر الفضيل نحو مخيمات اللاجئين الصحراويين في إطار الدعم المقدم حسب ما أكده العياشي مضيفا أن القرار جاء بعد اجتماع ضم الهلال الأحمر الجزائري والصحراوي بالتنسيق مع وزارة الخارجية الجزائرية بحر الأسبوع الفارط، مشيرا إلى أنه توجد عدة قوافل إنسانية موجهة نهاية الشهر بعد تراجع المساعدات الدولية.
قال العياشي خلال منتدى يومية ديكا نيوز، أمس، حول تأبينية الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز التي نشطها خبراء وفاعلون أن أزمة اللاجئين في المخيمات لا تعد أزمة غذائية بقدر ما هي أزمة سياسية تتطلب التضامن مع الشعب الصحراوي في محنته لاسيما بعد رحيل الزعيم التاريخي لجبهة البوليساريو، مشيرا إلى وجود 17 منظمة تغير حكومية تعمل في المجال الإنساني.
بات رحيل أمين عام جبهة البوليساريو يشكل حديث العام والخاص في الفترة الحالية والتداعيات المحتلمة لمسار القضية الأمر الذي اعتبره العياشي حدثا زاد من تمسك الشعب الصحراوي بوحدته، مؤكدا أن أهم ما قام به الراحل هو زرع وحدة القرار السياسي في صفوف الشعب وتمكين القضية من التموقع على المستويين الإفريقي بدرجة أولى والأوروبي وذلك بحنكته السياسية ونظرته العسكرية.
بدوره أكد اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد أن مسار القضية الصحراوية يشهد توجها جديدا رغم استفزازات القوة المحتلة التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى تفتيت الموقف الموحد للصحراويين واستغلال رحيل رمزه التاريخي، إلا أن مواقف الشعب بدت واضحة من تلك الدعايات المزروعة ووضع لها ألف حساب.
وحسب اللواء مجاهد فإن كل الرهانات المطروحة تؤكد استمرار العلاقات الاسترايتجية مع جبهة البوليساريو في طرحها إلى استفتاء تقرير المصير وفي مقدمة الدول الجزائر التي تربطها علاقات مع الجبهة تزيد عن ستين عاما، معتبرا أن جوهر القضية يكمن على مستوى مجلس الأمن لتحرير القضية.
وتبقى المفاوضات على مستوى الأمم المتحدة ضعيفة في نظر مراقبين كونها لم تنصف الشعب الصحراوي رغم أن كل اللوائح والقرارات الأممية الصادرة عن هيئات مختلفة تؤكد أحقية الشعب الصحراوي بوحدته الترابية.
 وفي هذا الإطار قال الخبير بوجمعة صويلح أن كل المفاوضات غير رسمية مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو الحفاظ على السلامة الترابية وهذا الذي يجب أن يبقى مستمرا بعد رحيل الرمز محمد عبد العزيز.
وبخصوص حيادية مواقف بعض الدول الصديقة للقضية في المرحلة الحالية يرى صويلح إن التحرر لا يكمن في وقوف دول عربية أو غيرها إلى الجنب بقدر ما تزيد الضغوطات عن الدول الدائمة في مجلس الأمن صاحبة القرار، مضيفا أن الدولة الوحيدة  الراعية للاحتلال هي فرنسا وهو ما يدعو للغط عليها شعبيا ودوليا لإنهاء الاحتلال ووقف تمادي القوة المحتلة لكل الأعراف.
تزداد حدة الاستفزازات من طرف المغرب في كل مرة تؤكد فيها الجزائر  دعمها ووقوفها إلى جنب الشعب الصحراوي متجاوزة الأعراف الدبلوماسية التي تحكم علاقات الدول وهو ما تأسف له صويلح موضحا أن المحتل يبرهن في كل مرة انه غير مستعد لبناء اتحاد مغاربي ولا وحدة عربية متخذا ذرائع باطلة لا أساس لها.
ويعول مراقبون وخبراء على الموقف الأمريكي الذي يعرف تطورا ايجابيا في الآونة الأخيرة وفي المرحلة المقبلة من مسار القضية بعد رحيل رئيس الجمهورية الصحراوية، حيث أشار الباحث في الشؤون الاسترايتجية محمد السعيد مكي أن مواقف مجلس الشيوخ الأمريكي بدأت تتغير لصالح طرح استفتاء تقرير المصير، مضيفا أن المغرب يشهد خسارة لحلفائه بعد دخوله في مواجهة مع الأمم المتحدة مباشرة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025