الأسواق تشتعل في الشهر الكريم بمعسكر

المواطن ضحية الغش والجشع ونفاذ السلع

استطلاع: أم الخير.س

قفزت أسعار الخضر والفواكه بأسواق ولاية معسكر، إلى سقف جنوني ألهب جيب المواطن بسبب إقباله الكبير على اقتناء حاجياته من الأسواق التي شهدت بدورها حركية غير مسبوقة مع حلول الشهر الكريم، الأمر الذي تفرضه معادلة العرض والطلب في غياب واضح لآليات الرقابة   والتفتيش، حيث تفاجئ المواطنون بالولاية بارتفاع أسعار الخضر إلى ضعف سعرها العادي في سائر الأسابيع الماضية، ولو أننا اعتدنا على الظاهرة التي تتزامن مع كل موسم رمضان، والتي رافقتها هذا الموسم ظاهرة الندرة ونفاذ بعض السلع الغذائية الواسعة الرواج، سيما الخضر على مستوى أسواق الجملة التي صارت ملجأ العديد من العائلات خلال اليومين الماضيين لتفادي اقتنائها بأسعار مضاعفة من عند تجار التجزئة وكذلك بسبب معضلة الأسواق الجوارية التي تظل مغلقة ولا يلبي المفتوح منها طلب المواطن لظروف تفرضها عوامل بُعد بعض الأسواق الجوارية عن النسيج العمراني وحتى عن مراكز المدن.

حنين لسوق الركابة القديم .. ودعوة لرفع الحضر عن الأسواق الموازية

ذلك ما عاينته «الشعب» خلال وقوفها على سوق الجملة للخضر والفواكه بمعسكر، حيث التقينا في أول وهلة بشاب اقتنى كيس من الحجم الكبير من الفلفل الأخضر من سوق الجملة بمخرج عاصمة الولاية ،  وذكر شريف مشرقي أنه يعمل كمساعد لتجار السوق في رفع حمولتهم ويقصد سوق الجملة في الساعات الأولى قبل بزوغ الفجر ليباشر عمله، وكان محمود سبيلنا المؤقت لمعرفة الوضعية العامة لأسعار الخضر بسوق الجملة، بعد أن أكد لنا ارتفاع أسعار أغلب الخضروات الأساسية للطبخ، مشيرا إلى أنها ارتفعت إلى الضعف على غرار البصل الذي أحصت في شأنه ولاية معسكر فائضا من الإنتاج خلال الأشهر الماضية، وبلغ طيلة الأيام الماضية سعر 25 دينار جزائري، للكيلوغرام الواحد في سوق التجزئة، مشيرا إلى أن الكيلوغرام الواحد من البصل صار يباع بنفس سعر التجزئة بسوق الجملة، ما أدى إلى رفع سعره إلى الضعف بأسواق التجزئة، ومثله سعر الفلفل الأخضر الذي اقتناه بـ 100 دج للكيلوغرام الواحد من سوق الجملة، وأضاف مشرقي أن العديد من أرباب العائلات صاروا يقصدون سوق الجملة لاقتناء الخضر بأسعار منخفضة لكنهم لم يجدوا ضالتهم في ظل الارتفاع الذي طال أسعار الخضر، فضلا عن اختفائها كليا بسبب نفاذها أو لجوء التجار إلى فرض الضغط على السوق من خلال تكديس الخضر في مستودعاتهم للحفاظ على السقف المرتفع لأسعارها، إلى جانب مسألة الأسواق الفوضوية التي كانت تمتص إقبال نسبة كبيرة من المواطنين البسطاء   وتفرض التوازن الاجتماعي.

55 فرقة للمراقبة ومكافحة الغش
 
  ومن أجل التحكم في الوضع العام للسوق المحلية، سخرت مديرية التجارة لولاية معسكر 55 فرقة ميدانية للمراقبة ومكافحة الغش، قلما يذكر لها أن تعرضت لجشع التجار إلا ما يذكر في أرقام مصالح التجارة في حصيلة نشاطاتها الشهرية، ويبدو أن ولاية معسكر ابتليت بترصد المطففين، فلا آليات الرقابة والردع القانوني حاضرة ميدانيا ولا جمعية حماية المستهلك قضت على مشاكلها الداخلية حتى تتفرغ لهموم المستهلك، بلا نكران جهود السلطات الأمنية العمومية ممثلة في فرق شرطة العمران   وحماية البيئة ومهامها التي تشمل حفظ الصحة ومحاربة التجارة الموازية وحماية المستهلك.
غير ذلك مديرية التجارة لولاية معسكر وعلى موقعها الالكتروني، نشرت جدولا لمتوسط أسعار المـواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، وقد توافقت أسعار المواد الغذائية المبينة في الجدول مع أسعار تلك المعروضة للبيع في المحلات، باستثناء أسعار الخضر والفواكه التي لا تتوافق كليا مع السعر المحدد ولا نوعية السلع المعروضة، الأمر الذي أعاد للواجهة تساؤل المواطنين من هدف برامج القضاء على الأسواق الموازية التي كانت ملاذا لهم لاقتناء الخضر والفواكه بأسعار مناسبة لقدرتهم الشرائية والتي كانت تهدف أساسا إلى التحكم في السوق والقضاء على المضاربة وظاهرة الارتفاع الفاحش للأسعار خلال المواسم الدينية، وذلك كان رأي المتقاعد من سلك الصحة السيد عريبي.م الذي قال أن الأسواق الفوضوية، وبالرغم من سلبياتها كانت تتيح الاختيار للمواطن البسيط ، موضحا أن عاصمة ولاية معسكر التي كانت تتوفر على سوق مركزي وسط المدينة وتمّ هدمه لدواع تقنية، أصبحت الآن تتوفر على سوقين جواريين  و6 أسواق مغطاة لا فعالية لها ومغلقة في أغلب الأحيان.
  وقال متحدث «الشعب» الذي التقيناه بسوق «السلاطنة» بالمنطقة الثامنة، أنه لا خشية من القول إن هذه الأسواق أنشئت بدون دراسة اجتماعية أو سوسيولوجية للعادات التي تلازم المواطن في معاملاته اليومية، مشيرا أن سكان عاصمة الولاية وكغيرهم من باقي سكان الضواحي اعتادوا على التسوّق في محلات السوق المركزي الذي تم هدمه، وأنه شخصيا أصبح يقتني حاجياته من نفس التجار القدامى بالسوق والموزعين حاليا على عدة أسواق، التي تكاد تفلس بسبب عزوف المواطنين عن ارتيادها   وتفضيلهم التسوق بأسواق الجملة ما دامت المسافة نفسها تبعد عن مركز المدينة وأحيائها وبين الأسواق الجوارية الجديدة أو سوق الجملة في مدخل مدينة معسكر.
البياطرة، المربون، التجار ..الكل ضد المواطن
  ومثل ذلك، تفاجأ سكان معسكر، باختفاء عنصر البروتين الحيواني عن المحلات، التي اقتصرت على عرض اللحوم الحمراء المخزنة بغرف التبريد بأسعار غير مألوفة رغم أنها ارتفعت فقط بحوالي 200 دينار جزائري عن القيمة العادية للحم البقر ولحم الخروف الطازج، فيما غابت اللحوم البيضاء كليا عن الواجهة في وقت اختار فيه البياطرة العامون ضرب استقرار السوق وراحة بال المواطن على حساب تحقيق مطالبهم المهنية والاجتماعية، ولو لم يُضرب البياطرة، لأضرب المربون، لأنهم هدّدوا قبل أسابيع من حلول الشهر الكريم بوقف النشاط بسبب ظروف عملهم المهنية وما يتكبّدونه من خسائر جراء النشاط غير الشرعي لبعض المربين، ولو لم يضرب هؤلاء جميعا سيختار غيرهم من التجار والمهنيين الشهر الكريم للإضراب كورقة ضغط لنيل مطالبهم الاجتماعية والمهنية على حساب مواطن بسيط أصبح ضحية مؤامرات رمضانية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025